وصفت الخارجية السودانية علاقاتها الأفريقية بالجيدة والمتطورة، وأكّد وكيلها السفير رحمة الله محمد عثمان أن استراتيجية السودان تجاه القارة الأفريقية استراتيجية راسخة، موضحًا أن سياسة بلاده الخارجية ظلت تعمل على توازن وضع بلاده عربيًا وأفريقيًا، مجدّدًا الحرص على توسيع وجوده الدبلوماسي العربي والأفريقي. وبيّن عثمان، في حديث إذاعي، الجمعة، أن "الفترة المقبلة ستشهد افتتاح خمس سفارات سودانية جديدة في أفريقيا"، مشيرًا إلى أن "ظروف بلاده الاقتصادية حالت دون التوسع الدبلوماسي في القارة". وأكّد أن "دول الجوار تجد الأولوية في التعامل الدبلوماسي، كما أن هناك إدارة خاصة في وزارة الخارجية لدول الجوار الأفريقي"، مجدّدًا حرص بلاده على تحقيق الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي". وكشف عن أن "السودان سيقوم بوساطة، بغية تحسين العلاقات بين أثيوبيا وإريتريا"، مشيرًا إلى أن الاستقرار بين الدولتين يهم السودان كثيرًا". وبشأن العلاقات مع دولة جنوب السودان، أكّد وكيل وزارة الخارجية السودانية "حرص السودان على أن تكون العلاقة بين الدولتين علاقة متميزة، وذات خصوصية"، لافتًا إلى أن العلاقات بين الدولتين تشهد الآن استقرارًا كبيرًا". وأضاف أن "الأجواء الراهنة ستقود إلى تحقيق المصالح المشتركة"، مؤكدًا أنه "تم تجاوز مرحلة التوتر في العلاقات بين الخرطوم وجوبا". وتوقع أن تُفتح المعابر بين البلدين قريبًا، إضافة إلى انسياب حركة النقل النهري بين البلدين، والتي وصفها بالمهة في عمليات التبادل التجاري، حيث يمكن نقل ما نسبته 80 % عبر النقل النهري بين البلدين"، مشيرًا إلى أن "دراسة للبنك الدولي تحدثت عن أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يمكن أن يصل إلى 3 مليار دولار سنويًا". وعن العلاقات مع مصر، أشار السفير رحمة الله إلى أنها تاريخية، ووصف ما يجري في مصر بالشأن الداخلي. موضحًا أن تأخير فتح المعابر بين البلدين حدث بسبب بعض الإجراءات الفنية، وإكمال مطلوبات المعابر، وفقًا للمعايير الدولية المنظمة للحركة بين دولتين، نافيًا أن يكون الأمر مرتبط بموقف سياسي، مؤكّدًا أن "بلاده جاهزة الأن لفتح المعابر"، وتوقع أن يتم ذلك قريبًا، بالتوافق بين الدولتين". وعن التطورات في أفريقيا الوسطى، عبّر وكيل وزارة الخارجية السودانية رحمة الله عن أسفه للتوترات التي تشهدها دولة أفريقيا الوسطى، موضحًا أن "الجالية السودانية لا تواجه أية إشكالات أو صعوبات". وعبّر عن أسف بلاده للتوترات الجارية هناك، وفي المنطقة عمومًا، والتي وصلت إلى حد التدخلات الدولية والإقليمية. وتحدث عن تنسيق ثلاثي مشترك بين الخرطوم وأنجمينا وبانغي، يقضى بإنشاء آلية مراقبة على الحدود، تقوم بها قوات مشتركة، معربًا عن أمله في عودة الاستقرار إلى هناك.