بيروت – جورج شاهين
حمّل الرئيس الأسبق للحكومة اللبنانية ورئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري، النظام السوري مسؤولية تدبير ما يجري يوميًا من مظاهر القتل والأجرام، وهو المر الذي نجح في فتح أبواب سورية أمام الفلتان والفوضى، وشرّع الحدود من الاتجاهات كلها لقوى التطرف و"الإرهاب"، وأصدر أمر العمليات الحقيقي بدخول "القاعدة" بتشكيلاتها وعناصرها المستوردة إلى الأراضي السورية.
وطالب الحريري القيادات والشخصيات السورية في الداخل والخارج العمل على إطلاق الراهبات وتأمين سلامتهن، والى رفع الصوت ضد ما تتعرض له معلولا، التي تقوم المجموعات المسلحة الموجدة فيها الآن بتقديم أغلى هدية لبشار الأسد، وتوجه في الوقت ذاته طعنة قوية إلى الثورة وشهدائها وأهدافها النبيلة.
وأكدّ الحريري، في بيان له، "تواجهنا في لبنان الكثير من المخاطر والتحديات، التي نتحمل جميعا، من كل المشارب والتيارات، مسؤولية التصدي لها ومعالجتها بمختلف الوسائل التي تجنب اللبنانيين المزيد من الخسائر، ووقف المسلسل الدموي الذي يستهدف الأبرياء، لاسيما في مدينة طرابلس، التي لا يريد لها أولياء النظام السوري في لبنان أن ترتاح أو أن تضع حدًا لحال الاحتقان والفوضى التي تستشري فيها مع كل جولة قتالية".
وأوضح "نحن على ثقة بان طرابلس ستتغلب على المحنة التي يريدون لها ان تغرق فيها، وهي لن تيأس عن تكرار المطالبة بالدولة ومؤسساتها الشرعية، كإطار وحيد لبت الخلافات وإرساء قواعد العدالة والأمن وتوفير مقومات الحياة المشتركة للجميع. بمثل ما نحن على ثقة بأن القوى الحية في المدينة ستقف بالمرصاد في وجه محاولات التهرب من العدالة والتغطية على الجرائم وعمليات التفجير التي استهدفتها، وهي لن تسمح بأيّ مقايضة في هذا الشأن وستتمسك بحقوق أهل الضحايا ومحاكمة المسؤولين عن التفجيرات الإرهابية وسائر الجرائم التي تعرضت لها المدينة".
ونادى "مجددًا وبأعلى الصوت، إلى العمل على إعلان طرابلس مدينة منزوعة السلاح، وإنهاء كل الحالات الشاذة التي تعاني منها. فطرابلس هي لأهلها أولاً وأخيرًا من كل الطوائف والاتجاهات، وليست صندوقة بريد للصراعات غير المحسوبة أو ساحة للتصفيات السياسية والتطلعات الإقليمية، وهي لن تكون تحت أي ظرف من الظروف وكرًا من أوكار النظام السوري وأولياءه في لبنان".
وتابع "إذا كنا نتألم لطرابلس ولأي جرح يقع على اللبنانيين، فإننا في هذه المرحلة العصيبة من حياة أمتنا، لا نستطيع إلا أن نعبر عن أصدق مشاعر الألم والغضب تجاه المأساة السورية التي تطاول ملايين السوريين في وطنهم وفي الشتات، وجرائم الحرب التي يرتكبها النظام بحق الأطفال والنساء والأبرياء من كل الملل والأعمار في مختلف المحافظات السورية".
وأكدّ "تفوق نظام بشار الأسد على كل ديكتاتوريات التاريخ البشري بقتل شعبه، وهو الآن يستحق أن ينافس أدولف هتلر ليحتل موقعًا متقدمًا ومتفوقاً في سجل الأجرام، مستعينًا بقوى دولية وإقليمية توفر له التغطية والدعم والسلاح والمرتزقة لتنفيذ أقذر عملية إبادة في التاريخ العربي".
وأشار إلى أن "كل ما تشهده الساحة السورية من مظاهر القتل والأجرام هي من صناعة وتدبير هذا النظام، الذي نجح في فتح أبواب سورية أمام الفلتان والفوضى، وشرّع الحدود من كل الاتجاهات لقوى التطرف والإرهاب، وأصدر أمر العمليات الحقيقي بدخول القاعدة بمختلف تشكيلاتها وعناصرها المستوردة إلى الأراضي السورية".
واستكمل "ها هو نظام بشار الأسد يشعر هذه الأيام بنشوة تقسيم الثورة السورية والإفساح في المجال لعودة جبهة النصرة أو داعش وخلافه من القاعدة وأخواتها، إلى بلدة معلولا المسيحية، التي تقع الآن تحت وطأة مجموعات مسلحة لا تقيم وزنًا لمفاهيم الثورة وقيمها وأهدافها".