أبدى مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك قلقه من جراء الاحداث الامنية المؤسفة التي تطاول مدينة طرابلس وتعكر صفو حياة المواطنين وكذلك الخلافات السياسية الداخلية المستفحلة التي تعطل حياة الوطن وتضرب اقتصاد مؤسساته، وتضاعف صفوف العاطلين عن العمل. ودعا في بيان الدورة السنوية السابعة والاربعين للمجلس، الذي انعقد في بكركي السياسيين والحزبيين وقادة الفكر والرأي الاحتكام الى العقل والضمير والكف عن منطق التعطيل لتسهيل مهمة تأليف الحكومة القادرة ووضع قانون جديد للانتخابات يؤمن المناصفة ويحفظ المساواة والممارسة الديمقراطية الصحيحة وإجراء الانتخابات النيابية في أسرع ما يمكن. كما ألقى رئيس المجلس البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الراعي، كلمة تطرق فيها الى "الوجود المسيحي في لبنان وبلدان هذا الشرق، فقال انهم كانوا في أساس النهضة العربية، وقد لعبوا دورا فاعلا في تكوين حضارتها. فلا يمكن أن نقف نحن اليوم موقف المتفرج، المكتوف اليدين، أمام هذا السعي إلى تدمير ما بنيناه معا، مسيحيين ومسلمين، على مدى 1400 سنة من العيش معا". وقدم غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث عرضا للوضع المأساوي في سوريا وأفاد بأن إعتداءات سافرة ودامية غير مبررة طالت بلدات مسيحية وكنائس وأديرة، ولا سيما معلولا وصدد. ونال التهجير والهجرة ملايين السوريين، الى الداخل والى الخارج، من بينهم زهاء نصف مليون مسيحي. هذا وشكر الآباء لبنان المضيف دولة وشعبا. كما دان الآباء العنف أو تغييب الآخر أسلوبا في تسوية الخلافات وفرض الذات، سواء كان باسم السياسة أو الدين أو القومية، في العراق حيث التفجيرات والمفخخات لا زالت ترعب وتدفع المسيحيين إلى الهجرة، وفي مصر، حيث العنف والمواجهات لا زالت تحصد الضحايا.