عمان ـ العرب اليوم
أكّدت بريطانيا، مجدّدًا، أنها مع الحل السياسي للأزمة السورية فقط، نافية في الوقت ذاته أن تكون قد دعمت المعارضة السورية العسكرية بأسلحة فتاكة، أو دربتها على الأراضي الأردنية.
وأوضح وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية والشرق الأوسط هيو روبرتسن، في حديث صحافي، في الأردن، أنه "عقب التصويت في البرلمان البريطاني على ألا نوفر دعمًا فتاكا للمعارضة السورية، فإننا نستطيع توفير مساعدة غير فتاكة، كمعدات الاتصال"، نافيًا أن تكون بلاده قد قامت بتدريب المعارضة عسكريًا في الأردن.
ولفت روبرتسن إلى أنه "ربما جرى تدريب اقتصر على استخدام معدات اتصال، وتنقل، تقدمها بريطانيا للمعارضة السورية"، مؤكّدًا أن "هذا التدريب التقني لا يحدث الآن في الأردن".
وفي شأن تأجيل موعد مؤتمر "جنيف 2"، الذي كان مقررًا في الأسبوع الأخير من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، بيّن الوزير البريطاني أن "التأجيل يعد خيبة أمل، غير أنه لم يكن على الغالب مفاجأة كبيرة، وما هو مهم الآن إيجاد موعد جديد للمفاوضات"، معتبرًا أنه "سيكون مثاليًا عقدها في كانون الأول/ديسمبر المقبل، أو في أسرع وقت ممكن، مع مطلع العام المقبل، بغية إعادة عملية السلام إلى الطريق الصحيح".
وشدّد على أن "حلاً نهائيًا في سورية سيضم على الغالب بعض أفضل عناصر النظام، ولكن ليس من المقربين لبشار الأسد".
وعن اللاجئين السوريين، أوضح أنه "عندما ننظر إلى معاناة اللاجئين السوريين، كما رأيت في مخيم الزعتري في الأردن، ندرك لماذا يجب على المجتمع الدولي الاستمرار في بذل كل جهد لتحقيق نوع من السلام في سورية".
يذكر أن الأردن يستضيف على أراضيه، منذ اندلاع الأزمة السورية، في منتصف آذار/مارس 2011، ما يزيد على 600 ألف لاجئ سوري، فضلاً عن وجود ما يزيد على 600 ألف سوري قبل الأحداث، وذلك بحكم علاقات نسب ومصاهرة وتجارة، لم يتمكن غالبيتهم من العودة.
وتعتبر الأردن من أكثر الدول المجاورة لسورية استقبالاً للاجئين، منذ بداية الأزمة هناك، وذلك لطول حدودهما المشتركة، التي تصل إلى 375 كيلو مترًا، يتخللها عشرات المعابر غير الشرعية، يدخل اللاجئون السوريون عبرها إلى أراضيها.
ويقيم معظم اللاجئؤوين السوريون في مدن وقرى شمال المملكة، منهم نحو 120 ألفًا في مخيم "الزعتري"، في محافظة المفرق (75 كيلومترًا شمال شرق عمان)، على الحدود مع سورية.
ويعد "الزعتري" ثالث مخيم في العالم من حيث سعته للاجئين، كما أنه ينافس على احتلال الموقع الخامس من حيث عدد السكان، بين المدن الأردنية.
كما يوجد فضلاً عنه المخيم الإماراتي الأردني، المعروف باسم "مريجب الفهود"، في محافظة الزرقاء، 23 كيلو مترًا شمال شرق عمان، ويضم 3460 لاجئًا، ومخيم "الحديقة"، في الرمثا، أقصى شمال الأردن، ويضم 820 لاجئًا، ومخيم "سايبر سيتي" في حدائق الملك عبدالله، والذي يضم 470 لاجئًا فقط، منهم 180 فلسطينيًا.