بيت لحم - وليد أبوسرحان
أكّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الثلاثاء، بأنه لا بديل عن التوصل لاتفاق سلام مع الكيان الإسرائيلي لإنهاء الصراع في المنطقة، مشدّدًا على جديته للتوصل إلى ذلك الاتفاق التاريخي، عبر المفاوضات الجارية برعاية أميركية.
وأوضح عباس، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البولندي برونسلاف كوموروفسكي، عقب اجتماعهما في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية "لا بديل لدينا عن تحقيق السلام عبر المفاوضات السلمية".
وأشار عباس إلى فرصة السلام، التي وفرتها واشنطن، عبر رعايتها للمفاوضات، مشدّدًا على "ضرورة اغتنام الفرصة، التي وفرتها واشنطن، بدعم أوروبي وعربي، عبر استئناف مفاوضات السلام نهاية تموز/ يوليو الماضي مع الكيان الإسرائيلي".
وتابع عباس مبينًا "نحن اتفقنا مع الأميركيين على أن نقوم بجولات من المفاوضات مكثفة، ولمدة تسعة أشهر، وأرجو أن نصل إلى سلام، وإلى حل، فلا بديل أخر في عقلنا عن ذلك".
واستعرض عباس المعوقات التي تعترض عملية السلام، بما فيها الاستيطان الإسرائيلي، وما يجري لتغيير معالم القدس الشرقية، والممارسات العدوانية للمستوطنين، والاعتداءات على دور العبادة المسيحية والإسلامية، واستمرار احتجاز آلاف الأسرى الفلسطينيين، وأشار إلى "بدأنا المفاوضات منذ 20 عامًا، ولم نفقد الأمل، لا نستطيع القول أنه مضى 20 عامًا فماذا بعد، يجب أن نستمر، وعندما جاء الأميركان مدعومين بأوروبا والعرب، فمن واجبنا أن نستغل هذه الفرصة".
وشدّد عباس على أن "الجانب الفلسطيني جاد في التوصل إلى السلام في ضوء مرجعيات واضحة، والمتمثلة بالقرارات الأممية".
من جانبه، أشار الرئيس البولندي إلى أن زيارته إلى فلسطين تشكل فرصة له ليؤكد أن الشعب البولندي متفهم لضرورة إقامة دولة فلسطينية، مشيرًا إلى تجربة بلاده، ومعاناة شعبه أثناء وقوعه تحت الاحتلال، وأضاف "كعضو في الاتحاد الأوروبي، ندعم جميع الطرق المؤدية لحل سلمي في الشرق الأوسط، وندعم الموقف الأوروبي في هذا الصدد، ونتمنى نجاح الجهود الأميركية الرامية لإيجاد حل للصراع بين الجانبين"، وتابع "نحن على يقين تام أن التعايش بين الشعبين شيء مهم للغاية، ونريد تقديم المزيد من المساعدات البولندية للشعب الفلسطيني، بغية تطوير العلاقات التجارية والاستثمارية بيننا، فالاستقلال مرتبط بالنمو الاقتصادي والاستقلالية الاقتصادية".
وأشار إلى أن "السياح البولنديين، الذين يزيد عددهم عن 120 ألف سائح ديني سنويًا، يشعرون بالراحة والأمن، ويبيتون هنا في بيت لحم، ويقضون وقتًا ممتعًا، ويرغبون بالعودة لهذه الأراضي المقدسة، أنا متأكد من أننا نستطيع الدفع بالعلاقات الاقتصادية قدمًا، وواثق أن الوفد الاقتصادي المرافق سيساهم في هذا الصدد".
وأعرب عن أمله بأن "الدعوة التي وجهها للرئيس عباس لزيارة بولندا، ستساهم في تنمية العلاقات الاقتصادية"، وأضاف "نتمنى لكم التوفيق في العملية الصعبة ببناء الدولة الفلسطينية المستقلة".
واختتم الرئيس البولندي بالقول "أقدر السعي لإيجاد حل لمشكلة الاستيطان المعقدة للغاية، التي تعيق التوصل لحل، والعالم كله مجمع على ضرورة إنجاح هذه المفاوضات، ومساعدة الجانبين في ذلك، فمن خلال تجربتنا في بولندا انتظرنا أعوامًا لإعادة الاستقلال ولم تكن سهلة، وكنا مجبرين على مواصلة الكفاح واتخاذ قرارات سياسة صعبة، بعضها تاريخية".