الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
تلقت "الحركة الشعبية" قطاع الشمال دعوة من رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى ثابو أمبيكي، للقاء وفد الحكومة السودانية في أديس أبابا، في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، بغيّة دراسة الملف الإنساني، وتسهيل حملة التطعيم ضد "شلل الأطفال" في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
وتزامنت الدعوة مع إعلان السلطات في الخرطوم عن بدء سريان وقف العدائيات، اعتبارًا من الجمعة، ولمدة 12 يومًا، بغية السماح لفرق التطعيم ضد "شلل الأطفال" الوصول إلى الأطفال المستهدفين في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، والبالغ عددهم 147 ألف طفل في جنوب كردفان، و7000 في النيل الأزرق.
وأوضحت الحركة، في بيان لها، أن "وفدها، الذي سيغادر إلى أديس أبابا، سيتكون من الأمين العام للحركة ياسر سعيد عرمان، ومسؤول الملف الإنساني نيرون نيرون فيليب، فضلاً عن هاشم ورطة، وأحمد سعيد، ويقتصر اللقاء على الجانب الإنساني، وبحث ترتيبات بدء حملة تطعيم الأطفال".
ورحّبت الحركة بالحملة المرتقبة لتطعيم الأطفال، وأعلنت إلتزامها بوقف العدائيات فى المنطقتين، وأكّدت أن القضايا الإنسانية تأتي في صدارة جدول أعمالها
من ناحيته، أعلن عضو وفد الحكومة في المفاوضات مع الحركة العميد محمد مركزو كوكو عن أن "لقاء أديس المرتقب هو الرابع".
وأشار كوكو، في تصريحات إلى "العرب اليوم"، السبت، إلى أن "اللقاء سيكون معني، بالدرجة الأولى، بالملف الإنساني، وسيناقش تنفيذ حملة شلل الأطفال في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحركة، في جنوب كردفان والنيل الأزرق"، لافتًا إلى أن "من بين أسباب تأخر الحملة، رفض الحركة الشعبية إشراف الحكومة ومراقبتها للحملة".
وبيّن كوكو أن "الحكومة عندما تحدثت عن مشاركتها جزئيًا في الإشراف ومراقبة الحملة، فإنها تنطلق من مبدأ الحفاظ على سيادتها على الأراضي السودانيّة"، موضحًا أن "الحركة تطرح بعض الشروط، منها تنفيذ الحملة عبر حدود السودان"، مؤكدًا أن "رقابة الحكومة للحملة، في حال تنفيذها عبرالحدود، أو المواقع الداخلية، هو بغية ضمان تحقيق أهداف الحملة، وضمان عدم استغلالها من قبل الحركة في الحصول على دعم لوجستي، أو أي نوع من عمليات الإمداد"، ، مشيرًا، في هذا الصدد، إلى "تجربة الحكومة مع ما عرف سابقًا بعملية شريان الحياة، التي كان عنوانها العمل الإنساني، لكنها، أثناء الحرب السابقة مع الحركة الشعبية، كانت من مداخل تلقي الحركة لأنواع الدعم كافة"، وأضاف "لا نريد للتجربة أن تتكرر ثانية".
وأكّد كوكو أن "الحكومة ستظل تطرح هذه الضوابط، بغيّة ضمان تنفيذ الحملة، وعدم انحراف الطرف الأخر بأهدافها الإنسانية النبيلة"، وامتدح أدوار الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، وجامعة الدول العربية، كأطراف في العمل الإنساني في جنوب كردفان والنيل الأزرق".
وعلّق المتحدث على إعلان الحركة الشعبية عن أنها منزعجة من أن الحملة لا تشمل مناطق سيطرتها في دارفور، وشمال كردفان، موضحًا أنه "لا توجد مناطق في شمال كردفان تقع تحت سيطرة الحركة".