يتّجه القضاء العسكري إلى إصدار مذكرة إحضار في حق النائب السابق رئيس ومؤسِّس الحزب العربي الديمقراطي العلوي علي عيد، بعدما طلب القضاء التَّحقيق معه، للتَّحقُّق من اعترافات سائقه الموقوف أحمد علي محمد لجهة تأمينه فرار أحمد مرعي المطلوب في القضيّة وتلقيه الأوامر من رئيسه لتهريب متورطين في جريمتي تفجير مسجدي السَّلام والتَّقوى في طرابلس قبل شهرين ونصف، واللذان أديا إلى مقتل 50 مواطنًا وإصابة أكثر من 900 مواطن طرابلسي. وجاء هذا التوجه بعدما رفض عيد المثول أمام فرع المعلومات للتَّحقيق معه بشأن تفجيري المسجدين في طرابلس، والمعلومات التي أدلى بها سائقه. وفي هذا الإطار، شرحت مصادر قضائية مسار ملف التحقيق في حال عدم امتثال عيد أمام "فرع المعلومات"، فأوضحت أن الشعبة تحيل الملف أمام النيابة العامة العسكرية التي تدعي عليه باعتباره فارا من وجه العدالة وتحيل الملف إلى قاضي التحقيق العسكري، الذي يستدعيه لاستجوابه وفي حال عدم حضوره وتعذر إبلاغه وعدم العثور عليه يصدر قاضي التحقيق العسكري مذكرة توقيف غيابية في حقه. وفي حال حضوره يتخذ قاضي التحقيق العسكري القرار المناسب في ضوء الإفادة التي يدلي بها إما بتركه بسند إقامة أو توقيفه بموجب مذكرة وجاهية. أشار مسؤول العلاقات السياسية في الحزب العربي الديمقراطي رفعت عيد إلى أن "ما نطلبه اليوم نقل الملف إلى أي جهة في الدولة غير "فرع المعلومات"، داعيا إلى "تشكيل لجنة مشتركة بين مخابرات الجيش والمحكمة العسكرية وفرع المعلومات والأمن العام للإشراف على التحقيقات، ونحن نعرف الفبركات الإعلامية جيدا"، وأوضح أنه "في اليوم ذاته الذي تم فيه توقيف يوسف دياب المتهم بوضع سيارة أمام مسجد السلام قبل تفجيرها جاء إليه عنصر مقرب من اللواء أشرف ريفي بسام شرف أشرف ريفي الحلبي ودعاه إلى الهروب لأنه مطلوب"، متسائلا "إذا برأ القضاء يوسف دياب وأحمد العلي المتهم بتهريب سائق السيارة المفخخة إلى سورية، هل يتم حل فرع المعلومات لأنه ينشر الفتنة؟". وجدد عيد في حديث له "التأكيد على أن العلي سلم نفسه لمخابرات الجيش بعد الاتصال بأمين عام الحزب العربي الديمقراطي علي عيد". وذكر عيد أن "الحزب العربي طلب رسميًا استدعاء اللواء أشرف ريفي للتحقيقات للاستماع إليه، لأن المدعو حيان رمضان (المتهم بتفجيرات طرابلس) له علاقة شخصية مع ريفي للاستيضاح عن هذه العلاقة، وللاستفسار لماذا خرج ريفي قبل انتهاء الصلاة بربع ساعة يوم وقع الانفجار في طرابلس"، وسأل "لماذا "DVR" الخاص بالتسجيلات في منزل ريفي كان معطلا في ذلك اليوم". وقال: نحن نرى استهدافا للجيش اللبناني في باب التبانة وهذا شيء خطر جدا"، معلنا عن "تلقي الحزب العربي اتصالات من داعش في لبنان، وتهديدهم بالقتل وسبي نساء جبل محسن". وأوضح أنه "منذ الجمعة إلى السبت هناك 5 إصابات من جبل محسن، تم إطلاق النار عليهم"، وسأل "لماذا ممنوع دخول الجيش اللبناني إلى باب التبانة، هل هي جزء من لبنان أو السعودية، ولماذا المناطق التي يسيطر عليها تيار المستقبل وحليفه جبهة النصرة وداعش والسعودية ممنوع على الجيش دخولها". وجدد التأكيد أن "لبنان كله ذاهب إلى الحريق، إلا أنها ستكون آخر ضربة للسعودية، وستكون آخر ضربة عنف من الآن إلى 200 عام، ولن نقبل أن يبقى دم أولادنا سائبا". وتعقيبا على مواقف عيد صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي (شعبة العلاقات العامة) البلاغ التالي: تعقيبا على ما أوردته بعض وسائل الإعلام لجهة رفض المدعو علي عيد الحضور إلى فرع المعلومات واستعداده للمثول أمام أية جهة قانونية أخرى، وإيراده جملة معطيات منها أن شخصا يدعى بسام الحلبي من مكتب العميد رئيس الفرع طلب، قبل حملة التوقيفات، من المدعو خضر شدود وذويه مغادرة المنطقة لأن أمرا باستدعائهم مع آخرين سيتم قريبا، وصولا إلى المطالبة بالتحقيق مع الحلبي ومع العميد عثمان وما ورد في بيان الحزب العربي الديموقراطي لجهة تحويل الملف إلى جهاز أمني آخر ومطالبته القضاء المختص بعرض الأدلة والاعترافات أمام الجميع. ووضعا للأمور في نصابها الصحيح، يهم المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أن توضح ما يلي: أولا: تنفي هذه المديرية العامة وجود أي ضابط أو رتيب أو فرد في شعبة المعلومات سابقا أو حاليا باسم بسام الحلبي، وإذا كان المقصود المعاون الأول بسام الحلبي فإن مركز خدمة الأخير هو مفرزة حلبا القضائية وبالتالي فليس له أي علاقة بعمل ومهمات شعبة المعلومات لا من قريب أو من بعيد، وعلى افتراض بأن الحلبي كان على علم مسبق فكان من الأولى به أعلام جميع المتورطين وهم أخطر من شدود بكثير ما كان سيمنع توقيف المدعو يوسف دياب أحد المشتبه بهم الأساسيين في الجريمة. ثانيا: أن القول بأن شعبة المعلومات بشخص رئيسها عملت على تهريب المطلوبين بتفجيرات طرابلس وهو المتمرس وصاحب الخبرة الأمنية الكبيرة يجافي أبسط قواعد المنطق، فكيف لرئيس شعبة المعلومات أن يوقف متورط ويسعى إلى تهريب آخرين؟ ثالثا: إن التحقيق الأولي الذي أجري مع الموقوف أحمد علي سائق المدعو علي عيد والذي أقر فيه بصورة صريحة بأن عيد المذكور قد طلب منه تهريب المطلوب أحمد المرعي لم يتم في شعبة المعلومات، وبعد إحالة الملف إلى الشعبة المذكورة كرر الإعترافات ذاتها. رابعا: أن استدعاء السيد علي عيد إلى التحقيق في قضية تهريب المطلوب أحمد المرعي تم بناء لإشارة القضاء المختص الذي أشرف على جميع مراحل التحقيق منذ بدايته، وإذا كان لديه أية معطيات تتعلق بالتحقيق فإنه من الأجدى الإدلاء بها في التحقيق الجاري لدى القضاء العسكري وليس عبر وسائل الإعلام. في غضون ذلك، انتشرت شائعات تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تتضمن أخبارا عن إطلاق رصاص وإشكالات هنا وهناك، إلا أن الوضع في المدينة يسوده الهدوء والاستقرار، فيما عززت وحدات الجيش والقوى الأمنية في شكل ملحوظ منذ ساعة تقريبًا تواجدها ونصبت حواجز في معظم شوارع وأحياء المدينة مدققة في الهويات مفتشة السيارات. ونفى مدير "المستشفى الإسلامي الخيري" في طرابلس عزام أسوم "الشائعات التي تحدثت عن تطويق ومداهمة المستشفى وقطع الطرق في محيطه، موضحا أن "دورية من الجيش حضرت إلى طوارىء المستشفى فور وصول الجريح عمر الجمال المصاب بجرح بسيط في رقبته في شارع النعمان حي البقار - القبة، وأبقت الدورية حراسة على الجريح وغادرت المستشفى ولم يصدر عن عناصرها أية إساءة إلى المستشفى أو محيطه". وسيطر الهدوء على طرابلس الجمعة، غداة الاشتباكات المحدودة التي اندلعت بعد ظهر الجمعة، بين باب التبانة وجبل محسن. وبدت الحركة في المدينة طبيعية، وفتحت المحال أبوابها. وليلا وقع إشكال فردي في شارع البقار، في القبة - طرابلس بين الجندي أيمن رمضان باللباس المدني وعمر الجمال، تطور إلى تضارب بالأيدي والسكاكين، أصيب خلاله الاثنان بجروح. ونقل الجندي إلى مستشفى السيدة في زغرتا، والجمال إلى المستشفى الإسلامي الخيري في طرابلس. وحضرت دورية من الجيش على الفور إلى المستشفى الإسلامي، حيث أدخل الجريح الجمال، وأبقت عليه حراسة أمنية، فيما غادرت الدورية. أما على جبهات القتال التقليدية، فسجلت خروق أمنية محدودة، حيث أطلق رصاص القنص على شارع ستاركو في منطقة التبانة، وقام الجيش بالرد على مصدر النيران، وأكمل انتشاره في شارع سورية وعلى تخوم الجبل والتبانة. فيما أطلق ملثمان كانا على متن دراجة نارية النار، صباح الجمعة، على الجندي في الجيش اللبناني عيسى طه في شارع التل، فأصاباه ونقل إلى المستشفى الإسلامي للمعالجة. وقع إشكال فردي بين شبان من آل نجود وآخرين من آل السمان، تطور إلى إطلاق نار، في القرب من مقهى موسى في باب الرمل في طرابلس. ولم يفد عن وقوع اصابات.