بغداد - نجلاء الطائي
استقبل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الجمعة، وزير الدفاع الأميركي تشاك هاجل، الذي زاره في مقر إقامته في فندق "ويلارد"، مع عدد من المسؤولين الأميركيين والعسكريين، ورئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي، بغية بحث العلاقات المشتركة بين البلدين، وسبل تنفيذ اتفاق "الإطار الاستراتيجي".
وأوضحت رئاسة الوزراء، في بيان صحافي، أن "الاجتماع بحث آخر التطورات الأمنية والسياسية في العراق والمنطقة، والمتطلبات العراقية لمواجهة التحديات الأمنية".
وأشارت الرئاسة إلى أن "المالكي أكّد، خلال اللقاء، أن طبيعة التحديات التي يواجهها العراق والمنطقة تتطلب مستوى أعلى من التعاون والتنسيق بين العراق والولايات المتحدة، موضحًا أن العراق يتبع استراتيجية متكاملة للقضاء على الإرهاب، لإبعاد خطره عن العراقيين".
وتابعت الرئاسة "وذكر المالكي أن الظروف التي نمر بها الآن خطيرة ودقيقة، لكن العراق سبق وأن مر في أوضاع أصعب، وخرج منها وتجاوزها، وأن الإرهابيين اليوم يضربون ويفرون ولا يستطيعون السيطرة على طريق أو مدينة، ولكنهم يكمنون لقتل أبرياء عزل هنا وهناك".
من جهته، أكّد وزير الدفاع الأميركي أن "الولايات المتحدة على علم تام بما يحتاجه العراق في مواجهة الإرهاب"، داعيًا إلى "زيادة التعاون والتنسيق، بغية إلحاق الهزيمة بالقاعدة"، فيما رحب الجنرال ديمبسي بـ"وضع استراتيجية شاملة لدحرالإرهاب وتنظيم القاعدة، وتعهد بدعم الولايات المتحدة لهذه الاستراتيجية".
وبيّنت الرئاسة أنه "عقدت ندوة مغلقة، ضمت فضلاً عن المالكي، وزير الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت، وكبار الباحثين والدبلوماسيين السابقين في المنطقة، وأهم الباحثين والمتخصصين في شؤون العراق والمنطقة، وجرى خلالها بحث معمق ونقاش صريح، تناول مختلف جوانب الأزمة، التي تعاني منها دول المنطقة، وارتباط العراق بها".
ولفتت الرئاسة إلى أن "المالكي أجاب على مدى أكثر من ساعة، على أهم التساؤلات، التي تتردد في أوساط قادة الرأي، وصناع القرار، وأعرب المشاركون عن اهتمام بالغ بما سمعوه من إجابات وتحليلات، تناولت ظروف العملية السياسية، وطبيعة التطورات الداخلية، والتوترات التي تعيشها الدول الإقليمية، على خلفية الصراعات الطائفية، والأزمة السورية، وما حققه العراق، رغم الصعوبات البالغة، من نجاحات على صعيد الأوضاع الداخلية، والاحتكام إلى الانتخابات والدستور في المنازعات".
وأضافت الرئاسة أن "المالكي تطرق خلال الحوار إلى نجاح العراق في إقامة علاقات متنامية مع العالم الخارجي، مشيدين بنجاح العراق في بناء علاقات طيبة مع الدول المجاورة، لاسيما الكويت، على الرغم من التركة الثقيلة، التي خلفها النظام السابق".
وتابعت الرئاسة أن "المالكي عقد اجتماعًا مغلقًا، هو الثاني، مع نائب الرئيس جو بادين، في البيت الأبيض، تناول تطورات العلاقات الثنائية، وما يمكن القيام به لتعميق التعاون والتنسيق بين البلدين، لاسيما على صعيد مكافحة الإرهاب، وتطوير علاقات الصداقة والشراكة بين البلدين، وتم الاتفاق على سلسلة خطوات يقوم بها الجانبان، بغية تحقيق نقلة كبيرة في العلاقات الثنائية وتطبيق اتفاق الإطار الاستراتيجي".
ومن المقرر أن يعقد رئيس الوزراء نوري المالكي، والوفد المرافق له، اجتماعًا مع الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض، يتم فيه وضع اللمسات الأخيرة للمباحثات بشأن العلاقات الثنائية، وآفاق التعاون بين البلدين، بما يحقق مصالح الشعبين، وشعوب المنطقة.
وستعقد اللجنة العليا المشتركة اجتماعًا برئاسة المالكي ونائب الرئيس الأميركي جو بايدن، بغية بحث سبل النهوض بعلاقات البلدين، بما يتوافق واتفاق "الإطار الاستراتيجي"، وتحقيق تقدم على المسارات التي تطرق لها الاتفاق كافة، والتي تعهدت ببناء علاقات شراكة طويلة الأمد.
ومن المتوقع أن يصدر في ختام الاجتماعات بيان ختامي، يتناول مستوى العلاقات الثنائية، والتصورات المشتركة لحل الأزمات في المنطقة، كما سيعقد الزعيمان مؤتمرًا صحافيًا مشتركًا، بغية إطلاع الصحافة على ما تحقق خلال اللقاءات، وما وصلت إليه العلاقات بين البلدين الصديقين من تقدم.