نفى رئيس الحكومة الليبية المؤقَّتة علي زيدان ما ذكرته قناة (CNN) الأمريكيَّة نقلًا عن مصادر أن مسؤولين ليبيِّين أجازوا لواشنطن تعقُّب القياديّ في تنظيم القاعدة "أبو أنس الليبيّ" وزعيم ميليشيا أنصار الشريعة "أحمد أبوختالة"، مشيراً إلى أنه لم يسمع بهذا الكلام، وهو غير صحيح جملة وتفصيلًا. وكان موقع "CNN"  قد ذكر أنه عندما ألقت فرقة كوماندوس أمريكية القبض على القيادي "أبو أنس الليبيّ" في العاصمة الليبيَّة طرابلس قبل أسابيع، فإنه لم يكن يفصلها، مثلما كان مقررا، سوى ساعات قليلة على تنفيذ هجوم من أجل اعتقال أبوختالة الذي يواجه تهمًا بكونه المشتبه الرئيس في تنفيذ الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي الذي راح ضحيته السفير كريستوفر ستيفنس. وكانت قوات أمريكية خاصّة قد اعتقلت أبو أنس الليبي خلال الشهر الجاري في العاصمة الليبية طرابلس جراء اتهامه بتفجيري عام 1998 في السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا اللذين أوقعا 224 قتيلا. وسبق للرئيس الأمريكي باراك أوباما أن اعتبر القبض على المتورطين في هجوم بنغازي أولوية من أجل جلبهم للعدالة، وأن هناك لائحة إدانة فيدرالية جاهزة ضد "أبوختالة". كما أن موظفي أجهزة الاستخبارات الأمريكية وأعضاء الجيش المكلفين في العمليات الخاصة يتداولون على الدخول إلى ليبيا والخروج منها بإذن الحكومة الليبية، حيث أنهم يتحينون فرص اعتقال المشتبهين بالضلوع في هجوم بنغازي، ويعدون لائحة بالمشتبهين تضمّ حتى الآن ما يقارب 10 أشخاص. لكن أوائل أكتوبر/تشرين الأول، كانت تلك القوات أقرب ما يكون من تنفيذ المهمة التي كانوا يخططون لها منذ شهور، وفقا للمسؤولين، وهي اعتقال أبوختالة. كان أبو ختالة ينشط علانية في بنغازي لشهور بل إنه أجرى حوارًا مفتوحا مع مراسلة CNN أروا دامون. لكن خلال هذا الشهر فقط، نجحت القوات الخاصة في الحصول على معلومات تحدّد مكان وجوده بدقة بما يسمح لأي مهمة بأن تكون ممكنة. ووفقًا لعدد من المسؤولين فإنّ مهمة اعتقال أبوختالة كانت ستتم في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. لكن قبل ذلك بيوم واحد، كان أبو أنس الليبي صيدا سهلا لاسيما أنه كان يمارس حياته بصفة شبه طبيعية في العاصمة. يشار إلى أن الحكومة الليبية نددت علنًا بالعملية، لكن مسؤولين من ضمنها منحوا الضوء الأخضر للولايات المتحدة لدخول موظفي استخباراتها وأجهزتها الأراضي الليبية للقبض على كل من "أبو أنس الليبي" و"أحمد أبوختالة".