رام الله ـ وليد أبوسرحان
انتقدت حركة "فتح"، السبت، خطاب رئيس الحكومة المُقالة في غزة ونائب رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية، ووصفته بأنه لم يأتِ بأي جديد بشأن المصالحة الداخلية، فيما اتهمت "حماس" التي بـ"المراهقة السياسية".
ووصف الناطق باسم حركة "فتح" أحمد عساف، في تصريح صحافي، خطاب هنيّة، بـ"الفضفاض"، قائلاً "إنه لم يأتِ بأي جديد، خصوصًا في ما يتعلق بملف المصالحة الوطنية، ولو كان هنية جادًا لأعلن عن جدول زمني لتشكيل الحكومة والانتخابات، لكنه ترك الأمور مفتوحة، وتحدث في العموميات من دون الخوض في التفاصيل".
وبشأن ما إذا كان الخطاب يُشكل بادرة إيجابية يمكن الارتكاز عليها تحديدًا في المصالحة، قال عساف "هذا ردنا الأولي، وبطبيعة الحال سندرس الخطاب، ونعطي موقفنا النهائي، لكن الأمور واضحة ومعروفة، وعلى (حماس) التراجع عن انقلابها والاعتذار للشعب الفلسطيني".
واعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" جمال محيسن، أن "مراهقة (حماس) السياسية، واستمرار تدخلاتها في الشؤون العربية الداخلية، وسقوط حكم (الإخوان) في مصر؛ انعكس سلبًا على القضية الفلسطينية".
وأضاف محيسن، في حديثٍ إلى إذاعة "موطني" المحلية، السبت، أن "مواقف (حماس) أضرّت بوضع اللاجئين الفلسطينيين في الشتات، وبالموقف الفلسطيني الثابت والواضح الذي ينأى بشعبنا عن المشاكل والصراعات في الدول العربية والتدخل بشؤونها الداخلية، وفقدت الحركة مصداقيتها والكثير من شعبيتها في الشارع الفلسطيني، بعد سيطرتها على غزة في العام 2007، والممارسات الخاطئة في القطاع".
وردًا على تقرير إسرائيلي عن انزعاج اليمين المتطرف من فقدان شعبية حماس في الضفة، أوضح عضو مركزية "فتح" "هذا أمر طبيعي، فإسرائيل منزعجة من تراجع شعبية (حماس) لأنها تسعى إلى إيجاد بديل آخر عن القيادة الوطنية المتمسكة بالثوابت والرافضة للتنازل عنها".
وقال هنية، السبت، أمام حشد كبير من الشخصيات الوطنية الفلسطينية في مدينة غزة، في الذكرى الثانية لصفقة "وفاء الأحرار" التي تحرر بموجبها 1050 أسيرًا مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، "نجدد موقفنا من المصالحة وإنهاء حالة الانقسام على أساس كل ما تم الاتفاق عليه، ونحن مع إنجازها في أسرع وقت، ومع أية خطوات ومبادرات تقود إلى مصالحة حقيقية تُنهي الانقسام، وتُوحّد المؤسسات، لتكون لنا حكومة واحدة ومجلس تشريعي واحد ورئاسة واحدة، وتُعزز الخيار الديمقراطي والانتخابات، وتوفّر الحرية والعدالة والفرص المتكافئة للجميع وتصون الحريات".
وتطرق رئيس حكومة غزة إلى ملفات عدة في خطابه، الذي ألقاه لمناسبة الذكرى الثانية لصفقة تبادل "وفاء الأحرار"، وأهمها القدس، والمفاوضات، والأسرى، والمصالحة، و العلاقة مع مصر والدول العربية