بغداد - نجلاء الطائي
حذر رئيس "المجلس الأعلى الإسلامي" عمار الحكيم، الأربعاء، من تأجيل الانتخابات البرلمانية المقبلة، مُبينًا أن الانتخابات هي الوسيلة الوحيدة لتشكيل حكومة تدير البلاد، داعيًا إلى ثورة إدارية شاملة، ومشددًا على ضرورة توحيد الجبهة الداخلية لمواجهة "الإرهاب".
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها الحكيم في خطبة صلاة عيد الأضحى المبارك، التي أقيمت في مكتبه صباح الأربعاء.
وقال الحكيم في بيان، حصل "العرب اليوم" على نسخة منه، أنه "لا يبقى سوى أشهر تفصلنا عن الانتخابات البرلمانية، التي تعتبر الشرعية عبر حصولها على التفويض الجماهيري من صناديق الاقتراع، ونحن في حاجة إلى قانون انتخابي عادل في حق الشعب والوطن، قبل أن يكون مع هذا التيار السياسي أو هذا المكون"، مبينًا أن "الانتخابات هي الوسيلة الوحيدة لتشكيل حكومة تدير البلاد، فلا تأجيل للانتخابات، تحت أية ذريعة، وليس المهم من يتقدم أو يتأخر، لأن التقدم والتأخر والتغيير تعد سُّنة الحياة، والمهم أن يكون لنا تفويض وشرعية، لأنها تمثل الشرعية، وأي تعطيل يعتبر تعطيل للشرعية".
وبشأن الهجمات المسلحة التي تستهدف العراق، أوضح الحكيم أن "الإرهاب الأعمى يضرب جبهات الوطن، ويحاول أن يخلط الدم الشريف في فكره الظلامي المنحرف، ولكنه يعرف أن معركتنا مع الإرهاب معركة وجود، شاء من شاء وأبى من أبى، وما نحتاجه اليوم هو توحيد جبهتنا الوطنية، وعدم السماح للإرهاب بفصلنا قوميًا أو مذهبيًا"، مشيرًا إلى أنه "ينبغي علينا تطوير وسائلنا الأمنية لأننا نحتاج إلى الكثير من التقويم للمؤسسة الأمنية".
ودعا الحكيم، بمناسبة عيد الأضحى المبارك، الأطراف السياسية إلى "السعي بغية بناء جسور الثقة فيما بينهم، والمضي في العملية السياسية، والحفاظ على أمن البلد"، منوها إلى أن "هناك أطرافًا لا تريد لهذه الجسور أن تمتد، لأنها ستخسر مصالحها، ولابد أن نكون حذرين منهم، وأن نكون مستمعين جيدين"، مضيفًا أن "بعض القيادات تتخذ مواقفها من بعض الأقاويل، وتظلم شركائها في العملية السياسية"، وتابع "عملنا بجد على وضع الحدود للاختلاف، وقلناها سابقًا، أن الاختلاف لابد أن يكون داخل حدود الوطن، وتحت الدستور، ونحن على يقين، إذا لم تمتد هذه الجسور، ستبقى الأزمة موجودة في البلد، وسنحاسب على مواقفنا من قبل الشعب والتاريخ".
وبيَّن الحكيم أن "الشعب العراقي قادر على أن يصوغ مستقبله ولن تهزه التهديدات الإرهابية"، موضحًا أنه "مازلنا في المراحل الأولى لبناء الدولة، وأهمها أن يكون لنا رؤى استراتيجية لبناء الدولة، بعيدًا عن البيروقراطية"، مشيرًا إلى أن "العراق يحتاج إلى ثورة إدارية شاملة، ويجب أن يكون تغييرًا جذريًا في التذكر والأداء"، منتقدًا "القوانين الموجودة في الدولة، لأنها مازالت تدار بقوانين مجلس قيادة الثورة المنحل".
وفي محور أخر من كلمته، بشأن المحيط الإقليمي، قال الحكيم أن "الربيع العربي لم يعد ربيعًا ولم يعد خريفًا، لأن صفة الفصول لم تعد مطبقة، ولا أحد يعرف متى ستنتهي العملية، ولقد انهارت أنظمة الدكتاتورية، وانفجر بركان الكراهية في وجه الجميع، وأصبحت القومية والطائفية هي المحرك الأول للاحداث"، مشيرًا إلى أن "المنطقة اختبرت الصراعات الإقليمية والدولية منذ مئات السنين، ومن السذاجة أن يعيد التاريخ نفسه بهذه البشاعة".
ووختم الحكيم خطبته بالقول أن "العراق في قلب العاصفة، ويعتبر الجسر الأكبر في التواصل مع الدول الإقليمية، ومن المساهمين في تشكيل الشرق الأوسط الجديد، ولايمكن لأحد أن يتجاوزه، ومن يتصور ذلك فهو واهم، ولكنها مسؤوليتنا كعراقيين، أن نشرح مشروعنا للجميع، بغية التحرك في خطوات مدروسة، وضخ دماء جديدة"، مشيرًا إلى أن "العراق سيكون له دور كبير في تهيئة الأرضية الصلبة للمستقبل الواعد، وأية محاولة للتفكيك تعد محاولة لتفكيك دول المنطقة".