أكد قادر عريف الوزير الفرنسي المفوَّض لشؤون المحاربين القدامى، أن "فرنسا لم تغير موقفها السياسيّ تجاه لبنان وحزب الله، وأنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية"، مشددًا على أهمية لبنان بالنسبة إلى "فرنسا وعلى دعمها له، سواء على صعيد الاتصالات الثنائية أو في إطار موقعها الأوروبي والدولي. وعلى ضرورة استمرار الحوار بين المكونات اللبنانية"، وأشاد باستقبال لبنان للنازحين السوريين رغم ضعف إمكاناته، سواء على الصعيد الاقتصادي أو على صعيد البنى التحتية. وكان الوزير عريف يتحدث في مؤتمر صحافي عقده في قصر الصنوبر إثر زيارته رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ومشاركته عصرًا في احتفال نظمته السفارة الفرنسية في لبنان في الذكرى الثلاثين للتفجير الذي استهدف المظليين الفرنسيين في بيروت، والتي أودت بحياة 57 جنديًّا فرنسيًّا وخمسة مدنيين لبنانيين. وعن موقف فرنسا من الوضع في سوريا بعد القرار الدولي بشأن تدمير الأسلحة الكيميائية أكد عريف أنه "كانت هناك حاجة إلى ممارسة ضغوط من خلال فتح الباب أمام خيارات عسكرية، إلا أن موقف فرنسا هو دائما اعتماد الحل السياسي للأزمات، وهي قد شاركت فعليًّا في مسار المحادثات التي أدت إلى اعتماد قرار مجلس الأمن الرامي إلى تدمير الأسلحة الكيميائية"، مشددًا على التزام بلاده بـ "القانون الدولي". وعن موقف فرنسا من حزب الله وما اعتبر انفتاحًا عليه من خلال دعوة أحد نوابه (النائب علي فياض) لزيارة باريس؛ أوضح عريف أن "فرنسا مع استمرار الحوار بين كل اللاعبين المعنيين في المنطقة"، مؤكدًا أن "لا تغيير في مواقفنا تجاه حزب الله، وهناك محادثات مع الحزب لكن ليس هناك أي تغيير في النهج السياسي". وقال ردًّا على سؤال عن الوضع في المنطقة: "نحن قلقون، فالمنطقة غير مستقرة ورئيس الجمهورية الفرنسية أبدى قلقه أيضا حيال لبنان الذي يستضيف 800 ألف لاجئ سوري وهو لم يقفل أبوابه أمام أيٍّ منهم، والسؤال الذي نطرحه هو: كيف يمكننا مساعدته لمواجهة هذه الأزمة في غياب البنى التحتية اللازمة لاستقبالهم". وأشاد عريف بالقوات المسلحة اللبنانية التي "استطاعت الحفاظ على الأمن والسلام في لبنان، بدليل استمرار وجود القوة الفرنسية المشاركة في اليونيفل والمؤسسات الفرنسية الاقتصادية العاملة في لبنان". وكان عريف قد أكد في كلمة في الاحتفال بذكرى تفجير مبنى دراكار، "التزام فرنسا الوقوف بجانب لبنان وحرصها على الحفاظ على أمنه واستقراره"، مشددًا على "عمق العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين والتي تشهد على مجموعة من المصالح المشتركة ومن الصداقة بينهما". وأشاد بالدور "المميز الذي تقوم به قوات الطوارئ التابعة للأمم المتحدة في الجنوب ومن ضمنها الكتيبة الفرنسية"، لافتًا إلى أن "الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند جدَّد حرصه على لبنان وعلى ضرورة تجنيبه العدوى من الأزمة سورية".