حذر رئيس الوزراء نوري المالكي جميع دول المنطقة والعالم من الارهاب، كونه ظاهرة عالمية ويستهدف جميع البلدان ولا أحد ينجو منه اذا ما استمر بهذه الطريقة ودعم بعض الدول له، مشيرا الى ان "العراق للاسف اصبح مركزا للإرهاب، بسبب دعم بعض الدول له". وذكر المالكي في كلمة القاها خلال المؤتمر الدولي الاول لفضح "جرائم الارهاب" بمشاركة شخصيات دولية وعربية وتحت شعار (الارهاب إنتهاك لحقوق الانسان) المنعقد على قاعة فندق الرشيد في بغداد الاربعاء ان "العراق تعرّض الى هجمة شرسة بعد 2003 ودخول القوات التحالف ومئات القطعان من الارهابيين تحت عنوان نصرة المسلمين ومن ثم تحولت هذه النصرة الى جرائم عطلت الجامعات والمدارس وقامت بقتل الشرطي والمحامي وكل من يعمل بالدولة، وادت هذه الجرائم الى زيادة عدد الارامل والايتام والشهداء والمعوقين واصبحت جرحا في قلوب العراقيين، وهذه تبعات الارهاب". وتابع موجها قوله للحاضرين في المؤتمر "وانتم تعكفون على دراسة ظاهرة الارهاب، هناك حقائق واضحة يجب تشخيصها هي ان جرائم الارهاب ليست جرائم طبيعية،  وهو ممنهج وله اهداف وليس كأي جريمة اعتيادية، في حين هناك بعض وسائل الاعلام غير المسؤولة تصور الارهاب بصور منافية للواقع وتهول الامور وتركز على الذي يستهدف الدولة وفي بعض الاحيان تتفاخر بنقل حدث ما يستهدف الحكومة". وأشار الى أن "هناك ارادات سياسية تتصور انها تستفيد من الارهاب لضرب العملية في العراق.. نعم تمكنوا من تعويق العملية ومازالوا يوقفونها، ولكن هل سألوا انفسهم، هل انهم بمنأى عن هذه الظاهرة، هل ان بلدانهم خالية من الجهل والجهلاء، وهل استبعدوا انفسهم من الارهاب ؟؟". واوضح انه "يجب ان لا ننظر الى الارهاب على انه يدافع على مذهب ما كونه فعلا اجراميا، ولو بقي الامر على هذا الاساس لاستطعنا ان تجاوز الارهاب من خلال المصالحة الوطنية، لكن هناك دفعا خارجيا يهدف الى الغاء الاخر"، مشيرا الى ان "هناك جهلاً وجهلاء من كل جانب خصوصا ما حصل امس من سب الشخصيات التاريخية والدينية لا ثارة الفتنة الطائفية ويتصورون انها فرصة لكنها بالاصل مشكلة للجميع لا يمكن لاحد الخروج منها ". واكمل المالكي بالقول ان "الاحداث في سوريا ومصر وافغانستان والمؤسسات التربوية التي تبث السموم والتكفير في تلك الدول تحشد العقول الجاهلة للارهاب "، مشيرا الى ان "الارهاب قضية العالمية ويجب جميع الدول ان تحاربه حيث سيطرة حكام الجهل والتطرف وعدم القبول بالاخر وهي خزان وقود قد ينفجر بوجه العالم اذا لم تتضافر الجهود للوقوف بوجه الارهاب". واضاف ان "القوات الامنية ضربت الارهابيين وقتلتهم كالجرذان ونعتقل ونفكك خلاياهم، لكن هذا غير كافٍ، يجب رسم استراتيجية عالمية ومن خلال مؤتمركم هذا فلينطلق شعاع ضوء للدعوة الى اتفاق لرسم سياسية متكاملة لمحاربة الارهاب ومحركاته". وشدد على ان من العوامل التي تحرك الارهاب الفقر والجهل والتمييز ويجب معاملة المواطن بدون تمييز من قبل الوزير والمنظمات، ويجب الوقاية من الارهاب من خلال اشاعة العلم والمعرفة وتوفير فرص العمل ووضع استراتيجية لمكافحته كونه لا يمكن البقاء على الوقاية فقط ويجب بالمقابل تجفيف منابعه وخلق تعاون عالمي من حيث تبادل المعلومات بين الدول اذا ما اقتنعت جميع الدول بان الارهاب يستهدف الانسان".