اعتبر مسؤول في حركة "حماس" أن لدى مصر قرارًا بمقاطعة قطاع غزة الذي تسيطر عليه الحركة منذ منتصف العام 2007. وأكد القيادي في "حماس" صلاح البردويل، في تصريح صحافي الثلاثاء، أن الاتصالات بين حركته ومصر "ضعيفة ومحصورة فقط مع (جهاز) المخابرات المصرية". وذكر أن دعوات حركته لتشكيل لجنة ثنائية مع مصر تبحث العلاقة المتوترة بين الجانبين "لم تلق أي تجاوب مصري"، مشيرًا مع ذلك إلى أن حركته "لا تسعى لإصلاح هذه العلاقة"، وأوضح بهذا الصدد "نحن لم نسيء إلى العلاقة مع مصر حتى نصلحها، نحن ضحية الإعلام، ومن البداية تمنينا لمصر الخير". ونوه أنه "واضح أن هناك قرارًا سياسيًا لمحاصرة المقاومة، وذلك استرضاء لإسرائيل وهي ورقة رابحة فيما يتعلق بالضغط على أميركا وأوربا للاعتراف بالوضع الراهن في مصر"، واعتبر أن "كبش الفداء في التطورات الأخيرة في مصر هو المقاومة الفلسطينية وقطاع غزة". ولفت البردويل أن ما يجري على الأرض "عبارة عن قرار سياسي بتشديد الحصار على قطاع غزة من خلال التضييق على المعابر وحملة إعلامية شرسة وأكاذيب واتهامات لا أساس لها من الصحة". واشتكى من أن الإعلام المصري "يترك له العنان ضد غزة ويتجاهل إهانة الفلسطينيين بالمعابر والمطارات وكل ذلك تنفيذا لقرار سياسي". وأصدرت حماس مساء الأحد، بيانا مقتضبا هنأت فيه "جمهورية مصر العربية في الذكرى الأربعين لانتصارها في حرب أكتوبر المجيدة"، داعية إلى "رص الصفوف وتوحيد الجهود من أجل تحرير فلسطين والمسجد الأقصى". واعتبر البردويل أن حركته "ليست مجبرة" على توجيه التهنئة باسم الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، كما فعل الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأوضح "لسنا مجبرين على توجيه تهنئة لجهة معينة لأننا مع الديمقراطية في مصر وبالتالي عندما تستقر الأمور في مصر نوجه التهنئة لجهة معينة". وأشار إلى أن موقف حماس هو "أن ما يجري في مصر شأن داخلي مصري، ونحن نتمنى لها الاستقرار وأن تعود مرة أخرى إلى الديمقراطية عبر صناديق الانتخابات". ولفت أن "من انتصر ليس الرئيس المصري المؤقت بل من انتصر هي مصر، وشعبها هو الذي يختار رئيسه". وبشأن اعتراف "حماس" من عدمه بالنظام المصري، أكد البردويل أنه "ليس المهم أن نعترف أو لا نعترف بالوضع الحالي في مصر، هذا شأن داخلي يحله الشعب المصري". وحظيت حماس بعلاقات مميزة خلال فترة حكم مرسي الذي استقبل قادتها بشكل رسمي ومنح تسهيلات لقطاع غزة خصوصا سير العمل في معبر رفح المنفذ البري مع قطاع غزة. ويواجه المعبر صعوبات حادة في عمله منذ عزل مرسي، إلى جانب حملة أمنية واسعة أدت إلى إغلاق غالبية أنفاق التهريب الأرضية التي مثلت متنفسا هاما لدى حكومة حماس.