بغداد – نجلاء الطائي
أبدى وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري خشيتة من قيام ملاذ آمن جديد لـ"القاعدة"، وحلفائها من الجهاديين المحليين، في المناطق الشمالية والشرقية السورية، تمتد إلى غرب العراق.
ولاحظ زيباري، في دردشة مع عدد من أصدقائه الإعلاميين في أحد مطاعم نيويورك، أن "آلاف المقاتلين الأجانب من الشرق الأوسط وأوروبا يتدفقون إلى هذه البقعة، على أمل تأسيس إمارة إسلامية راديكالية فيها، على غرار ما كانت عليه أفغانستان أيام حكم طالبان، وما هي عليه اليوم المنطقة في شمال غرب باكستان"، لافتًا إلى أن "الملاذ الجديد لا يقع في جبال جنوب آسيا النائية، وإنما على مقربة من البحر الأبيض المتوسط وأوروبا، ولديه حدود واسعة مع تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي".
ونُقل عن زيباري قوله "للتداعيات في سورية أخطار عديدة، فالمقاتلون سوف يعودون إلى بروكسل، ومصر، وتونس، وغيرها، و قد اعتنقوا أفكارًا متطرفة، ومهارات قتالية، وهم يثيرون التوترات في الدول المجاورة، مثل لبنان والأردن وتركيا، ويحاولون إشعال الحزازات السُنية والشيعية في المنطقة بأسرها، و يبقى العراق الذي يرتبط مع سورية بحدود طويلة، تصعب مراقبتها، هدفًا رئيسًا لهم، فالشبكات (الإرهابية) تتحرك يوميًا عبر هذه الحدود".
و كشف زيباري عن أنه "طلب من المسؤولين الأميركيين، أثناء زيارته، مساعدة بلاده على تعزيز أمن حدودها"، منتقدًا "مواقف النظام السوري"، مشيرًا إلى أن "له سجلاً طويلاً في دعم (الإرهابيين الإسلاميين)، ففي أواسط الـ 2000، قدّمت دمشق العون للقاعدة، و قوى (إرهابية) أخرى، كانت تسعى إلى إسقاط الحكومة العراقية، وقد اتخذت هذه القوى من سورية قاعدة لها، تعبر منها بحرية إلى العراق، وحاولنا قبل بضعة أعوام حمل مجلس الأمن على إدانة الحكومة السورية، لدعمها (الإرهاب)، إلا أننا لم نلق تجاوبًا حتى من الولايات المتحدة"، وتابع "وعندما هزمت القاعدة من قبل الولايات المتحدة والقوات العراقية، وجدت ملاذًا آمنًا لها في سورية، بمساعدة من المخابرات السورية، وهي تتحالف في الوقت الحاضر مع الإسلاميين السوريين، ضد نظام الأسد، وتحاول في الوقت نفسه إعادة إحياء النزاع السني – الشيعي في العراق، عبر موجات التفجيرات الانتحارية".
ودعا زيباري إلى "تنشيط الرد الغربي ضد (الجهاديين)، عوضًا عن التمسك بدبلوماسية لا جدوى منها"، واقترح القيام بتدابير ثلاثة، وهي زيادة المساعدة للدول المجاورة لسورية، التي تشهد تدفقات اللاجئين، وحماية حدودها، والعمل على إيقاف المساعدات من الخليج للمجموعات الجهادية في سورية، مع التنويه بأن معظم هذه المساعدات يتأتى، كما يؤكد ويليام ماكيمنز من مركز سابان التابع لمؤسسة بروكينغز والمختص بهذا الملف، من بضع عائلات كويتية نافذة، إضافة إلى جدية أكثر في التعاطي مع قادة الثوار المعتدلين، بحيث يتمكنون من تحقيق مكاسب ميدانية، تدفع الأسد للتباحث معهم في شأن إنهاء الحرب".