بيروت – جورج شاهين
أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في حديث الى محطة" أورو نيوز" أن لبنان لن يغلق ابوابه في وجه السوريين، لكن هذا الموضوع هو تحت المراقبة من قبل الدولة اللبنانية من أجل عدم ازدياد اعداد السوريين في لبنان إلا ضمن شروط محددة".
ولفت الى " أن الدولة اللبنانية تقوم ايضا بمراقبة الحدود أيضا، وبالتالي كل شخص سوري موجود في لبنان ولا تنطبق عليه صفة اللاجئ ولا يستوفي الشروط القانونية لاقامته سنعيد النظر في وضعه".
وأشار الى" أن المصارف اللبنانية حذرة في هذا الظرف بالذات باستقطاب الودائع من السوريين وهي تقوم بعملية التحقق من جميع الحسابات والأشخاص الذين يرغبون بوضع أموالهم في المصارف اللبنانية، وبالتالي لا أعتقد أن المبالغ التي أتت من سوريا هي مبالغ طائلة بسبب هذه الإجراءات" .
وسئل عن سياسة النأي بالنفس التي يتبعها لبنان؟ فأجاب: ان سياسية النأي بالنفس هي السياسة المناسبة بالمطلق للدولة اللبنانية والشعب اللبناني أمام التطورات الحاصلة في المنطقة ، وما يحصل في سوريا يِؤثر على لبنان تأثيرا كبيرا وبشكل مباشر . يعلم الجميع جيدا العلاقة التاريخية والجغرافية التي تربط لبنان بسوريا ،كل هذه الأمور أخذت بعين الاعتبار وكذلك الانقسام في المجتمع اللبناني بين مؤيد ومعارض لما يحصل في سوريا. أعتقد أنه الموقف السليم الذي يجب أن تتبعه أي حكومة ستأتي مستقبلا لأن هذا ما سيحمي لبنان من عواقب ما يجري في المنطقة.
وفي ظل عدم وجود حكومة جديدة كيف تتعاملون مع الازمة السورية وتبعاتها علي لبنان وبالاخص أزمة اللاجئين؟ أجاب: هذه القضية هي إنسانية بالدرجة الأولى وليست سياسية، عندما يكون هناك مواطن سوري، وهو شقيق عربي، يطلب اللجوء إلى مكان أمن ويدخل إلى لبنان فلا بد لنا من أن نتجاوب مع هذا الطلب، ولكن اليوم ازدادت اعداد اللاجئين بشكل كبير جدا واصبح لدينا حوالي 750 ألف لاجئ مسجل في المنظمات الدولية ويحملون صفة لاجئ، ويوجد حركة تنقل بين سوريا ولبنان، حيث هناك اكثر من 300 الف سوري غير مسجل كلاجئ.
وعندما سئل هل يجب على اللبنانيين تحمل تبعات الأزمة السورية ، ويقال هنا في بيروت أن وجود السوريين يزيد من مشاكل اللبنانيين وأزمتهم؟ قال ميقاتي: مر لبنان بحرب أهلية في السابق وفتحت سوريا أبوابها لاستقبال اللبنانيين على مدى سنوات، ونحن اليوم لن نغلق هذه الأبواب بوجه السوريين، لكن هذا الموضوع هو تحت المراقبة من قبل الدولة اللبنانية من أجل عدم ازدياد اعداد السوريين في لبنان إلا ضمن شروط محددة وتقوم الدولة اللبنانية بمراقبة الحدود أيضا، وبالتالي كل شخص سوري موجود في لبنان ولا تنطبق عليه صفة اللاجئ ولا يستوفي الشروط القانونية لاقامته سنعيد النظر في وضعه.
وهل استفاد لبنان اقتصاديا من الأزمة السورية ؟ أجاب: على العكس، والتقييم الأخير الذي قام به البنك الدولي في دراسة خاصة أظهر مدى تضرر لبنان من الأزمة، وهذا ما أثر بشكل مباشر على النمو.
ولما قيل له أن عددا كبيرا من أصحاب رؤوس الأموال السوريين أودعوا أموالهم في بنوك لبنانية. ألا يساهم هذا الأمر بتحريك الاقتصاد اللبناني ؟ أجاب: أقول بصراحة إن المصارف اللبنانية حذرة في هذا الظرف بالذات باستقطاب الودائع من السوريين، وهي تقوم بواجبها في مراقبة الحسابات والتأكد من أصحابها، لأنها لا تريد أن تكون موضوع شك من قبل المجتمع الدولي بسبب بعض الحسابات المودعة في المصارف اللبنانية.
وبعدما سئل: هناك من تحدث عن تحويل أموال لشخصيات تتعامل مع النظام السوري أو كبار رجالات النظام للبنوك اللبنانية، ألا يخالف هذا الأمر العقوبات المفروضة على دمشق؟ قال: تقوم المصارف اللبنانية بعملية التحقق من كافة الحسابات والأشخاص الذين يرغبون بوضع أموالهم في المصارف اللبنانية، وبالتالي لا أعتقد أن المبالغ التي أتت من سوريا هي مبالغ طائلة بسبب هذه الإجراءات .
سئل: حزب الله اعترف بقتال قواته إلى جانب النظام السوري،هناك ايضا أطراف أخرى تساند المعارضة وترسل السلاح والمقاتلين للجيش السوري الحر. انتم كحكومة كيف تتعاملون مع هذا الامر،وهل اتخذتم اجراءات لمنع تدفق الاسلحة والمقاتلين الى سوريا؟ أجاب: منذ اليوم الأول لتدخل أي طرف من الأطراف اللبنانية في الأزمة السورية، كان نداؤنا للجميع هو الانسحاب وعدم التعاطي بالشأن السوري، لأن هذا الأمر لا يقدم ولا يؤخر شيء بالنسبة للبنان. اليوم أكرر ندائي للجميع لعدم التعاطي بالشأن السوري لا من قريب ولا من بعيد لأن هذا يضر بالمصلحة اللبنانية.
وسئل ميقاتي أخيرا :في حال توجيه ضربه عسكرية لسوريا، كيف سيتعامل لبنان مع التبعات المحتملة لهذه الضربة ؟
اجاب: نحن دائما نتطلع الى انعكاسات هذه الضربة على لبنان.عندما بدأت التهديدات لسوريا أخذنا الاحتياطات وقمنا باتصالات ديبلوماسية بما يخص هذه القضية ،ولكن نشكر الله ان هذه الضربة لم تتم وأنه تم انتهاج المسار السياسي لهذه الازمة، لأن لبنان كان دائما ينادي بأن الحل السياسي هو الأنسب لما يحدث في سوريا.