حمص – عادل نقشبندي
كشف معتقل سابق في فرع الأمن العسكري السوري في حمص عن تفاصيل عايشها بنفسه عن سجّان يُدعَى أبو جوني كان المعتقلون يسمونه أبو جرّة الغاز، لأنه كان يعذبهم من خلال ضربهم بقارورة الغاز.
وأوضح "عند دخول المعتقل إلى الفرع، وبعد تسليمه الأمانات يتم اقتياده إلى السجان أبو جوني، مسؤول عن المهجع الأول الذي يسمى مهجع العساكر، وكان هذا السجان ذو الرأس الضخم والكرش الكبير حليق الرأس الذي تنبعث منه رائحة كريهة يتفنّن في ضرب المعتقلين بقارورة غاز حسب منطقة السكن، فإذا سأل شابًا من أي منطقة أنت ولم يرُقْ له اسم المنطقة عندها ينهال عليه بالضرب على رأسه بقارورة الغاز حتى الموت، ومن ثم يستدير علينا لتفوح مع استدارته رائحة كريهة ويقول لنا:"شايفين هذا اللي فطس.. هذا خاين للوطن"، وينهال علينا بالضرب بالكرباج.
وأكَّد المعتقل السابق "لم يكن ضرب الكرباج يؤلمنا أكثر من ألمِنا على ذلك الشاب الذي ينزف".
ولفت إلى أنه "عندها فقط لا يراودك إلا شعور الانتقام من هذا الشخص، الذي فقد أدنى صفات الإنسانية، وتعامل مع المعتقلين كوحش مفترس في غابة".
ووصف عماد على صفحته الشخصية على "فيسبوك"، الزنانين الانفرادية التي تشبه خزائن الثياب المستعملة بـ "زنازين الحقد الأسدي"، التي كانوا يعتبرونها "زنازين الذل".
وأعلن "كنا نعتبرها من جهتنا زنازين الشرف" يقول عماد مردفًا: "كان لي شرف الجلوس في هذه الزنازين، حيث تم وضع كل 11 شابًا في زنزانة واحدة ولمدة 27 يومًا، وبعدها نقلونا ببرادات تفاح إلى الـفرع "215" و ما أدراكم ما الــ "215".
وأوضح "لن أنسى هذه الرحلة الطويلة ما حَيِيت، فعند وصولنا إلى زنازين هذا الفرع المُظلِمة استقبلنا السجناء وكأننا ملائكة جاءت من السماء، فالكثير منهم يقبع في الفرع منذ سنة ومنهم منذ أشهر، كانوا مُتعَبين وحول عيونهم سواد ووجوههم مصفرة، وحالتهم تبكي الحجر، كانت أكثر الأسئلة ونحن داخل زنازيننا ماذا فعلت المعارضة من أجلنا، وكنا نعزّي أنفسنا بالقول: "أكيد الدنيا كلها مشغولة بأمرنا" عندها أنزلت رأسي وصمتّ، وانفض شركائي في الزنزانة من حولي جميعًا بالسرعة ذاتها التي استقبلونا بها".