بيروت – جورج شاهين
شدد نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري اليوم الأحد على أن "كل فريق 14 لم يعد مستعداً للقبول إطلاقاً" بثلاثية الشعب والجيش والمقاومة، وقال في حديث عبر "إذاعة الشرق" إن "هذه الثلاثية لا يمكن ان تمر بعد اليوم" بالنسبة إلى 14 آذار، مؤكداً أن "ما يضمن مصلحة لبنان هو الحياد واعلان بعبدا".
ووصف مكاري إعلان بعبدا بأنه "الإعلان الجامع لكل الأطراف فقط"، واعتبر أن "من يتنصلون من إعلان بعبدا إنما يفعلون ذلك لأنه يتعارض مع خياراتهم السياسية". ولاحظ أن "فريق حزب الله يريد حكومة بيان القُصير، أو على الأقل حكومة تتيح له الاستمرار في تورطه في سوريا". وأضاف "إذا كان حزب الله ذهب إلى سوريا بقرار إيراني، فإن إعلان بعبدا يعيده إلى لبنان بقرار لبناني".
وتعليقاً على وصف الرئيس بري إعلان بعبدا بأنه "حصان طروادة"، رأى مكاري أن "تورط حزب الله في سوريا هو حصان طروادة، لأن الفتنة اختبأت داخل هذا التورط ودخلت إلى لبنان، في حين أن اعلان بعبدا يحمي لبنان".
وشدد مكاري على أن "الدستور يجب أن يكون هو المعيار الذي يتم على أساسه تقييم كل المبادرات"، مشدداً على ن "كل الحركة السياسية، وكل المبادرات والأفكار والحلول، يجب أن تكون تحت سقف الدستور".
وقال "حسنا فعل الرئيس بري انه بادر، ولرئيس الجمهورية ان يختار البنود التي يراها مناسبة".
وقال إن "الرئيس بري، كعادته، حرّك المياه الراكدة. الجميع صار يعرف أن الرئيس بري مخترع الحلول، وأن الرئيس بري دائم الحركة بحثاً عن أمل، دائماً يفتش عن ثغرة تخرج البلد من الأزمة، ولكن، كما قلت، نحن ننظر إلى أي مبادرة، سواء أكانت مبادرة الرئيس بري أو غيرها، من منطلق مدى انسجامها مع الدستور، ومهما كانت المبادرة نابعة من حسن نية ومن دوافع وطنية، تفقد قيمتها إذا تجاوزت الدستور".
وعن الجلسة النيابية المقررة غداً، قال مكاري إن مصيرها لن يختلف عن مصير الجلسات التي لم تنعقد قبلها، لكنه أمل في أن "تحلّ الأمور" في دور الانعقاد الجديد لمجلس النواب.
وقال "نترك القرار في شأن الدعوة إلى الحوار لفخامة الرئيس وسنلبي الدعوة في اي ظرف كان"، لكنه شدد على أن "من غير الجائز ربط تأليف الحكومة بهيئة الحوار لان في ذلك اخلالاً بصلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، ولئلا يصبح تأليف الحكومة بحاجة في كل مرة إلى طاولة حوار".
ورداً على سؤال عن إمكان حصول تمديد للرئيس ميشال سليمان، قال مكاري: "لا شك في أن إجراء الإنتخابات الرئاسية في موعدها، واحترام كل الإستحقاقات الدستورية، هوهدفنا كفريق 14 آذار. وأنا شخصياً لست من محبذي اي تمديد في المبدأ، والأهم أن تكون الإنتخابات الرئاسية فرصة لتعزيز الإستقلال وتحصينه ولاعطاء مشروع الدولة دفعاً جديداً، ولكن، إذا أردت أن أجري قراءة واقعية، لا أرى في الظرف الراهن فرصة كبيرة لإجراء الإنتخاباتن ونحن طبعاً نرفض الفراغ، وسنفعل كل شيء لكي نمنعه، ولذلك قد نجد نفسنا أمام خيار وحيد هو التمديد، مع أن الرئيس نفسه لا يريده.
وأضاف وبرأيي حتى لو حصل تمديد، فهو مع الرئيس سليمان ليس خسارة لبنان". واعتبر أن "ميشال سليمان أعاد للرئاسة وهجها، وجسّد تماماً مشروع الإستقلال والسيادة والدولة، وكل ادائه صبّ في هذا الإطار".
ولاحظ أن "شعار حماية المسيحيين اصبح موضة للكسب الشعبي"، واصفاً "الجبهات التي تنشا وتفرّخ تحت شعار حماية المسيحيين"، بأنها "تجمعات لكل من لا عمل له، ومن يريد إيجاد موقع لنفسه".
وقال "لا شك في أن دول المنطقة كلها تعيش عملية تغيير كبيرة يتأثر بها المسيحيون كما يتأثر بها غيرهم، والمخاطر التي يتعرض لها المسيحيون في دول المنطقة هي نفسها المخاطر التي يتعرض بها غيرهم".واضاف "إنها مرحلة صعبة بلا شك، لكنها مرحلة تأسيسية لهذه الدول وللمنطقة كلها.وعلى المسيحيين لا يهربوا من المجهول، بل أن يشاركوا في رسم مستقبل واضح لدولهم. وعلى المسيحيين أن يراهنوا على الديموقراطية كوسيلة وحيدة للبقاء في هذه المنطقة. الرهان على الديكتاتوريات يولّد التطرف الذي قد ينفجر في أي لحظة، ويدفع ثمنه المسيحيون، أما الرهان على الديوقراطية فيشكل تنفيساً لهذا التطرف". وتابع "في مصر، كما في سوريا اليوم، تبيّن بوضوح أن المسلمين يرفضون التطرف بقدر ما يرفضه المسيحيون، ونرى المسلمين يثورون على التطرف في مصر، ويقاتلونه في سوريا". ورأى أن "قطار التغيير يمر في المنطقة، وعلى المسيحيين أن لا يختبئوا أو يهربوا، بل أن يصعدوا في القطار، إذ رغم العثرات التي قد يتعرض لها، فهو في النهاية سيصل الى الديموقراطية".