قامت وحدات التدخل والفرق المختصة التابعة لأجهزة الأمن التونسي، صباح الأربعاء، بتطويق منطقة جبل بولعابة في محافظة القصرين (شمال جبل الشعانبي) ، وذلك على إثر بلاغ تقدم به أحد المواطنين، الذي اشتبه في وجود متطرفين في المنطقة، وأكد مصدر أمني أن أحد سكان منطقة جبال بولعابة التي تبعد عن جبال الشعانبي التي تم فيها اغتيال 8 جنود تونسيين في كمين مسلح، مساء الاثنين، زهاء 15 كم. وأبلغ المواطن قوات  الأمن أن 4 أشخاص عمدوا إلى الاقتراب من منزله، فيما طلب أحدهم منه الماء والطعام وذلك بعد منتصف الليلة الماضية، وبعد أن استجاب لطلب أحدهم وعاد ليأتيه بقارورة ماء اكتشف عن طريق آلة إنارة يدوية  استعان بها وسط الظلام الدامس أنه كان يصاحبه 3 أشخاص آخرين ملثمين و بحوزتهم حقائب. وما إن تم إعلام الجهات الأمنية حتى دفعت بتعزيزات إلى عين المكان وأمرت بتطويق منطقة جبال بولعابة وسد منافذها بالكامل بحثا عن المجموعة المذكورة. وفي سياق متصل، فكّكت عناصر الأمن والجيش التونسي 4 ألغام جديدة في منطقة التل في محمية الشعانبي وهى المنطقة نفسها التي تم فيها نصب كمين مسلح لجنود تونسيين، قتل8 من بينهم 3 قضوا ذبحا. وتعيش تونس منذ أسبوع، أعلى درجات الاستنفار الأمني والعسكري لم تشهده البلاد منذ حالة الاضطراب الأمني التي رافقت ثورة 14 كانون الثاني/يناير 2011، فيما ترتفع وتيرة الحذر والترقب في صفف قوات الأمن والجيش التي باتت المستهدف الأول من عمليات الاغتيال والانفجارات بعد مقتل 8 جنود في كمين إرهابي غدرًا على مقربة من الحدود الجزائرية، إلى جانب تفجير سيارة أمنية واستهداف دورية بعبوة ناسفة (شمال العاصمة)، دون وقوع خسائر بشرية، فيما تُحمّل النقابات الأمنية المسؤولين السياسيين والأحزاب معارضة وحكومة، مسؤولية تدهور الأوضاع الأمنية بسبب انشغالهم عن قضايا الأمن وانغماسهم في أتون التجاذبات السياسية، فيما دعا جزء من نقابات الأمن التونسية، إلى تفعيل قانون الإرهاب لحماية مقرات الدولة وتمكين أعوان الأمن من حمل أسلحة شخصية بعد تعرضهم لحملات استهداف إرهابية مباشرة.