تونس ـ أزهار الجربوعي توازياً مع الحرائق السياسية، تعيش تونس على وقع حرائق غابية لا تقل كارثية، حيث التهمت النيران خمسة منازل في مدينة عين دراهم التابعة لمحافظة جندوبة شمال غربي البلاد، فيما تُواصل فرق الحماية المدنية التونسية بالتعاون مع إدارة الغابات، جهودها الحثيثة للسيطرة على حريق اندلع في غابة في محافظة بنزرت الشمالية، بعد أن التهم 100 هكتار من أشجار الصنوبر التي تشكل ثروة طبيعية ميزت المنطقة لقرون.
ورغم أن هذه الجرائم البيئية التي تُنتهك فيها الثروات الطبيعية، غالباً ما تسجل ضد مجهول أو يكون فيها حرارة الطقس والعوامل الجوية هي المتهم الرئيسي, إلا أن تواترها خلال الفترة الأخيرة جعل الجهات الرسمية التونسية تأمر بفتح تحقيقات حثيثة للكشف عن الجهات الضالعة في اغتيال الثروات الغابية للبلاد، تُوّجت باعتقال خمسة من المشتبه بهم، مساء الجمعة.
وقد عجزت فرق الإطفاء المختصة عن إخماد الحريق, الذي اندلع منذ يومين ويتواصل إلى حدود مساء الجمعة في منطقة هنشير حمادة وسط غابة في الشاطر من محافظة  بنزرت، أقصى الشمال التونسي، كما ساهمت قوة الرياح وكثرة الدخان في عرقلة مهمة أعوان الحماية المدنية وإدارة الغابات مما جعلهم يقررون وقف عمليات الإطفاء، مساء الجمعة، ليتم استئنافها في وقت لاحق.
ويواجه المتدخلون صعوبات جمة في عمليات إطفاء هذه المنطقة, نظراً لصعوبة التضاريس وتشابك المسالك الغابية الوعرة المؤدية لموقع للحريق.
وفي سياق متصل، تم الجمعة 9 أب/أغسطس 2013 إخماد الحريق الذي اندلع في غابات فجة الريح من منطقة تسكراية الواقعة في بنزرت الجنوبية .
وحسب ما أفاد به رئيس دائرة الغابات بالمندوبية الإقليمية للتنمية الزراعية في محافظة بنزرت، فقد تمت السيطرة بالكامل على الحريق الذي اندلع في غابة كاف الخادم في منطقة  فجة الريح  من معتمدية بنزرت الجنوبية.
كما أدى حريق اندلع بإحدى غابات الصنوبر في منظقة دار الشنيش من معتدمية عين دراهم إلى تدمير عدد هائل من الأشجار وإلى احتراق خمسة منازل قريبة من المكان.
وتتميز مدينة عين دراهم التي  ترتفع 1000 متر فوق سطح البحر، بقراها الجميلة المحاذية للجبال ومنازلها المعلقة في قمم جبال الكرومي ذات الغابات الكثيفة بأشجار الصنوبر والبلوط والفلين والزان، إلا أن هذه الثروة الغابية والبيئية الهامة، باتت مهددة بشبح الحرائق مجهولة الأسباب.
ورغم أن أغلب هذه الجرائم البيئية غالباً ما تُسجل ضد مجهول أو توضع على كاهل حرارة الطقس وسوء العوامل الجوية، إلا أن تواترها بشكل ملفت في المدة الأخيرة فضلاً عن تشتت نقاط الحرائق، دفع بالسلطات الرسمية بفتح تحقيقاتها وتحرياتها للاشتباه بأن تكون هذه العمليات بفعل فاعل.
وفي هذا الصدد، اعتقلت وحدات الأمن التونسي، مساء الجمعة 9 أب/أغسطس 2013، في محافظة  جندوبــة خمسة أشخاص متهمين بإشعال الحرائق في الغابات التي شهدتها المحافظة فى أنحاء متفرقــة خلال 48 ساعــة الماضيــة، فيما تتواصل التحقيقات جاريــة لهدف الكشف عن الدوافع التي جعلتهم يضرمون النيران في هذه الغابات والتسبب في كوارث بيئية وخسائر مادية واقتصادية فادحة.
وتخشى السلطات الرسمية في تونس أن تقترب هذه الحرائق من بعض المناطق الحساسة على غرار شركات تكرير النفط وبعض القواعد العسكرية أو محطة الإرسال الإذاعي والتلفزي المتمركزة في أعلى قمة جبل الشعانبي في محافظة القصرين، الذي تعرض لسلسة من الحرائق كانت بعضها بفعل عمليات التمشيط العسكري للمنطقة الجبلية التي يحاصر فيها الأمن التونسي عناصر إرهابية متطرفة.