لوسائل الإعلام، لمناسبة زيارة د.الطيب لسلطنة عُمان لحضور افتتاح مؤتمر "منتدى الإعلام العربي"، "هذه الزيارة هي مواصلةٌ للجهود البنَّاءة ومساعي شيخ الأزهر المُوفَّقة، التي تعي المصالح العُليا للوطن الحبيب، والمشكلات التي يواجهها بعض أبنائه، ومصالح أمتنا العربية والإسلامية، وسفر شيخ الأزهر إلى دولة عُمان، هو تقديرٌ لمشاعر الشعب العُماني الصادقة نحو مصر والأزهر الشريف، واعتدادٌ بما يتميَّز به المجتمع العُماني الشقيق من تنوع وتعدُّدية مذهبية وطنية مرموقة، لا تؤثر على وَحدة النسيج الوطني العُماني، ويصحبه وفدٌ مِن عُلَماءِ الأزهر الذين لم يُعرف عنهم إلَّا الاعتِزاز بالأزهر والعِلْمِ وحدهما، من دون أي شيء آخر، ولسوف ينتقل د.الطيب عقب هذه الزيارة إلى إمارة دُبيّ في دولة الإمارات، ذات الصلات الحميمة بمصر، والمواقف الحكيمة في جمع كلمة الأُمة، ليُلقي كلمة الافتتاح لمؤتمر الإعلام العربي في مراحله الانتقالية، وهي مناسبةٌ دعويةٌ بالغةُ الأهمية لبثِ قِيم الإسلام والعروبة في إِعلامِنا الذي نالت منه الحيرَة، وغياب الرؤية، وإهمال المواثيق الحرفية والإنسانية، والأزهر الذي يشهدُ تاريخه العريق بما قام به نَحوَ أُمَّتينا العربية والإسلامية في أحلك عصور الاحتلال والاستعمار، لم يَنسَ مسلمي أفريقيا وراء الصحراء، ولا إخواننا في ميانمار وأفغانستان، وقبل ذلك أهلنا في فلسطين، وليس من الممكن التشكيك في أهدافه ونواياه، إنها محاولةٌ يائسةٌ بائسة من المُشكِّكِين لا تدعو إلى أكثر من الأسفِ الشديد، ولا حول ولا قوة إلَّا بالله".
ورأى عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، وعضو الوفد المرافق للدكتور أحمد الطيب، أن "الدَّافع من وراء الزيارة التي يلتقي فيها شيخ الأزهر إخوانه في عُمان، في ديارهم تقديرًا لمشاعرهم الفيَّاضة نحو مصر والأزهر، وفي ظل هذه الروح سَيُلقي الإمام الأكبر كلمته التّوجيهية في مؤتمر الإعلام العربي في مراحل الانتقال في دُبيّ، ويقتطع هذا الوقت من برنامجه الزاخر بالواجبات، بنيِّة خالصة وقصدٍ قويم، وإيثارًا للمصلحة العامة للعرب والمسلمين".
وأصدر الأزهر بيانًا سماه "الرد على الإعلاميين المتشككين فى زيارات الإمام الأكبر"، تساءل فيه: أليس هذا من أفضل المناسبات لبث الرسالة الدعوية الأزهرية؟ أي زيارات الإمام الأخيرة لعدد من الدول"، موضحة أن الطيب لديه دعواتٌ من أقطارٍ إسلاميةٍ عدة في الشمال الأفريقي، سيلبيها قريبًا.
وردًا على ما تناقلته بعض وسائل الإعلام بشأن أن تلك الزيارات ذات طابع سياسي، قال البيان "تلقى شيخ الأزهر من عاهل عربي دعوة مضى عليها قرابة عامين، حتى هيأ الله تلبيتها أخيرًا، فأين الوهم الذي تخيلته بعض التعليقات بشأن الاعتبارات السياسية؟، فقد دُعي شيخ الأزهر للزيارة من قِبل دولة عُمان، وهي أول زيارة من شيخٍ للأزهر إلى دولة أو مجتمع شقيق، فيه يتجلى التنوع المذهبي المحمود،أليس ذلك من صميم العمل الدعوي الإسلامي للتفاهم بين المذاهب أو أهل المذاهب الإسلامية، وهي دعوة انطلقت من مصر، واحتكرتها بعض الجهات الأخرى؟".
وأكد عدد من ممثلي الأحزاب والقوى السياسية، ارتفاع شعبية مؤسسة الأزهر الشريف خلال الفترة الأخيرة، في ظل ضغط بعض التيارات كجماعة "الإخوان المسلمين"، لتفكيك الأزهر ومحاولة الإطاحة به.
وقال نائب رئيس الحزب "المصري الديمقراطي الاجتماعي"، فريد زهران، "إن الأزهر يواجه هجمة شرسة من جماعة (الإخوان المسلمين) في الوقت الراهن، بعد ازدياد شعبيته بين المسلمين والمسيحيين في مصر خلال الفترة الأخيرة، وبعد تقدير دولة الإمارات له والإفراج عن السجناء المصريين تقديرًا له".
وأضاف زهران، في حديث لـ"العرب اليوم"، أن "أية حالات للتعاون بين أي فصيل مصري ستُثير تحفظ (الإخوان) وليس دعم السلفيين للأزهر فقط، وأنهم يرفضون هذا التعاون لأنه بمثابة حائط صد بينهم وبين مساعيهم".
ورأى المتحدث باسم الدعوة السلفية، خالد سعيد، عبر حديثه لـ"العرب اليوم"، أن "هناك حالة حذر من قبل جماعة (الإخوان المسلمين) تجاه الأزهر، بعد ازياد شعبيته بين المصريين، وهذا ليس بجديد لأن الأزهر له تاريخ قديم، وأن الدعوة السلفية تدعم شيخ الأزهر في تحركاته وخطواته لنشر الهدوء والمحبة بين المصريين، وأن يتجه إلى العمل الخارجي في إطار نشر الدعوة".
وكان شيخ الأزهر د.أحمد طيب، قد زار دول الإمارات العربية أخيرًا، واستلم جائزة تقديرًا لجهوده، وتم الإفراج عن أكثر من 100 سجين مصري، وتسديد كفالة المفرج عنهم، تقديرًا للطيب، وتوجه الأحد إلى سلطة عمان لحضور افتتاح مؤتمر "منتدى الإعلام العربي 2013"، بناء علي دعوة من السلطات العمانية.