قناة القلم "في حريتنا إبداع"، يعبر عن مراهنة القائمين عليها على قيم الحرية والاستقلالية، مشددا على شمولية توجه القناة وتنوع مضامين برامجها واستقلاليتها عن الأحزاب السياسية وعن التمويل الأجنبي.
يذكر أن مرجعية فضائية القلم التونسية الجديدة، ستكون إسلامية بالأساس، لكنها تتمسك بإستقلالها عن أي طرف سيما حزب حركة النهضة الإسلامي الحاكم. كما من المنتظر أن تتجاوز برمجتها المجال الفقهي والديني إلى التطرق لقضايا العصر الراهن في المجال الاقتصادي والاجتماعي قصد استقطاب أكبر عدد من المشاهدين.
وقد ظهرت فكرة إنشاء قناة القلم التونسية بعد أسابيع قليلة من "ثورة 14 يناير"، سرعان ما التفّ حولها ثلّة من الخبراء المحاسبين والمحامين ورجال التربية ورجال الأعمال من مدينة صفاقس.
ويرى مؤسسوا القناة أن الإيمان بضرورة الارتقاء بقطاع الإعلام عموما، والمرأي خصوصا، هو الدافع الرئيس لتأسيس فضائية القلم  التي تحولت من فكرة إلى واقع في منتصف العام 2012، وكان بثها التجريبي على شبكة الأنترنت.
وتقول إدارة القناة أن أهدافها تتمثل في  نشر القيم الإسلاميّة والإنسانيّة النّبيلة وتدعيمها بما تبثّه من برامج متنوّعة تغطّي الجوانب الفكريّة والعلميّة والتّربوية والثقافية والاجتماعيّة، بأسلوب شيّق وطرح معتدل متوازن تضمن أساسا قيمة التعارف وما تقتضيه من تنوّع وتواصل .
وبشأن الرسالة التي يرمي هذا المولود الإعلامي الجديد إبلاغها ، فتتمثل في "المساهمة في بناء شخصية الإنسان (إسلاميا وعربيا ووطنيا) بناء متوازنا يحرّره من كلّ أشكال التعصّب والمغالاة ،ويفتح أمامه دروب الإبداع والتّنوير".
ومن المنتظر أن تجمع أركانها وفقراتها البرمجية المتخصصة  بين الطابع الاجتماعي والثقافي والترفيهي المفتوح على الفضاء  وبين الطابع الفكري والشرعي والسياسي الموجّه إلى المهتمين بالشأن العام.
ويقول المشرفون على القناة أنهم معنيون بصناعة "الإبداع والإسهام في بناء ثقافة وطنية أصيلة وفية لمقوّمات الهوية العربية الإسلامية ومفتوحة على المستجدّات الحضارية والتراث الإنساني الكوني،" واعدين متتبعي القناة بمادّة إعلامية غزيرة ومتنوّعة، تجمع في ثناياها بين الثقافي، السياسي، التربوي، الإجتماعي، الإقتصادي، التاريخي والديني، كما لن تغيب عن محتوياتها الدراما التلفزيونية، والبرامج الترفيهية المتنوعة.
وتعد قناة القلم الفضائية أول قناة  تلفزيونية تونسية تتخذ من مدينة صفاقس(العاصمة الإقتصادية لتونس) مقرا لها، وقد شرعت في الإعداد لهذه الإنطلاقة وتحضير شبكة برامجها منذ ما يزيد عن الستة أشهر،كما أعلن رئيس مجلس إدارتها محمد المدنيني الذي اضاف أن القناة  تتميّز بحيادها عن كل الأحزاب السياسية والصراعات الإيديولوجية والمذهبية في كل ما ستقدّمه من برامج ، لافتا إلى أنها ستعول على الوجوه الشابة الجديدة التي يرجى منها تقديم الإضافة وإثراء المشهد الإعلامي التونسي.
ويرى مراقبون أن أهم مكسب تحقق لتونس عقب ثورة "الرابع عشر من يناير"، يتمثل في رفع سقف الحريات العامة والفردية وفتح الباب أمام الإستثمار في قطاع الإعلام الذي أوصده الرئيس السابق وجعله حكرا على خاصته والمقربين منه.
وشهدت تونس بعد الثورة اكتساح العديد من النشرات الصحافية والجرائد والمجلات والقنوات الفضائية ، على غرار قناة "الزيتونة" ، "التونسية" ، "تونسنا" و"تونس العالمية".