صنعاء ـ علي ربيع أقدم مسلحون مجهولون، الخميس، على اغتيال زعيم قبلي مع اثنين من مرافقيه في محافظة أبين (جنوب اليمن)، كان يعمل كحلقة وصل بين السلطات اليمنية وقيادات تنظيم "القاعدة" في اليمن، وفيما لم يتهم مقربون منه جهة بعينها في الحادثة، تعتقد مصادر قبلية بمسؤولية عناصر"القاعدة" عنها. في السياق نفسه، قالت مصادر محلية في محافظة أبين لـ"العرب اليوم" إن الشيخ علي عبد السلام المعروف باسم "الملا زبارة" قد لقي حتفه، صباح الخميس، في منطقة وادي ضيقة في مديرية المحفد  التابعة لمحافظة أبين، مع اثنين من مرافقيه، إثر تعرضهم لكمين مسلح، نصبه عناصر يشتبه أنهم من عناصر تنظيم "القاعدة"، بعد أن أمطروهم وابلاً من الرصاص، أثناء عودتهم من مدينة عدن (كبرى مدن الجنوب) باتجاه محافظة شبوة، حيث مسقط رأس "الملا زبارة" ومكان عمله مسؤولاً محلياً في بلدة يشبم في منطقة صعيد شبوة.
وفي حين تحدثت المصادر عن حدوث اشتباكات مسلحة بين وحدات من الجيش اليمني المرابط في المحفد بمؤازرة من مسلحي المليشيات القبلية، ومسلحي"القاعدة" أعقبت حادثة الاغتيال،ذكرت مصادر مقربة، من الوسيط القبلي الشهير بـ"الملا زبارة" أنه كان قد أبلغ مسؤولين في السلطات اليمنية في وقت سابق، بأن حياته في خطر، وأنه بات يتلقى في الأيام الأخيرة تهديدات من مجهولين بتصفيته، فيما رفضت هذه المصادر أن توجه الاتهام في حادثة اغتياله إلى جهة بعينها.
وكان الزعيم القبلي الذي اختار لقب "الملا" تيمنًا بزعيم "طالبان" الأفغانية الملا محمد عمر، قد عرض على السلطات اليمنية في 2012 أن تمنحه تفويضاً ليقود عملية  وساطة لدى تنظيم"القاعدة" لإطلاق معلمة سويسرية تم اختطافها في آذار/مارس 2012، دون أن يلقى حينها تجاوباً في هذا الشأن، وفي الوقت الذي تعتقد بعض المصادر القبلية قيام "القاعدة" بتصفيته بعد أن بدأ يشك في قيامه بمهام تجسسية لصالح الأجهزة الاستخبارية اليمنية، لم يعرف عن "الملا" عداءه الصارخ للتنظيم رغم انتقاداته لأعماله العنيفة، كما عرف عنه معارضته للغارات الأميركية من دون طيار في اليمن، باعتبارها" إرهاباً موازياً" لا يقل عن إرهاب "القاعدة"
وكانت منطقة المحفد الفاصلة بين أبين وشبوة في جنوب اليمن، قد شهدت قبل نحو أسبوع حملة عسكرية للجيش اليمني مدعومة بمسلحي المليشيات القبلية المعروفة محلياً بـ"اللجان الشعبية" لملاحقة مئات من عناصر تنظيم"القاعدة" الذين بدأوا يتوافدون على المنطقة ذات الطبيعة الجبلية الوعرة، هرباً من غارات الطائرات الأميركية من دون طيار،  ومحاولةً منهم في الوقت نفسه، لإعادة ترتيب صفوفهم في هذه المنطقة بعد أن انكشف غطاؤهم في محافظة مأرب المرتبطة جغرافياً بأبين وشبوة، والتي أخذ الجيش اليمني يعزز من تواجده فيها لحماية أنابيب النفط والغاز.
ومن جهة أخرى، قام مسلحون قبليون، الخميس، بتفجير أنبوب  تصدير النفط اليمني في منطقة صرواح التابعة لمحافظة مأرب،(شرق العاصمة صنعاء) بعد مرور نحو 10 أيام على عملية إصلاحه جراء تفجير سابق، ما أدى إلى توقف عملية ضخ الخام في الأنبوب الذي ينقله من حقول صافر في مأرب باتجاه ميناء التصدير غرباً على البحر الأحمر في منطقة رأس عيسى.
من جهتها أكدت وزارة الدفاع اليمنية على موقعها على الانترنت، حادثة تفجير الأنبوب، على يد عناصر وصفتها بـ"التخريبية" مشيرةً إلى تدفق كميات كبيرة من الخام في محيط مكان التفجير،  كما لفتت إلى اندلاع اشتباكات مسلحة سبقت عملية التفجير بين المسلحين القبليين ووحدات الجيش، وقالت "إن عناصر تخريبية هاجمت مساء الأربعاء، وحدات عسكرية مرابطة في المنطقة، مستخدمة الرصاص والقذائف الصاروخية  من نوع"آر بي جي" ما أدى إلى اشتباك وحدات الجيش معها" دون أن تذكر المصادر الرسمية أي تفاصيل أخرى بهذا الشأن