طرابلس ـ مفتاح السعدي أعلنت الحكومة الليبية الجديدة إحصائيات جديدة لأعداد ضحايا الثورة الليبية، تقل كثيرًا عن التقديرات السابقة لأعداد هؤلاء الضحايا، وقال وكيل الوزارة الليبي لشؤون شهداء الثورة والمفقودين، مفتاح داودي إن "عدد القتلى في صفوف الثوار بلغ 4700 وأن أعداد المفقودين بلغ 2100 شخص، وهي أعداد تقل كثيرا عن الاستنتاجات التي ظهرت العام 2011 والتي قدرت تلك الأعداد بحوالي 25 ألف قتيل".واضاف داودي في حديث إلى صحيفة "ليبيا هيرالد" الليبية إن "الخسائر البشرية في صفوف الثوار مازالت قيد البحث والمراجعة"، إلا أن مصادر رسمية تؤكد أن "الأرقام بعد الانتهاء من المراجعة، لن تختلف كثيرًا عن تلك التي أعلنها داودي".
وكانت مسألة أعداد القتلى في صفوف الثوار قد ظهرت بشدة أثناء الخلافات السياسية المريرة خلال أحداث الثورة العام 2011. وغالبًا ما يردد معارضو تدخل الناتو المسلح لدعم الانتفاضة الليبية بأن "التدخل تسبب في المزيد من القتلى، وأن هذه الزيادة ما كانت لتحدث لولا تدخل الناتو".يذكر أن قوات الناتو قد تدخلت بموجب قرار مجلس الأمن الدولي الذي يقضي بحماية المدنيين الليبيين من نظام القذافي ، إلا أن كلا من روسيا والصين وغيرهما ممن عارضوا التدخل  يعتقدون أن "التحالف الغربي قد تجاوز التفويض الممنوح له، وأنه تدخل بهدف تغيير النظام وليس لحماية المدنيين في ليبيا من النظام".
وكانت مصادر في أوساط المقاومة الليبية قد قدرت أعداد القتلى من الثوار بحوالي 50 ألف قتيل من حيث المبدأ، ثم عادت وأعلنت في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وبعد سلسلة من المراجعات، أن "العدد هو 25 ألف قتيل وأربعة آلاف مفقودين". أما الإحصائيات الأخيرة فقد توصلت إليها الوزارة الليبية، على الرغم من أنها لم تعلن بعد بأنها الأرقام الأخيرة.وقال الداودي في تصريحاته إلى الصحيفة "لا أستطيع أن أؤكد الرقم الصحيح والدقيق في الوقت الراهن"، ولكنه قال إن "عدد الشهداء في أوساط الثوار في حدود 4700، أما عدد المفقودين من الجانبين "الثوار وقوات القذافي" فهو حوالي 2100 شخص". وأضاف إنهم "يواصلون جهودهم لحصر الرقم النهائي للخسائر البشرية". وأكد أنه "من المهم لعملية المصالحة في ليبيا أن يتم التعرف بدقة الى إجمالي الخسائر البشرية".
يذكر أنه وخلال الشهر الثامن من الصراع، أعلن المجلس الوطني الانتقالي للمقاومة والذي كان يحظى بدعم الحكومات الغربية والعربية، أن "أعداد القتلى على يد القوات الموالية لنظام القذافي تقدر بعشرات الآلاف، بينما حمل النظام الليبي كلًا من المقاومة والناتو المسؤولية عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين". وحتى الآن فإن الأعداد التي حصرتها الوزارة الليبية تشير إلى أن "عدد القتلى في أوساط قوات النظام قد يصل إلى العدد نفسه تقريبًا في أوساط الثوار، إن لم يكن أقل، على حد ما جاء في الصحيفة".