ابوظبي ـ جمال المجايدة أقامت شركة يابانية عرضًا خاصًا لمراسم تقديم الشاي الياباني في أبوظبي أمام جمع من المدراء والصحافيين فى شركة إعلامية في أبوظبي حيث تم تقديم شرح موجز حول المراسم التقليدية لتحضير وتقديم الشاي الياباني. وتعتبر هذه المراسم قضية تفاعل وتبادل ثقافي وانساني بين البشر أي بين صاحب البيت والضيوف حيث الاستغراق بكامل الحواس في إيجاد مناسبة الهدف منها تحقيق الاستمتاع الجمالي والفكري وصفاء الذهن للضيوف مع الشعور بالسلام ليتحول العالم من حولك إلى مكان للسعادة الحقيقية .

وبدأت مراسم شرب الشاي مع مجموعة من الاعلاميين حيث توزع الحضور علي أرضيات وأسقف من الخشب ولا تحوى سوى بعض الحصائر المرتبة على الأرض ووعاء الفخار الذي يسخن الشاي فيه.
وقالت مديرة إعلامية في أبوظبي  أن مراسم شرب الشاي لدى الشعب الياباني لها مدلول اجتماعي , وثقافي يعبر عن عراقة الثقافة اليابانية ويميزها عن بقية الثقافات والعادات المتبعة لدى أغلبية الشعوب في العالم.
واضافت إن لهذه العادة الاجتماعية طقوسها ومدلولاتها العميقة والتي تهز الوجدان وتؤثر في النفس وتشعرك بالهدوء والصفاء والطمأنينة وتجردك من الأنانية والتوتر النفسي والعصبي،  وربما هذا هو سر هدوء اليابانيين وتفوقهم في الإبداع الصناعي والتقني والعلمي.
وذكرت أنه عندما تشاهد يابانياً يشرب الشاي وفق التقاليد الخاصة بها تشعر أن هناك حركة تفاعل وتبادل روحاني بين صاحب البيت الذي يعد الشاي وبين الضيوف الذين يبحثون عن الصفاء الفكر، والذي يقود جميع الحاضرين حول إبريق الشاي وأكوابه إلى هدوء وسكينة عجيبة حتى تظن أنك تؤدي إحدى الشعائر الدينية.
واضافت المديرة الاعلامية  أنها "سوف تخصص ركنا على موقعها الإلكتروني للتعريف بعادات وتقاليد شعب اليابان والتي تمتد إلى أكثر من ألفي عام لتعريف القارئ العربي بأسرار نجاح اليابانيين في التحول من دولة فقيرة معزولة عديمة الموارد الطبيعية، إلى ثالث أكبر دولة صناعية في العالم خلال فترة 50 عاما فقط" .
وتبدأ قصة الشاي في اليابان عندما جلب أحد الرهبان البوذيين اليابانيين من جارتهم العملاقة الصين أوراق الشاي الأخضر، وانتشر شربه فقط بين الرهبان لتساعدهم على التعبد في فترات الليل الطويلة، ثم انتقلت بعد ذلك إلى إحدى العائلات الحاكمة والتي تطورت عندهم مسألة تقديم الشاي بطرق خاصة، باستخدام أدوات صينية سيراميكية جميلة، كالإبريق، والملاعق.
 كما يعتبر شرب الشاي من الطقوس الأساسيّة في اليابان, والتي يجب أن تتم تأديتها باهتمامٍ بالغٍ, ويُشار إلى مراسم شرب الشاي في اليابان بمصطلح (تشا انو يوو) وهي مناسبة رسميّة تحكمها قواعد صارمة, فعادة ما يتم شرب الشاي في غرفة مخصصة لهذا الأمر, ويتم تقديمه بأوانٍ خاصة أيضاً, إذ يعتبر شرب الشاي في اليابان مناسبة رسميّة وأشبه ما تكون بحفل الاستقبال الذي يقام عند زيارة ضيف كبير أو مسؤول بارز.
ويحرص اليابانيون في هذه المناسبة على ارتداء أفضل ملابسهم, ويحافظون على كامل هدوئهم عند احتساء الشاي, ويكون الهدف من ذلك هو إدراك قيمة هذا الشراب الصحي .
اما طريقة عمل الشاي أو حفل تقديم الشاي للضيوف فتتم فى كوخ صغير تسمى بــ”سادو” اذ ان هناك آدابا ومفردات خاصة يجب تعلمها من أساتذة محترفين، في أكواخ معدة أساساً لذلك، وتكون هذه الأكواخ صغيرة الحجم والمساحة، لا تتسع لعدد كبير من الناس، يتم تصميمها من الخشب الخفيف والتي يؤخذ معظمها من الغابات، وتكون الأبواب والنوافذ مصنوعة من الورق الأبيض الخفيف على أعواد من الخشب الصغير، فتتكون منه لوحات هندسية مربعة الشكل، في حين تتكون أرضية الغرفة من حصير “التاتامي“وتوضع أدوات تحضير الشاي في إحدى أركان وزايا الغرفة الجميلة.
وتشير التقارير والدراسات أن للشاي الأخضر فوائد عديدة منها أن شرب الشاي الأخضر يحمي من الإصابة بانسداد نسيج القلب العضلي ويساهم في خفض الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم كما يساعد أيضا على جريان الدم بشكل أفضل في حالة تصلب الشرايين إضافة إلى قدرة الشاي الأخضر على زيادة فاعلية الأدوية الوقائية من السرطان.