مدينة تيمقاد الأثرية الجزائريّة

كشفت إحصاءات وزارة السياحة الجزائرية، أن مدينة تيمقاد الأثرية تستقبل مليوني سائح سنويًا، غالبيتهم من فئة الطلبة والباحثين في عالم الآثار، حيث يُفضّل زوّار المدينة ارتيادها خلال فصل الخريف، لجوها المعتدل وشمسها الدافئة. ويجد السياح ضالتهم في التمتع بجمالية المكان، وما يميز هذه المدينة الساحرة في الجزائر هو توافرها على أثار رومانية، وتحولت أحد أجنحتها إلى مسرح إلى الهواء الطلق الجديد، الذي أنجز بمحاذاة الموقع الأثري لمدينة تماقودي (تيمقاد) الرومانية بولاية باتنة، وقد تم اختياره من طرف وزارة الثقافة لإقامة مهرجان تيمقاد الدولي، الذي يحتضنه الموقع الأثري العتيق على مدى 32 عامًا، حيث يتوافد عليها الفنانون العرب، والذين غنّوا للجزائر أكثر من مرة على مسرح تيمقاد، حيث يغازلون جمال هذه البقعة السياحية.
ويتميز المرفق الجديد، الذي يتسع لـ 5000 متفرج بعد إعادة ترميمه ومزاوجته بين مواصفات الموقع الروماني العتيق، وكذلك بعض أجزاء الموقع الأثري، حتى لا تتغير كثيرًا الأجواء على معتادي سهرات المهرجان.
وأكد الخبير في الآثار القديمة المهندس جمال حفيان، أن "اللون الترابي الذي يطبع معظم أجزاء المسرح الجديد تشابه لون صخور الموقع القديم، ويظهر كخلفية للركح الذي جاء على شكل نصف دائري الأعمدة وقوس تراجان، في لمسة فنية تُذكّر الزائر بالمسرح الروماني العتيق، الذي غنى فيه ألمع نجوم الطرب العربي، لكن الإضافة التي حملها المسرح الجديد الذي يمتد على طابقين وهندسة داخلية أنيقة، هو احتواؤه على مرافق ضرورية، ومن بينها قاعتي استقبال شرفيتين و6 مقصورات خاصة بالفنانين، والتي كان يفتقدها المسرح القديم، وكذلك المدينة الأثرية.
وأضاف المهندس حفيان، أن "المسرح الروماني في تيمقاد يحمل الكثير من الدلالات والشواهد على حضارة عريقة مرّت من هنا، وإنجاز مسرح جديد لاحتضان التظاهرة كان أكثر من ضرورة حتمية، للمحافظة على هذا المعلم المُصنّف تراثًا عالميًا، فآثار تيمقاد عبارة عن إرث تاريخي ومكسب للجزائر، لذا من الضروري المحافظة عليه من الاندثار، وما يزيد من جمالية المكان هو تجهيز الموقع القديم بأضواء شاملة وجذابة، وتنظيم معارض مختلفة في بعض أجزائه، خصوصًا كل ما يتعلق بالصناعات التقليدية التي تشتهر بها المنطقة، وفتحه للزوّار والعائلات".