لندن ـ ماريا طبراني يبدو أن مشكلة الإجهاض المتكرر التي تعاني منها بعض النساء في طريقها إلى الحل، إذ اكتشف العلماء أحد أهم أسباب الإجهاض لأكثر من مرة عندما أثبتت التجارب المعملية عن "وجود جزيء يسمى"IL33" هو المتسبب في الإجهاض لثلاث مرات أو أكثر لدى النساء الحوامل". ومن المتوقع أن يتم تطوير علاج يستهدف هذا النوع من البروتين الذي يوجد في الرحم ويسبب الإجهاض.
وكشفت نتائج البحث الجديد في بداية الأمر أن "النساء اللاتي يتعرضن لإجهاض يخفين الأمر لعشرة أيام على الأقل بالمحيطين بهن، بما في ذلك الطبيب المشرف على الحمل، وهو ما يصعب المسألة بعض الشيء، إذ يكون الرحم في تلك الحالات غير قادر على التحكم فيما في داخله، ومن ثَمَّ يصعب الاحتفاظ بالحمل، إذ يكون أمام الطبيب احتمالان، إما أن الحالة حصلت على جنين بعيوب خلقية تمنعه من استكمال رحلته حتى يخرج إلى النور؟، أم أن البيئة التي فيها الجنين داخل الرحم غير داعمة للأجنة وغير مهيئة لذلك؟. وفي الحالتين كلتيهما يفشل الحمل، بينما الأكثر شيوعًا في حالات الإجهاض المتكرر هي الحالة الثانية.
كما قام الفريق البحثي بتحليل معملي للجزيء الموجود في خلايا الرحم والذي توصل البحث إلى أنه هو السبب المباشر في الإجهاض المتكرر، لتكشف التجربة المعملية عن أن نشاط هذا الجزيء يزيد مع كل مرة تتعرض فيها المرأة للإجهاض وتزداد نسبة هذه المادة في الجسم وفقًا للتجارب التي أُجريت على الفئران والتي أشارت إلى أن "عدم اكتشاف هذه المادة يؤدي إلى زيادتها وحيلولتها من دون اكتمال الحمل".
كما كشف البحث الذي أجراه فريق بحثي في كلية الطب الملكية في لندن عن أن "هناك ارتباطًا بين الإجهاض المتكرر والتهاب في جدار الرحم يحول من دون النمو الطبيعي للجنين".
وبالعودة إلى المادة المضرة المتسببة في الإجهاض المتكرر، اكتشفت الدراسة أن "هذه المادة تلعب دورًا كبيرًا في الإصابة بأمراض مثل الألزهايمر، والذهان وأمراض القلب".
ومن الجدير بالذكر أن النتائج التي توصلت إليها الدراسة من المقرر أن تكون نواة لتطوير إسترتيجية واعدة لعلاج ظاهرة الإجهاض المتكرر، إذ لا تتوافر حتى الآن لدى الأطباء سوى تفاصيل قليلة عن العملية البيولوجية التي تحكم استقرار الأجنة في الأرحام.