لندن ـ ماريا طبراني تصل بعض درجات مرض الألزهايمر بالمصابين إلى حدود لا يمكن معها العيش بشكل طبيعي أو الاعتماد على النفس حتى في أبسط الأشياء، مثل الاغتسال وتناول الطعام والشراب. ومن خلال اختبار يسمى اختبار الورقة والقلم ، يمكن التعرف على مدى درجة حدة هذا المرض، إذ يمكن للشخص الطبيعي الحصول على حد أدنى من الدرجات يساوي 30 درجة، بينما في حالة تراجع الدرجة عن هذا المستوى، يبدأ الأطباء في تشخيص الحالة على أنها من حالات المرض العقلي، وغالبًا ما تكون الإصابة بمرض الألزهايمر.
وكثيرًا ما يتصرف المريض بالألزهايمر بشكل غير سوي، إذ تبدو تصرفاته غريبة وغير منطقية على الإطلاق، إضافةً إلى المبالغة في ردة الفعل تجاه أي شيء يحدث أمامه، وهو ما يجعل حياته مع الأسوياء في مكان واحد ضرب من المعاناة، إذ من الممكن أن يجدوه في أي مكان في المنزل يفعل أي شيء من دون سبب، أو مبرر أو حاجة لما يفعل، كأن يخرج الأواني من المطبخ، أو يفرغ خزانات الملابس من محتوياتها.
ولكن أخيرًا ثبت بالتجربة أن ملعقة من زيت جوز الهند مرتين يوميًا تخلطان بالطعام الذي يتناوله المصاب بالألزهايمر من الممكن أن يكون لهما أثر إيجابي على حالات الألزهايمر. وتبدو الفكرة للوهلة الأولى سخيفة وغير منطقية، إلا أنه ثبت بالتجربة أن لها نتائج إيجابية هائلة ظهرت على مئات حالات الألزهايمر في الولايات المتحدة، إذ استخدم هذا الزيت النباتي المستخرج من ثمرة جوز الهند والذي يمكن الحصول عليه ببساطة من أي سوبر ماركت في التخفيف من حدة المرض وتفادي الكثير من أعراضه.
ومع خلو الفكرة من المنطقية، إلا أن تعليقًا كتبته، أستاذ الكيمياء الحيوية الفسيولوجية في جامعة أوكسفورد، الدكتورة كيران كلارك على أحد مواقع الإنترنت بخصوص زيت جوز الهند وفاعليته في تهدئة مرضى الألزهايمر أكدت فيه أن "هذا المستحضر الطبيعي فعال وينبغي استخدامه في تلك الحالات".
وتوضح كيران أن "الجسم ينتج ويستهلك الطاقة، ويعتمد في ذلك على الجلوكوز المتوافر في الكربوهيدرات، وفي حالة غياب الجلوكوز لعدم تناول الكربوهيدرات لفترات طويلة، تتوجه خلايا المخ إلى الاستهلاك من مخزون طاقة الجسم، إذ أن الطاقة تتبلور في شكل جزيئات تسمى الكيتونات، أو ما يمكن أن نطلق عليه غذاء المخ".
جدير بالذكر أن زيت جوز الهند غني بالمركبات التي تتكون منها الكيتونات التي تغذي المخ، ومن ثَمَ تؤدي إلى صحة عقلية جيدة. وينتمي زيت جوز الهند إلى المواد الغذائية التي تحتوي على السلسلة المتوسطة للدهون الثلاثية التي لا توجد في كثير من الأطعمة التي نتناولها في المعتاد. ولا تتوافر هذه السلسلة سوى في مكمل غذائي واحد فقط يُصنع في الولايات المتحدة، وهو المركب الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه كعلاج أكثر فاعلية لمضاعفات الألزهايمر.
كما كشفت كيران عن أن "الإصابة بداء السكري من أهم العوامل التي تؤهل الإنسان للإصابة بالألزهايمر، إذ يقاوم المرض الأنسولين في الحالات الطبيعية، ومن ثَمَ تكون مقاومته أعنف في حالة الإصابة بالسكري، مما يؤدي إلى حجب الأنسولين عن المخ، وهو المركب البيولوجي المسؤول عن ضبط كيمياء المخ".
وإضافة إلى ذلك، أثبتت بعض التجارب أن "زيت جوز الهند يمكنه استعادة الحالة الطبيعية للمخ تدريجًيا، إذ يستعيد المريض الذاكرة بشكل تدريجي، إضافة إلى استعادة القدرة على المشي وتحسن كبير في حالة المخ، إذ ثبت من خلال مسح الأشعة أن المخ توقف عن الانكماش".
هذا وتُنفق ملايين الجنيهات كل عام على أبحاث تستهدف تطوير عقاقير أدوية مضادة لتلف الصفائح البروتينية في المخ، وهو السبب المباشر في الإصابة بالألزهايمر، وذلك في إطار جهود لإيجاد بديل للعقار الأشهر على الإطلاق في علاج هذه الظاهرة، إذ أن له آثارًا جانبية عدة، منها القىء والإسهال وتباطؤ ضربات القلب إلى حدٍ يصيب بالإغماء.