إنطلاق الحملة الوطنيّة للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال في لبنان

أطلق وزير الصحة العامة في لبنان وائل أبو فاعور، حملة التطعيم الوطنيّة ضد شلل الأطفال، وهي الثالثة في غضون 5 أشهر، في مؤتمر صحافي عقده في مبنى الجامعة اللبنانية، الإدارة المركزية في المتحف، في حضور ممثل منظمة الصحة العالميّة في لبنان الدكتور حسن البشرى، وممثلة الـ"يونيسف" في لبنان آنا ماريا لاوريني، والمدير العام لوزارة الصحة الدكتور وليد عمار، وممثلين عن نقابة أطباء لبنان وجمعية أطباء الأطفال في لبنان وحشد من أطباء الأقضية وممثلين عن الجمعيات العاملة في المجال الصحي.
وتستمر الحملة 6 أيّام، ابتداءً من 10آذار/مارس، للوصول إلى حوالي 600 طفل دون الخامسة، ويطلب من الأهالي إحضار أطفالهم إلى أقرب مركز صحي للتطعيم، على أن تعبئ الـ"يونيسف" شركائها وفرق التطعيم المتنقلة للوصول إلى أكثر من 460 مستوطنة غير رسميّة من أجل تطعيم الأطفال السوريين اللاجئين. وتأتي هذه الحملة وما سبقها كجزء من إحدى أكبر الحملات التي شهدتها المنطقة من أجل منع انتشار شلل الأطفال بعدما تم تأكيد إصابة 25 حالة في سوريّة.
وأكّد أبو فاعور، أنه "من الواضح أنّ لبنان ونتيجة الجهود السابقة والمُتراكمة لعمل وزارة الصحة والوزراء الذين تعاقبوا عليها، إضافة إلى الجمعيات والمؤسسات المعنية، حقق إنجازات في الكثير من المجالات الصحيّة، ولاسيما في مجال مكافحة مرض شلل الأطفال، وبات لبنان خاليًا من هذا المرض منذ أكثر من اثني عشر عاما".
وأوضح أنّ "الوزارة ستعمل على المحافظة على هذا الإنجاز من خلال تعزيز التلقيح الروتيني، إضافة إلى ما تقوم به من حملات تلقيح وطنية كان آخرها الحملة الوطنية للتلقيح ضد شلل الأطفال العام الماضي والتي تخطت نسبة التغطية فيها 98% على الصعيد الوطني".
ولفت "لكننا لا نعيش في جزيرة، وقد خلقت الأزمة السورية والنزوح أوضاعا متعددة، وفرضت تحديات جديدة على أكثر من مستوى، أمني واقتصادي واجتماعي، والخشية أن تنسحب التحديات على المستوى الديموغرافي كذلك"، منبهًا "من أن موجات النزوح القادمة، وانهيار النظام الصحي في سوريا، وعدم اتخاذ خطوات جذرية من قبل الدولة اللبنانية كإنشاء مخيمات كان من الممكن أن تحصر المخاطر في مناطق معينة، وانتشار النازحين في ألف وستمائة موقع فوق الأراضي اللبنانية، كل ذلك، يلقي أعباء إضافية وربما يخلق مخاطر جديدة تساعد على إعادة دخول فيروس شلل الأطفال إلى لبنان".
وذكر أنّ "بناء على توصية اللجنة الوطنية للإشهاد ضد شلل الأطفال، قررت وزارة الصحة العامة تنظيم هذه الحملة الوطنية التي ستستهدف جميع الأطفال من عمر سنة حتى خمس سنوات بغض النظر عن عدد وتوقيت الجرعات السابقة، من اللبنانيين وغير اللبنانيين، لأن هذه المسألة ينعدم فيها الفصل أو التفكير بعنصرية لجانبها الإنساني أولا، والصحي ثانيا إذ إن خطر شلل الأطفال داهم على كل الأطفال من دون استثناء".
وأوضح أنّ "هذه الحملة ستنظم من خلال المراكز الصحية والمستوصفات والمدارس ودور الحضانة وتجمعات النازحين وبالتعاون مع وزارات مختلفة، ومؤسسات القطاع الأهلي والتجمعات العلمية والمهنية، وبدعم من منظمتي الصحة العالمية واليونيسف، وذلك على مرحلتين، المرحلة الأولى، من 10 إلى 15 آذار 2014، والمرحلة الثانية، من 14 إلى 19 نيسان 2014 حيث سيتم خلالها، وإضافة إلى إعادة تلقيح الأطفال المستهدفين في المرحلة الأولى بجرعة ثانية من لقاح شلل الأطفال الفموي تلقيح كافة الأطفال حتى عمر 18 سنة بلقاحي الحصبة والحصبة الألمانية".