النفايات الإلكترونية

يدخل بعض المواد الكيميائية الأكثر خطورة على الأرض السلسلة الغذائية في غانا بسبب النفايات الإلكترونية القادمة من أوروبا والتي يتم التخلص منها بطريقة غير قانونية، ووفقًا إلى تقرير جديد صادر عن مجموعتين بيئيتين تتعقبان التخلص من النفايات الإلكترونية، يحتوي بيض الدجاج في حي أغبوغبلوشي الفقير في العاصمة الغانية أكرا على مستويات خطيرة من الديوكسينات وثنائي الفينيل متعدد الكلور (PCBs)، من بين المواد الضارة الأخرى حيث يقوم السكان بتفكيك النفايات الإلكترونية لاستعادة المعادن.

وحلّل الباحثون من المجموعتين "Ipen" و"the Basel Action Network"، البيض الذي وضعته دجاجات دون أعلاف في أغبوغلوشي والذي يوجد به ما يقدر بنحو 80،000 شخص يدبرون معيشتهم من خلال استرجاع وبيع الكابلات النحاسية والمعادن الأخرى من النفايات الإلكترونية.

وكشف التقرير أن الشخص البالغ الذي يتناول بيضة واحدة في الأحياء الفقيرة وبخاصة حي أغبوغلوشي سيتجاوز حدود هيئة السلامة الغذائية الأوروبية من الديوكسينات المكلورة 220 مرة، وكانت المواد الكيميائية السامة الأخرى موجودة في تركيزات مثيرة للقلق بالمثل، بما في ذلك مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور ومركبات الديوكسينات، على وجه الخصوص، المدمرة للغاية حتى في التركيزات الصغيرة.

اقرأ ايضًا:

جمعية "برباره نصّار" تُطلق حملة للتوعية بـ"الأمراض السرطانية"

وأكد التقرير مرة أخرى على مشاكل تنظيم نقل النفايات السامة من أوروبا إلى البلدان الأفريقية، بما في ذلك غانا وتنزانيا ونيجيريا، مما أدى إلى دعوات لفرض تشديد أكبر على تنظيم النفايات الخطرة بموجب اتفاقية استكهولم الحالية.
تم إجراء تحليل للبيض بواسطة شبكة Basel، التي تتبعت نقل النفايات من أوروبا بمراقبين ونقلها إلى غانا ودول أخرى.
ودعا نشطاء البيئة إلى تطبيق عقوبات أكثر صرامة للقواعد التي تحكم نقل النفايات المحتوية على مواد كيميائية سامة، لمنع انتشارها في البلدان التي لا توجد بها بنية أساسية للتخلص منها بأمان.

قال سام أدو-كومي من وكالة حماية البيئة" Ghana Environmental Protection Agency" في غانا، ردًا على النتائج: "يتعين على أوروبا أن تتصدى لنفاياتها الإلكترونية السامة، بدلاً من توجيهها إلى البلدان النامية، مثل غانا، حيث تلوث المواد الكيميائية الخطرة السكان (لا سيما الفقراء) والبيئة، نتيجة لسوء المعاملة والممارسات الحالية للتخلص العشوائي". 
وأضاف: "لا ينبغي استخدام البلدان الأفريقية كقاعدة لإلقاء النفايات الإلكترونية بعد الآن، حيث أننا لا نملك القدرة التكنولوجية للتعامل مع النفايات التي تحتوي على مستويات عالية من الملوثات العضوية الثابتة."

وقال غيدريتش باتريك، المشرف الرئيسي للتقرير وعضو في مجموعة Ipen للديوكسين وثنائي الفينيل متعدد الكلور ومجموعة العمل المعنية بالنفايات: "كشفت عيناتنا عن كميات كبيرة للغاية من الديوكسينات شديدة السمية التي توجد في الكميات الصغيرة للغاية من الطعام؛ وبالرغم من ان كميات هائلة من هذه المواد الكيميائية شديدة السمية تصل إلى أفريقيا في النفايات الإلكترونية وتدخل السلسلة الغذائية".

وقد يهمك ايضًا:

أطباء يسخّرون "تحدي العشر سنوات" للفت الانتباه إلى أزمة الصحة العالمية

اكتشاف بكتيريا تنقل العالم إلى عصر "ما بعد المضاد الحيوي"