كواليس من مسلسل "سلسال الدم"


بدأت بعض القنوات الفضائية منذ أيام، عرض مسلسلات جديدة بعيدًا عن موسم رمضان منها مسلسل "مكان في القصر" الذي تقوم ببطولته الفنانة غادة عادل، حيث كان مقررًا عرضه في رمضان الماضي ولكن خرج من السباق الرمضاني في اللحظات الأخيرة، كما تم عرض مسلسل "سلسال الدم" الذي تقوم ببطولته الفنانة عبلة كامل، والذي كان من المقرر عرضه أيضًا في رمضان الماضي، ولكن تم تأجيله لعدم الانتهاء من تصويره، كما تم عرض مسلسل "قلوب"، رغم أنه كان من المقرر عرضه في رمضان المقبل.
وفي رصد لرأي النجوم ورأي صناع الدراما بشأن هذه الظاهرة والفرق بين سعر المسلسل إذا كان سيُعرض في شهر رمضان أو في موسم آخر، بالإضافة إلى سعر الدقيقة الإعلانية.
في البداية أكّد الفنان نور الشريف: "طالبت منذ سنوات عدة بعمل موسم درامي موازٍ لرمضان خاصة أن جميع الأعمال الدرامية التي يتم تصويرها في عام كامل لا تعرض إلا في شهر رمضان، حيث يعرض أكثر من 50 مسلسلاً في شهر واحد، مما يؤدي إلى ظلم كبير للمسلسلات الجيدة، لأن المشاهد لن يستطيع أن يتابع إلا مسلسلين أو ثلاثة فقط ويترك بقيه المسلسلات، وغالبًا تكون المسلسلات التي يتابعها بناءً على اسم بطل العمل يترك المسلسلات الأخرى حتى لو كانت جيدة، ولكن إذا تم عمل مواسم درامية بعيدة عن شهر رمضان فإن المسلسلات الجيدة ستحظى بنسبه مشاهدة مرتفعة".
واتفق معه في الرأي الفنان شريف سلامة حيث أكّد: "العرض خارج رمضان يعطي فرصة أكبر لمتابعة العمل، وبالتالي فهذا يساهم في نجاحه بشكل جماهيري أكبر من عرضه في رمضان، كما أن العمل الجيد يجذب المشاهد"، أما الفنانة إلهام شاهين فأعلنت: "المشاهد يحتاج إلى مشاهدة مسلسلات بعيدًا عن رمضان، وهذا يساهم بشكل كبير في حل أزمة المنتجين في التسويق، خاصة أن هذه الفترة تمر فيها شركات الإنتاج بمشاكل مادية"، حسب ما ذكرت "قنا".
أما الفنانة غادة عبدالرازق فأوضحت: "أتمنى أن تستمر هذه التجربة فهناك زحمة في العرض خلال شهر رمضان، وهذا الأمر يظلم أعمالا مهمة كثيرة، وربما ينصرف عنها المشاهد بسبب كثافة المسلسلات المعروضة"، أما الفنانة سمية الخشاب فأكّدت: "2معظم المسلسلات الناجحة كانت تعرض خارج رمضان، ففكرة عرض 30 و40 مسلسلا في شهر واحد، هو ظلم للفنان وللعمل ذاته، وأتمنى أن تنجح تلك التجربة، وتستمر في الأعوام المقبلة، وفي النهاية العمل الجيد يفرض ذاته".
أما المخرج محمد فاضل فأعلن: "أصبح هناك ضرورة حتمية لإلغاء ما يسمى بموسم رمضان الدرامي وأن تصبح السنة كلها موسما لعرض الدراما لأنه يمثل ظلماً لأعمال تعرض ولا تلقى حظها من المشاهدة، كنا في الماضي نقدم خريطة برامجية جديدة كل 3 شهور تتضمن برامج ومسلسلات، وكان الناس يتابعون الدراما على مدار العام، أما الوضع الحالي وقصر الأعمال الجديدة على رمضان فقد أتاح الفرصة وجود الدراما التركية وغيرها، كما أن عرض المسلسلات على مدار شهور السنة سيصب في مصلحة صناع الدراما حيث تنخفض أسعار تكلفة الإنتاج بقلة أجور الفنانين وإيجارات الاستوديوهات والمعدات وغيرها من عناصر الإنتاج، بالإضافة إلى أن زيادة عدد القنوات الفضائية خاصة المتخصصة في الدراما سيجعل هناك منفذًا لعرض الأعمال الجديدة على مدار العام بما يضمن جذب المشاهدة وبالتالي الإعلانات.
أما الفنانة ليلى علوي فلها رأي آخر حيث أكّدت: "من الأفضل أن تكون هناك مواسم موازية لرمضان لكن موسم رمضان لن يجاريه أي موسم آخر حتى لو حاولنا فسيبقى رمضان هو الماراثون الحقيقي لصناع الدراما، فهو يحظى بأعلى نسبة مشاهدة طوال العام، إلى جانب أن القنوات تعيد عرض المسلسلات بعد شهر رمضان طوال العام وتحظى جميعا بفرصة للمشاهدة، ولكن أجواء رمضان تمنحها مذاقا مختلفا".
ورغم ترحيب نجوم الفن بعرض مسلسلاتهم بعيدا عن رمضان فإن المنتجين كان لهم رأي آخر، ففي البداية أعلن المنتج أحمد الجابري: "فكرة عرض مسلسلات جديدة خارج شهر رمضان لا تصلح إلا مع المسلسلات ذات التكلفة المتوسطة لأن مسلسلات النجوم لا تصلح سوى للعرض الرمضاني، خاصة أن أسعار رمضان تختلف عن أسعار باقي شهور السنة والمنتج هدفه الأساسي هو الربح إلا أن هذا لا يمنع من إنتاج مسلسلات ذات تكلفة بسيطة وبوجوه جديدة يتم إنتاجها وعرضها في مواسم أخرى لفتح مواسم جديدة حتى لا يحدث التكدس الرمضاني الذي يحدث كل عام، كما أنها فرصة جيدة لاكتشاف مواهب جديدة وإعطاء الفرصة لشباب النجوم لإظهار مواهبهم، أما بالنسبة إلى الأعمال الضخمة فمكانها الوحيد رمضان لأن الفضائيات هي المتحكم الأول في هذا الأمر من خلال الوكالات الإعلانية المسيطر والمهيمن على سوق الدراما".
واتفق معه في الرأي المنتج محمود شميس: "المسلسل الذي يعرض في رمضان تكلفته أعلى من العرض خارج رمضان، لذلك لا بد من تعاون جميع الأطراف من الممثلين والمخرجين والكُتَّاب، وحتى العاملين وراء الكاميرا من أجل خفض أجورهم، حتى نحل أزمة التسويق الدرامي، كما أن الدراما المصرية أصبحت لا تعتمد على نجم أو نجمة، لكن نجاحها يكمن في مجموعة من الممثلين الذين يشتركون ليخرجوا بعمل مميز، وهذا يجعل المشاهد ينجذب له، لأن كل شخص يحب أن يرى الفنان الذي يحبه في العمل الذي يشاهده، وهذا بدوره يقضي على ظاهرة النجم الأوحد.
العائد المادي
من ناحية أخرى، اتفق معظم المنتجين على أن العائد المادي من المسلسلات التي تُعرَض خارج رمضان يكون أقل من نظيرتها التي تُعرَض في رمضان ففي البداية أكّد المنتج ممدوح شاهين: "المسلسلات التي تُعرض خارج رمضان أحيانًا تغطي التكلفة، وأحيانا لا، ولكن الهدف هو المساهمة في حل أزمة التسويق، وفي تلك الحالة لا يسعى المنتج للبحث عن المكسب المادي".
واتفق معه في الرأي المنتج صادق الصباح حيث أوضح: "أتمنى أن تستمر تلك الحالة وتزيد ولكن هناك نقطة مهمة يجب الالتفات إليها، وهي أن العمل الذي يُعرَض خارج رمضان أرخص بكثير من البيع في رمضان، بجانب أنه لا يعتمد إلا على نجم أو نجمة فقط، والقناة التي تشتري المسلسل تعرضه حصريًا على شاشتها".
أما المنتج خالد حلمي فأوضح: "سعر الدقيقة الإعلانية في رمضان أغلى من أي وقت عادي، لأن كثافة المشاهدة تتركز في رمضان، وعلى هذا الأساس الفضائيات تحدد ثمن المسلسل الذي تشتريه، وبالتالي أنا كمنتج أعمل على ردود أفعال المعلن والفضائيات، كما أن %60 من تكلفة المسلسل يتم تعويضها من تسويق المسلسل في رمضان، سواء كان العرض حصريا أو بالتزامن بين أكثر من فضائية، والدليل على ذلك أن المنتج محمد فوزي عندما خرج من السباق الرمضاني منذ سنوات عدة بمسلسلاته الأربعة رفض عرضها في الأيام العادية وانتظر وقام بتسويقها لرمضان، فالمعلن إذا كان يشتري مسلسلاً لشعبية بطله فإن الثمن الذي يشتري به في موسم عادي لن يصل لسعر رمضان ذاته، وبالتالي فإن اسم النجم مهما كانت شعبيته طاغية فلن يجبر المعلنين على دفع دقيقة إعلانية بسعر رمضان".
وفي النهاية أعلن المنتج جمال العدل: "الحل في وجود مواسم بديلة هو إنتاج مسلسلات عالية الجودة بتكلفة أقل، لأن حجم الإنفاق على الإعلانات في رمضان يصل إلى %33 من إجمالي الإعلانات، ويوزع المتبقي على بقية الشهور بما لا يجاوز %7، وهو ما يجعل تقديم أي مسلسل عالي التكلفة مجازفة وأمرًا غير محسوب حيث يصعب تعويض تكلفته، ولذلك فالأمر يتوقف على 3 أطراف، الأول المنتجون والثاني القنوات ووكالاتها الإعلانية والثالث هم النجوم والفنيون المطالبون بخفض أجورهم في الأعمال البعيدة عن شهر رمضان".