أسعار النفط الخام

سجلت أسعار النفط الخام خلال العام الجاري، أكبر تذبذب تاريخي تحت ضغوطات تفشي جائحة كورونا وأسباب مرتبطة باتفاقية خفض الإنتاج، ويظهر مسح أن سعر برميل خام برنت بدأ تعاملات العام الجاري عند 66 دولارا للبرميل، وسط تحسن طفيف في الطلب على الخام، خاصة من أسواق آسيا ودول منظمة التعاون الاقتصادية والتنمية (OECD).

ومع ظهور مؤشرات تراجع الطلب الصيني على النفط الخام، بسبب تفشي جائحة كورونا خلال يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط 2020، بدأت أسعار الخام تشهد تراجعات في الأسعار، وسط ظهور بؤر تفش للفيروس في أوروبا.

بينما كان مارس/ آذار الماضي، أكثر الشهور في تاريخ صناعة النفط، تراجعا، من متوسط 53 دولارا بالنسبة لخام برنت، إلى 23 دولارا مطلع أبريل/ نيسان الماضي، مع إجراءات دولية صارمة لمنع تفشي الوباء على أراضيها.

وأغلقت غالبية دول العالم مرافقها الاقتصادية ووسائل النقل والمواصلات بما فيها الجوية، لمنع تفشي الفيروس، وتم غلق العديد من القطاعات الإنتاجية، نجم عنه تراجع في الطلب العالمي على النفط الخام، مع تسجيل تسارع في الإصابات.

وفي أبريل/نيسان الماضي، سجل سعر خام برنت أدنى مستوياته منذ 22 عاما عند 15 دولارا للبرميل، فيما هبطت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط إلى خانة السالب لمتوسط (-40 دولارا) للبرميل الواحد.

لكن سرعان ما تدارك تحالف (أوبك+) الوضع الصعب لقطاع الطاقة التقليدية، وأعلن عن اتفاق جديد لخفض الإنتاج بمقدار 9.7 مليون برميل يوميا، استمر حتى نهاية يوليو/ تموز الماضي.

ومنذ نهاية أبريل/نيسان الماضي، تحسنت أسعار النفط إلى متوسط 25 دولارا بالنسبة لخام برنت، وصعد إلى 38 دولارا مطلع يونيو/ حزيران الماضي، مع ظهور بوادر إدارة في مخزونات الخام العالمية.

وأسس تحالف "أوبك+" شكلا جديدا من إدارة سوق النفط في ظل أزمة صحية عالمية، دفعت نحو تحسن أكبر في الأسعار خلال الشهور اللاحقة إلى 43.5 دولارا بنهاية يوليو/ تموز الماضي.

ومطلع أغسطس/ آب 2020، تم تخفيف خفض الإنتاج إلى 7.7 مليون برميل يوميا ينتهي في 31 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، يتبعه تخفيف لخفض الإنتاج إلى 5.7 مليون برميل يوميا يستمر حتى أبريل/ نيسان 2022.

ومنذ مطلع أغسطس/آب حتى اليوم لم تهبط أسعار خام برنت عن متوسط 39 دولارا للبرميل، في ظل تفاؤل بتحسن الطلب العالمي على الخام خلال الفترة المقبلة.

يعود تحسن أسعار الخام إلى ظهور بيانات طبية أظهرت نتائج إيجابية للقاحات محتملة للقضاء على فيروس كورونا وبدء حملات التلقيح ضد الفيروس في عدد من دول العالم، ما أعطى عقود النفط الآجلة دفعات إلى الأمام، على الرغم من استمرار تذبذب الطلب العالمي على الخام.

وبحسب توقعات منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، فإن توقعات الطلب العالمي على الخام خلال 2020، ستنكمش بنسبة 9.7% إلى 90.2 مليون برميل يوميا، مقارنة مع 99.8 مليون برميل يوميا في 2019.

قد يهمك ايضا 

فتح الانتدابات أمام مُهندسين وفنيين في اختصاصات بترولية عدّة للعمل في تطاوين التونسية

تراجُع أسعار النفط والمُتعاملون يُرحِّبون بأنباء "لقاح فيروس كورونا"