جهاد الخازن

ايليا أبو ماضي قال:

اثنان أعيا الدهر أن يبليهما / لبنان والأمل الذي لذويه

نشتاقه والصيف فوق هضابه / ونحبه والثلج في واديه

وطني ستبقى الأرض عندي كلها / حتى أعود اليه أرض التيه

سألوا الجمال فقال هذا هيكلي / والشعر قال بنيت عرشي فيه

غيري يراه سياسة وطوائفاً / ويظل يزعم أنه رائيه

قل للألى رفعوا التخوم لأرضه / ضيقتم الدنيا على أهليه

ولمن يقولون الفرنج حماته / الله قبل سيوفهم حاميه

إن حدثوك عن النعيم فأطنبوا / فاشتقته لا تنسَ أنك فيه


وقال أيضاً:

أنا إن أغمض الحمام جفوني / ودوى صوت مصرعي في المدينه

وتمشى في الأرض داراً فداراً / فسمعت دويه ورنينه

لا تصيحي واحسرتاه لألا / يدرك السامعون ما تضمرينه

وإذا خفتِ أن يثور بك الوجد / فتبدو أسرارنا المكنونه

فارجعي واسكبي دموعك سراً / وامسحي باليدين ما تسكبينه

يا ابنة الفجر من أحبك ميت / ولا أنتِ بمثل هذا مهينه

فاهجري المخدع الجميل وزوري / ذلك القبر ثم حيّي قاطنيه

وانثري الورد حوله وعليه / واغرسي عند قلبه ياسمينه


وله أيضاً:

أيار يا شاعر الشهور / وبسمة الحب في الدهور

وخالق الزهر في الروابي / وخالق العطر في الزهور

لقد كسوتَ الثرى لباساً / أجمل عندي من الحرير

فلا ثلوج على الروابي / ولا غمام على البدور

أتيتَ فالكون مهرجان / من اللذاذات والحبور

لقد تولى الشتاء عنا / فصفقي يا منى وطيري


الشاعر ندرة حداد قال:

وجدت الغني فقيراً / وجدت القوي ضعيف

وجدت المليك حقيراً / وجدت البصير كفيف

وجدت الطبيعة أماً / وما نحن غير البنين


وقال أيضاً:

يا أخي الساعي لنيل المجد / خفف عنك حجمك

سر معي في الأرض تنسى / المال والحياة وطمحك

أنا راضٍ بالعصا يا / أيها الحامل رمحك

وسأرضى خبزك الأسود / في الحب ملحك

وإذا أخطأت نحوي / فأنا الطالب صفحك


وأختتم بجبران خليل جبران:

يا بلاد الفكر يا مهد الألى / عبدوا الحق وصلوا للجمال

ما طلبناكِ بركبٍ أو على / متن سفنٍ أو بخيلٍ ورجال

لستِ في الشرق ولا الغرب ولا / في جنوب الأرض أو نحو الشمال

لست في الجو ولا تحت البحار / لست في السهل ولا الوعر الحرِج

أنتِ في الأرواح أنوار ونار / أنت في صدري فؤاد يختلج