في إطار الفعاليات الثقافية المتتابعة التي تعقدها وزارة الثقافة والفنون والتراث على هامش معرض الدوحة الدولي للكتاب الثالث والعشرين المقام حالياً بمركز الدوحة للمعارض خصصت إدارة المعرض ندوة الليلة لمناقشة "قضايا التحول الديمقراطي في ضوء الثورات العربية" حاضر فيها المفكر العربي عزمي بشارة وقدم المحاضرة وأدارها د. علي الكبيسي أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية بجامعة قطر. وتحدث الدكتور عزمي بشارة في بداية الندوة عن رؤيته وتحليله الخاص للثورات العربية وطبيعة وظروف كل دولة، ثم تناول آليات النظام الديمقراطي، مؤكداً أن الآلية الرئيسية لهذا النظام هي كيف نحكم وليس من يحكم، وهي كيفية انتخاب الحكام في النظام الديمقراطي بعيدا عن السيطرة لأحد، مشيراً إلى أن الأغلبيات دائماً تتغير، طالما وجدت قواعد اللعبة الديمقراطية الصحيحة والتي تضمن عدم جور فصيل على آخر، مشيراً إلى أن النظام الديمقراطي يصنع بالحوار والنقاش بعيداً عن الانتماءات والاختلافات في الدين أو اللون أو العرق. ثم سلك بالحوار نحو عمليات التحول الديمقراطي بعد الثورات ونوه إلى أنها عملية معقدة وطويلة والتحول إلى الديمقراطية كما يخبرنا التاريخ تحول متعرج وفيه انتكاسات تؤدي عودة مؤقتة للاستبداد مثل فرنسا بعد الثورة عادت إلى استبداد مؤقت أعاد الملكية ثم رجعت إلى رشدها في تحولها الثاني إلى الديمقراطية الدائمة. وضرب مثالاً ثانياً بالتحول نحو الديمقراطية بتركيا والصراع بين الأحزاب السياسية والجيش وقد انتهت في النهاية إلى وضع آلية الحكم واتفقوا على كيفية النظام الديمقراطي وحددوا معالمه. وأبدى بشارة تفاؤله بمستقبل دول الربيع العربي، مشيداً بالثورة السورية وتميزها، ولكنه قال إن الاستقرار في هذه البلدان يحتاج إلى وقت قد يطول نوعا ما، محذرا في حديثه من محاولات تقسيم وتفتيت الأمة الواحدة على أسس أيديولوجية والتقسيم بين إسلاميين وعلمانيين وقوميين ويساريين وغيرها، مشدداً أن هذا يضر بالنظام الديمقراطي لأنه إذا وضع أساس الحكم الصحيح فلا يهم من يحكم ولن يكون هناك استبداد مرة أخرى. وأكد أن بناء الدول الديمقراطية يتحقق برسوخ كيان الدولة وأجهزتها وعدم تحول التعددية السياسية إلى تعددية على أساس الهوية، وأن تكون السيادة للأمة، وأثار الحديث العديد من مداخلات الجمهور الذي حرص على التفاعل مع المتحدث ومناقشته في آرائه وتحليلاته السياسية.