صدر عن مركز الدراسات المستقبلية– جامعة فيلادلفيا مؤخرا كتاب "الآفاق المستقبلية للعلاقات العربية– العربية"، وقامت بالنشر دار الشروق، وساهم في تأليفه وإعداد مواده مجموعة من الباحثين والخبراء في العلاقات العربية في جوانبها المختلفة، وأشرف على إعداد وتحرير الكتاب كل من: الدكتور ابراهيم بدران، والدكتور غسان عبد الخالق.   ويرصد الكتاب النظام العربي منذ نشأته، والمراحل التي مر بها ابتداءً من حقبة بناء بناء الأمل في أثناء حركة المد القومي العربي إلى سنوات الانتكاسة والاستقطاب الحاد، إلى حقبة التراجع والتشرذم العربي، فسنوات الانحسار القومي. ويخاطب الكتاب القارئ بواقعية، إذ يعزز بحوثه بمجموعة كبيرة من الأرقام والجداول والإحصائيات عن البيانات الخاصة بالعالم العربي، شملت القطاعات المختلفة وهي: البيانات الصناعية، البيانات الاقتصادية، بيانات الطاق، بيانات الصحة، البيانات الزراعية، البيانات العسكرية، بيانات التعليم، بيانات البيئة، بيانات المياه، بيانات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وبيانات المجتمع، حتى لا تكون البحوث بعيدة عن الواقع الرقمي المقاس في الوطن العربي. ويحتوي الكتاب سبعة بحوث؛ هي: الخلفية التاريخية للعلاقات العربية– العربية للدكتور أحمد سعيد نوفل، العمل العربي المشترك (الجامعة العربية ومؤسساتها): آمال وعقبات ونتائج للدكتور محي الدين المصري، النظام العربي: الواقع والمستقبل للدكتور معروف البخيت، إشكالية العلاقات العربية للأستاذ حسن أبو نعمة، أولويات العمل الاقتصادي العربي للدكتور جواد العناني، الإصلاح والتنمية السياسية في الوطن العربي للدكتور محمد حسين المومني، العلاقة العربية بالقضية الفلسطينية للدكتور سمير مطاوع. ويبحث الكتاب مواضيع تثير القارئ، وتحفزه على بحث أسباب نجاحات النظام العربي وإخفاقاته، والتحديات التي التنموية التي تواجه العرب والوطن العربي، ومستقبل النظام العربي ومصير الثورة العربية، وإرهاصات مولد النظام العربي. ويضم هذا الكتاب البحوث المقدمة في واحدة من ندوات مركز الدراسات المستقبلية في جامعة فيلادلفيا، ويظهر فيها أن العرب هم الأكثر تأكيداً للوحدة السياسية، رسمياً وشعبياً، ومع ذلك فهم الأقل حظاً من الوحدة أو الاتحاد أو التنسيق أو التعاون بين التجمعات الإقليمية! كما أنهم –في الواقع الأمر- الأقل حظاً من الحريات ومن الديموقراطية والمشاركة ومراعاة الحقوق بأنواعها، وهم الأكثر تضخيماً لدور العوامل الخارجية في إعاقة مسيرة وحدتهم وتقدمهم، لكن واقع الحال يقول إنهم المسؤولون أولاً وأخيراً عن تعثر مسيرة النهوض والارتقاء.