بقلق كبير يتابع المهندسون في قطاع النقل تزايد حركة المرور في مدينة يوهانسبورغ العملاقة. فهناك حاجة ماسة للتوصل إلى حلول لمواجهة الازدحام والحفاظ على التوازن البيئي بها. من بين الحلول المحتملة: الاستفادة من النفايات. يطل التل الأخضر على منطقة صناعية مهجورة في شمال جوهانسبرغ  في جنوب إفريقيا. ولكن بالنسبة لسائق سيارة الأجرة جيفري فإنه يعتبر مكب النفايات القديم Sebenzaفي منطقة Ekurhleni مكانا فريدا من نوعه يتردد عليه عدة مرات في الأسبوع من أجل التزود بالوقود لسيارته. هناك تم إنشاء محطة للبنزين على مشارف مدينة يوهانسبورغ، التي يتعدى عدد سكانها 10 ملايين نسمة. هذه المحطة المميزة تدخل ضمن مشروع للبحث العلمي يهتم بالطاقات البديلة. ويهدف هذا المشروع الذي يحمل إسم  "Ener Key" وتشترك فيه ألمانيا، إلى إعادة تدوير النفايات من أجل الحصول على الوقود  بأسعار مناسبة وبما يراعي الحفاظ على البيئة. بدلا من البنزين العادي  يعبئ جيفري سيارة الأجرة بغاز الميثان الحيوي، الذي يتم تحضيره مباشرة في مكب النفايات. ولهذا الغرض قام جيفري بتحويل محرك سيارته من نظام البنزين إلى الغاز. وعلى الرغم من التكلفة الإضافية الأولى لإعادة هيكلة محرك السيارة فإن جيفري يعتبره استثمارا مربحا:" كنت في السابق أدفع  حوالي 240 يورو في الأسبوع للتزود بالوقود، و بفضل نظام الغاز هذا أصبحت أوفر الآن حوالي 80 يورو كل أسبوع. إيدي كوك: المدير التقني لشركة نوفو للطاقة وهو ما يعني حوالي ثلث التكاليف المعتادة، خاصة وأن سعر البنزين العادي ارتفع بشكل كبير في السنوات الأخيرة ليصل ثمن اللتر في جنوب أفريقيا في الوقت الراهن إلى أكثر من يورو، مما أثار غضب جيفري الذي يعتبر أن "تكلفة البنزين في تصاعد دائم ". ولهذا فإنه سعيد بوجود هذه التكنولوجيا البديلة، التي ترتكز على تحويل النفايات إلى وقود "Waste-to-Fuel". خاصة وأن جيفري الذي يبلغ من العمر 29 سنة ورب أسرة في حاجة ماسة إلى خفض تكاليفه اليومية. وتتم عملية تحويل النفايات إلى غاز الميثان الحيوي العالي الجودة مباشرة في مكب النفايات، حيت تنتقل بعدة مراحل يتم فيها تنظيف النفايات وتصفيتها لتصبح صالحة للاستخدام. ويدير هذا المشروع الطموح إيدي كوك، المدير التقني لشركة نوفو للطاقة وذلك بشراكة مع جامعة جوهانسبرغ. ويبقى طموحه الأساسي هو إنتاج وقود بديل يصنع محليا ويحافظ على البيئة. في هذا الصدد يقود كوك: "في ما يتعلق بالحفاظ على البيئية فإن غاز الميثان الحيوي جد مناسب، لأن احتراق الميثان يخلف انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بشكل أقل مقارنة مع البنزين العادي." وبالإضافة إلى ذلك فإن الميثان يضر جدا بالغلاف الجوي في شكله الأصلي. ولهذا ينصح الخبير باستخدامه كوقود قبل وصوله إلى الغلاف الجوي للأسباب التالية: "نحن نستخدم غاز الميثان، لكي يحترق داخل محرك السيارة. وبهذا يتم الاستفادة من محتوى الطاقة في غاز الميثان. فبعدها يبقى فقط غاز ثاني أكسيد الكربون والماء، وهو ما يجعله أقل ضررا للبيئة من غاز الميثان في شكل الأصلي."