لندن ـ كاتيا حداد
عثر المستكشفون أخيرًا على نهر جليدي في منطقة جبال الروكي، داخل كهف أطلق عليه المستكشفون "بومنغ أيس كاسم"، نسبة إلى الصوت المرتفع الذي صدر بعد سقوط الصخور التي غطت الكهف قبل اكتشافه. تتدلى من سقف الكهف أعمدة جليدية بالغة النقاء، وبرغم جمال المنظر الخلاب في الداخل، من الممكن أن يؤدي الانزلاق أثناء السير إلى الفتك بأي من المستكشفين، حيث يؤدي الانزلاق إلى السقوط تحت المياه المتجمدة، والارتطام بحوائط الكهف الصخرية. وتعد أكبر المشكلات التي تواجه من يحاول الاستمتاع بتجربة استكشافية لهذا المكان الجميل هي مشكلة صدى الصوت، الذي يجعل من التواصل بالداخل شبه مستحيل، مما اضطر المستكشفين آدم وولكر، نيك فييرا وكريستيان ستينر إلى الانتظار لثوان بعد النطق بكل كلمة، حتى يتمكنوا من فهم الكلمات التي يوجهونها لبعضهم البعض كما يُعد البرد الشديد من أخطر العوائق التي تواجه من ينزل إلى بومنغ، حيث يحتبس الهواء البارد داخل الكهف، ولا يتمكن من الهرب إلى أي مكان آخر، مما يؤدي إلى تجمد المياة الناتجة عن ذوبان الجليد ومياة المطر داخل الكهف، مكونةً منحدر مائي متجمد طبيعي رائع الجمال. ومع أنها متعة كبيرة أن يقوم المستكشفون بجولة في أعماق هذا النهر الجليدي، إلا أنها متعة محفوفة بالمخاطر، حيث لا يمكن بأي حال من الأحوال فقد أو تلف أو تعطل أي أداة من أدوات الاستكشاف، ولا يمكن البقاء على قيد الحياة حال الانزلاق أو الإصابة، حيث قد تستغرق عملية نقل المصابين من مكان الحادث إلى خارج الكهف أيام عدة، لأنه لا مهرب من أي مشكلة تواجه المستكشف داخل بومنج إلا العودة من نفس الطريق الذي أتى منه، وهو ما يستغرق وقت طويل. كما يواجه من يريد مشاهدة جمال الطبيعة الرباني مشكلة أخرى، قد يستعصي حلها على الكثيرين، حيث يصعب التحكم في درجة حرارة الجسم لتتلائم مع المناخ السائد داخل بومينغ، وهو ما يتطلب قدرًا كبيرًا من الخبرة. ففي حالة التحرك المستمر، من الممكن أن ترتفع درجة حرارة الجسم إلى مستويات خطيرة، لا تتناسب مع درجة حرارة الكهف، بينما في حالة السكون، تتراجع درجة حرارة الجسم إلى مستويات غير آمنة. وحتى العرق يشكل خطرًا على حياة الإنسان هناك، حيث تنخفض درجة حرارة العرق ويصعب تجفيفه، مما يؤدي إلى تراجع درجة حرارة الجسم إلى مستويات غير آمنة، قد تودي بحياة المتعرقين.