37 عاما لا تكفى

37 عاما لا تكفى

37 عاما لا تكفى

 تونس اليوم -

37 عاما لا تكفى

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

العنوان الرئيسى لغلاف العدد الأخير من مجلة «الإيكونومست» فى 18 نوفمبر الجارى ليس موفقا مهنيا وسياسيا على حد سواء. اختارت المجلة عبارة «سقوط الدكتاتور» لتلخيص أحداث زيمبابوي. العنوان الأكثر توفيقا هو «ديكتاتور يغادر .. وديكتاتورية تبقي», لأن مغادرة روبرت موجابى السلطة بعد 37 عاماً (30 كرئيس للجمهورية، وقبلها 7 كرئيس للحكومة)، لا تعنى انتهاء «الموجابية» بوصفها شكلاً من أشكال الديكتاتورية.

لم يحدث انقلاب فى زيمبابوي، ولا حركة تصحيح أيضا. وليس هناك تغيير من أصله. ما حدث ليس إلا خلافا تحول إلى صراع داخل الحلقة الضيقة المغلقة التى تهيمن على البلاد منذ الاستقلال، وتضم موجابى وحاشيته، وقادة حزبه الذى كان اشتراكيا ماركسيا لمن تسعفه الذاكرة، وقادة الجيش، وقادة رابطة المحاربين القدماء.

خلاف يبدو كما لو أنه «عائلي» لا علاقة لأحد خارج الحلقة الضيقة به. لا شعب هنالك، ولا مؤسسات. ولذا لا يجوز وصفه بأنه انقلاب إلا على سبيل المجاز. كما أنه ليس حركة تصحيح، وفق التعبير الذى استخدمه قادة الجيش، لأنه لن يؤدى إلى إصلاح.

ما حدث ليس أكثر من إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل أسابيع عندما أقال موجابى نائبه إيمرسون منانجاوا، فبات واضحاً أنه ينوى توريث زوجته كريس. وقع الرجل العجوز ضحية «حب» متأخر، وأراد أن يعطى السلطة هدية لمحبوبته. كان مقرراً أن يخلفه منانجاوا الذى تحرك أركان الحلقة الضيقة لإعادته، ولكن فى موقع الرجل الأول وليس الثاني. لم يفعلوا سوى الإسراع بما كان مقرراً أن يحدث قبل أن يفاجئهم موجابى بإقالة منانجاوا.

ولا دور للشعب، أو حتى رأي, فى هذا كله. الشعب غائب، أو مُغيب. وأغلبه غارق فى دوامات الحياة الصعبة فى ظل أزمة اقتصادية-اجتماعية خانقة. ولذلك لم تحقق محاولات الحشد الشعبى من أعلي, فى سياق خطة محاصرة موجابي, سوى عدة تجمعات وتظاهرات محدودة. لم يهتم أركان الحلقة الضيقة حتى بإطلاع الناس على ما كان يحدث منذ أن وُضع موجابى قيد الإقامة الجبرية الأسبوع الماضي. والأرجح أن معظم الناس لم يهتموا بدورهم.

والحال أن عهد موجابى الطويل انتهي، ولكن «الموجابية» باقية لأجل غير معلوم بعد 37 عاماً بقيادة رفيقه اللدود منانجاوا.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

37 عاما لا تكفى 37 عاما لا تكفى



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 16:09 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

حلم السفر والدراسة يسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 14:05 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الأسد الخميس 29-10-2020

GMT 17:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 14:23 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الخميس 29-10-2020

GMT 07:56 2014 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

انتخاب أبو زيد رئيسة لـ"الاشتراكي" في "النواب"

GMT 11:46 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بعض مناطق النجم العملاق المشتعل أكثر سخونة من مناطق أخرى

GMT 01:18 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

رفع "المصحف" في نبروه يُطيح بوكيلة مدرسة من منصبها

GMT 10:01 2021 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

"فيسبوك" توسع نطاق مكافحة المعلومات المضللة

GMT 01:20 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

"خريف البلد الكبير"رواية جديدة للإعلامي محمود الورواري
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia