الرقص فى حياتنا

الرقص فى حياتنا

الرقص فى حياتنا

 تونس اليوم -

الرقص فى حياتنا

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

عندما علقت فى “اجتهادات” يوم 10 أبريل الماضى على الجدل الذى احتدم حول مساحة الخاص والعام فى سلوك الإنسان حين يتحول جانب منه إلى “كليب” يُرفع على صفحة شخصية فى موقع “فيسبوك”، لم يكن منظمو الدورة السبعين لمهرجان “كان” السينمائى الدولى الكبير التى ستبدأ بعد أيام (17 مايو) قد اختاروا “بوستر” هذه الدورة.

كان الجدل المشار إليه بمناسبة وضع “كليب” لأستاذة جامعية وهى ترقص فى منزلها على صفحتها الشخصية فى موقع “فيسبوك”. وانصب تعليقى على دلالة إغفال المسألة الجوهرية التى ينبغى الاهتمام بها، وهى تأثير ثورة الاتصالات اللانهائية على العلاقة بين الحيز الخاص والمجال العام، والاستغراق عوضا عن ذلك فى خلاف مُخجل على فعل الرقص فى حد ذاته، وهل هو فن أم عمل مُشين يدخل فى مجال العيب أو الحرام. وكم تبدو المسافة بيننا وبين العالم الراهن شاسعة، حين نتأمل الرسالة المتضمنة فى اختيار صورة قديمة تعود إلى عام 1979 للفنانة الإيطالية الكبيرة كلوديا كاردينالى وهى ترقص لتكون “بوستر” الدورة الجديدة لمهرجان “كان” الذى يُعد أحد أهم مهرجانات السينما الكبري.تنطوى هذه الرسالة على احتفاء شديد بفن من أكثر الفنون تعبيراً عن الفرح والبهجة والحبور، فضلاً عن أن الكثير من أشكاله تعبر عن جانب أو آخر من ثقافة الفئات المختلفة فى المجتمعات، حيث يتنوع الرقص من تجلياته الشعبية المتنوعة إلى أكثر تعبيراته نخبوية. وفى معظم الأحيان، يكون لكل رقصة، وليس لكل نوع من الرقص فقط، سياقها الذى ظهرت فيه، ودلالتها الاجتماعية، ومنطقها الجمالي. ولذلك يؤكد بوستر دورة “كان” الجديدة يُعلَّموننا أن الفنون مرتبطة ببعضها، بما فيها الرقص. وهذا احتفاء بفن يُبتذل أحد أشكاله “الرقص البلدي” فى بلادنا من خلال تحويله إلى تجارة رخيصة تقوم على إثارة الغرائز، بدلاً من إثارة البهجة، وتجاهل أبعاده الاجتماعية والجهل بالسياق التاريخى لتطوره فى غياب دراسات علمية رصينة عن علاقته بتطورات المجتمع من نوع ما كتبه الراحل الكبير د. إدوارد سعيد عام 1990 عن الفنانة القديرة تحية كاريوكا. ولذلك فعندما يدرك قطاع واسع من المجتمع معنى الرقص فى حياتنا، وأهميته، ستكون هذه إحدى العلامات الدالة على شفاء عقولنا وقلوبنا. 

صحيفة : الأهرام

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرقص فى حياتنا الرقص فى حياتنا



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 16:09 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

حلم السفر والدراسة يسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 14:05 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الأسد الخميس 29-10-2020

GMT 17:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 14:23 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الخميس 29-10-2020

GMT 07:56 2014 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

انتخاب أبو زيد رئيسة لـ"الاشتراكي" في "النواب"

GMT 11:46 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بعض مناطق النجم العملاق المشتعل أكثر سخونة من مناطق أخرى
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia