المفتى بطيخ يربك المسلمين

المفتى بطيخ يربك المسلمين؟

المفتى بطيخ يربك المسلمين؟

 تونس اليوم -

المفتى بطيخ يربك المسلمين

بقلم : مكرم محمد أحمد

منذ أن أطلق الرئيس التونسى مبادرته حول المساواة بين المرأة والرجل فى الميراث، وحق المرأة التونسية المسلمة فى الزواج من أجنبى ، والعالم الإسلامى يفور بجدل واسع حول هاتين القضيتين خاصة بعد أن أعلن الأزهر الشريف على لسان شيخه الأكبر الإمام «أحمد الطيب» أن النصوص القرآنية فى هاتين القضيتين، واضحة قطعية الثبوت وقطعية الدلالة لا يجوز فيها الاجتهاد ، بما يفيد أن اجتهاد الرئيس التونسى خاطئ لأن مدلوله تجاوز نصا قرآنيا صريحا لا مجال فيه لأى تأويل .. بل وصل الأمر إلى حد أن قادة جماعة الإخوان فى المهجر التركى سارعوا بتكفير الرئيس التونسى فى حماقة بالغة، رغم وجود حزب النهضة الذى يمثل جماعة الإخوان فى تونس ضمن التحالف الحاكم الذى يقوده الرئيس «السبسي»!

وفى تونس يحتدم النقاش الآن بين المؤسسات الدينية الرسمية ديوان الإفتاء والمجلس الأعلى وعلماء جامع الزيتونة، وبين الأحزاب السياسية وجمعيات المجتمع المدنى ومنظمات المرأة حول من له حق القول الفصل فى هذه القضية؟ ، الرئيس التونسى الذى لا يملك شرعية أن يصدر حكماً قاطعاً فى نص قرآنى لا مجال فيه للاجتهاد أم ديوان الإفتاء الذى يتولاه الشيخ «عثمان بطيخ» مفتى الديار التونسية الذى أصدر بيانا قبل أسبوع اعتبر فيه مبادرة الرئيس «السبسى» تدعيما لمكانة المرأة وضمانا لتنفيذ مبدأ المساواة بين المرأة والرجل الذى نادى به الدين الحنيف فى قوله تعالى(( ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف)).

لكن مشكلة المفتى «عثمان بطيخ» أنه كان قد أعلن قبل عام وفى يونيو عام 2016 على وجه التحديد أنه لا يجوز شرعاً المساواة فى الإرث بين المرأة والرجل ، حدث ذلك أمام إحدى لجان البرلمان التونسى التى كانت تناقش «منابات التخصيص فى الميراث».. ، وما يثير الدهشة أن المفتى «بطيخ» أكد أمام اللجنة البرلمانية أن النص واضح وشرعى ومحكم لا يجوز الاجتهاد فيه! كما أوصى اللجنة البرلمانية بعدم الخوض كثيرا فى هذه القضية لأنه يعطى للمتطرفين ذريعة اتهام تونس بالخروج على الشرع الحنيف!، ثم جاء بيان علماء جامع الزيتونة أكبر مرجعية دينية فى تونس الذى رفض رؤى رئيس الجمهورية واعتبرها مخالفة للشرع والدستور والقانون وتعاليم الدين الإسلامى ليضع الرئيس التونسى فى موقف بالغ الحرج، ويضع الشيخ «بطيخ» مفتى الديار التونسية فى موقف أشد حرجا!

ويزيد من تعقيد الصورة فى تونس ، ظهور فريق ثالث تحت اسم جمعية «الوعاظ والمؤدين» ترى أن المواريث فى الإسلام لم تقم على أساس الذكورة أو الأنوثة وإنما على ثلاثة مبادئ ، أولها درجة القرابة بين الوارث وصاحب الإرث ذكراً كان أو أنثى ، وثانيها موقع الجيل الوارث من التتابع الزمنى للأجيال ، فالأجيال التى تستقبل الحياة نصيبها أكبر فى الميراث من الأجيال الأكبر سنا ، أما العامل الثالث فيتعلق بالعبء المالى الذى يوجبه الشرع على الوارث ، بما يمكن المرأة من أن ترث مثل الرجل وربما أكثر منه فى حالات بعينها!

ويبقى من هذه القضية التى أثارت جدلاً واسعاً فى العالم الإسلامى لم ينقطع حتى الآن سؤالان مهمان ، أولهما ما هو مصير الرئيس «السبسى» الذى أطلق مبادرة تخالف نصا قرآنيا قطعى الثبوت والدلالة لا يحتمل التأويل أو الاجتهاد ؟! وثانيهما ما هو مصير المفتى «بطيخ» الذى أفتى بالشيء ونقيضه فى قضية واحدة وفى غضون فترة زمنية لم تتجاوز العام؟!

أليس ذلك شيئاً مربكاً للمسلمين؟!

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المفتى بطيخ يربك المسلمين المفتى بطيخ يربك المسلمين



GMT 08:43 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

ترامب فى آخر طبعة تغيير جذرى فى المواقف!

GMT 09:11 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أمريكا تدعم حفتر فى حربه على الإرهاب

GMT 08:27 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أمريكا تُعزز وجودها العسكرى

GMT 07:30 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

هل يحارب أردوغان قبرص؟

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 16:09 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

حلم السفر والدراسة يسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 14:05 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الأسد الخميس 29-10-2020

GMT 17:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 14:23 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الخميس 29-10-2020

GMT 07:56 2014 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

انتخاب أبو زيد رئيسة لـ"الاشتراكي" في "النواب"

GMT 11:46 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بعض مناطق النجم العملاق المشتعل أكثر سخونة من مناطق أخرى

GMT 01:18 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

رفع "المصحف" في نبروه يُطيح بوكيلة مدرسة من منصبها

GMT 10:01 2021 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

"فيسبوك" توسع نطاق مكافحة المعلومات المضللة

GMT 01:20 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

"خريف البلد الكبير"رواية جديدة للإعلامي محمود الورواري
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia