أخطاء جماعة كان لها مُلك مصر

أخطاء جماعة كان لها مُلك مصر

أخطاء جماعة كان لها مُلك مصر

 تونس اليوم -

أخطاء جماعة كان لها مُلك مصر

بقلم : معتز بالله عبد الفتاح

الإخوان يجعلون أغلب المصريين يزدادون التفافاً حول مؤسسات الدولة وقياداتها. أتذكر أننى تخيلت حواراً مع الدكتور مرسى، رداً على سؤال إخوانى سابق: هل كانت مؤامرة على الرجل أم من أخطائه؟ قلت له: المؤامرة هى السياسة والسياسة هى المؤامرة. هل حين تلعب الشطرنج وتحسب حسبة خطأ يترتب عليها أن يضيع منك الحصان، هل هذا فى قاموسك السياسى مؤامرة؟ لو أخطاؤك التى يستغلها الآخرون مؤامرة: إذن هى مؤامرة؟ الدكتور مرسى ومن كانوا يشيرون عليه داخل «الاتحادية» أو فى «المقطم» مسئولون عن ثمانين بالمائة من هذه المؤامرة. دعنا نتخيل حواراً افتراضياً مع الدكتور مرسى، ونسأله بعد أن تكشفت له المؤامرة التى حيكت ضده: ماذا كان يمكن أن يفعل كى يتجنّبها؟ ولنتخيل الحوار.

مُعمع: مساء الخير فخامة الرئيس؟ الدكتور مرسى: مساء الخير؟ مُعمع: هل كان من الممكن أن يؤدى تحريك بعض قطع الشطرنج السياسى المتاحة لكم على نحو مختلف إلى نتيجة مختلفة؟ الدكتور مرسى: أما الشطرنج فهو لعبة لها تاريخ طويل، وهى فى القلب.. معمع: يا دكتور مرسى، وحياة الأخوة بلاش الإجابات التى تفقع المرارة دى، علشان أنا أصلاً هاتشل منك من كم النصائح التى وصلتك من عشرات الناس وأنت كنت فى «السكحاية» ومكتب الإرشاد كان فى «البلالة»، لأن الأداء العظيم ده لا يليق إلا بزواج عبقرى بين سكحاية وبلالة على أعلى مستوى؛ فأرجوك جاوبنى بشكل مباشر علشان ظروفى الصحية. الدكتور مرسى: طيب علشان ظروفك هاقول لك إن أنا اعترفت من قبل ببعض الأخطاء، لكن حين أفكر الآن أكتشف أننى ما كان ينبغى أن أعترف بالأخطاء دون أن أعمل على تصحيحها. يعنى مثلاً كان من الأولى أن أفعل ما نصحنى به كثيرون بأن أدعو إلى نقاش موسّع حول الدستور قبل المبادرة بطرحه على الاستفتاء كجزء من وعدى الرئاسى الذى طرحته قبل الفوز فى الانتخابات، وبعد الفوز فى الانتخابات. هذا الحوار ما كان ليكلفنى الكثير، وكان سيُنجّى مصر من جدل كبير.

 كذلك أخطأت حين دعوت إلى مؤتمر حوار وطنى، وتوافقنا على عدة أمور ترتبط بخريطة طريق ومعها بعض مواد مرتبطة بتعيينات مجلس الشورى وبقانون مجلس النواب، لكننى لم أفعل ما ينبغى، كى يلتزم مجلس الشورى بما تم الاتفاق عليه فى الحوار الوطنى، وتركت للإخوة فى الحزب ومكتب الإرشاد كى يديروا هذا الملف بعيداً عنى، فبدا للناس أن هناك ازدواجية أثرت سلباً على مصداقيتى عند الإعلام والمعارضة التى كانت تتربّص بنا، لكننا أعطيناها الفرصة كاملة كى تأكل على حسابنا «عيش وحلاوة». كذلك، لقد تمسكت بحكومة الدكتور هشام قنديل، وأعلنت أن هذا سيكون حتى الانتخابات البرلمانية، وبما أن الانتخابات البرلمانية تأجلت على نحو غير محدّد فكان من الأولى أن نُغيّر الحكومة، وأن تكون هناك حكومة محايدة سياسياً أو ائتلافية.

 طبعاً كانت مسألة النائب العام شائكة، وكان من الأولى كذلك أن أبادر بأن أترك لمجلس القضاء الأعلى أن يختار النائب، تنفيذاً للدستور الجديد، لأننى كنت أعلم أن محكمة النقض كانت ستحكم بعزل النائب العام الذى قمت بتعيينه. وهناك مثلاً مسألة ذكر المؤامرات بشكل متكرر فى خطبى، رغماً عن أنها موجودة، جعلت من كان لا يحمل ضغينة تجاهى يسىء الظن بى. وكان الأولى أن أعمل على كشفها وتقديم أطرافها إلى المحاكمة دون أن أذكرها أنا حتى يظل رئيس الجمهورية بعيداً عن هذه المعارك السياسية الشخصية. وهناك كذلك عدم رفضى التام والحتمى لحصار بعض المؤسسات، مثل المحكمة الدستورية، ومدينة الإنتاج الإعلامى، حتى أعطى المثل والقدوة فى تطبيق القانون على الجميع. وربما كمان كان المفروض أن أقول لهم يقفلوا الكاميرات أثناء مناقشة قضية مهمة زى مياه النيل، علشان ممكن تكون فيه شوية مشاكل فى الموضوع ده لو إثيوبيا سمعتنا وإحنا بنفتى ونهرى كتير كده. وكمان كان المفروض أخلى حركة المحافظين على الأقل بعد 30 يونيو. وكان لازم أقلل من الارتجال فى الخطب شويتين وأدرس بعناية ما أقوله، ده أنا رئيس جمهورية برضه. مُعمع: أحبيبى يا ريس. أنا طول عمرى باقول عليك فاهم كل حاجة بس حظك وحش وقعت فى وسط ناس مش مقدرين قدراتك. وتفتكر يا ريس الناس ظلمتك لما تعمل كل الغلطات دى وماتصلحهاش وهم يقولوا لك «ارحل»؟ لم يرد الريس، وانتهى الحوار. وتستمر المؤامرة..

المصدر صحيفة الوطن

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أخطاء جماعة كان لها مُلك مصر أخطاء جماعة كان لها مُلك مصر



GMT 07:23 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 05:23 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 06:34 2017 السبت ,18 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 05:38 2017 الخميس ,16 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 06:07 2017 الثلاثاء ,14 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

GMT 17:36 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الهلال السعودي يخوض خمس مواجهات تجريبية

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 06:35 2016 الإثنين ,24 تشرين الأول / أكتوبر

"الغذاء والدواء" تضبط 250 تنكة زيت زيتون مغشوش في الأردن

GMT 10:25 2021 الأحد ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صيحات فزع بسبب أزمة الأدوية المفقودة في تونس

GMT 04:45 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

ارفعوا أياديكم عن محمد صلاح
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia