نصائح للوزراء الجدد

نصائح للوزراء الجدد

نصائح للوزراء الجدد

 تونس اليوم -

نصائح للوزراء الجدد

بقلم : معتز بالله عبد الفتاح

عندى أمل أن يكون التعديل الوزارى الحالى فاتحة خير على مصر، وعندى سبب موضوعى ألا وهو أن كل الأجهزة المعنية أخذت وقتها فى التقييم والتقويم والتحرى والانتقاء.. إذن قولوا يا رب.. ولكن على الوزراء الجدد أن يأخذوا فى اعتبارهم عدة اعتبارات:

أولاً: كونوا رؤية قبل الاسترخاء على مكاتبكم وقبل الظهور فى الإعلام: كل وزير مطالب أن يجيب عن عدة أسئلة من قبيل: أين وإلى ومتى وكيف وبأى تكلفة والأهم لماذا؟

الانتقال من النقطة «أ» إلى النقطة «ب» تقتضى أن يكون لدى المسئول رؤية بشأن ما الذى ينبغى ألا نفعله وما الذى يمكن لنا فعله، هذه الرؤية حتى وإن لم تكن متكاملة تماماً لكنها لا بد أن تكون فى عقل الوزير قبل أن يجد نفسه فى مكتبه محبوساً ومقيداً بالقرارات والقوانين والتعليمات واللوائح. هل يضع الوزير الرؤية بمفرده؟ الإجابة بالنفى، الوزير بحاجة لأن يجتمع مع عدد من المتخصصين وأصحاب النجاحات كى يفصح لهم عما يعتقده، وأن يسمع منهم وجهة نظرهم ثم عليه أن يضع كل هذا موضع خطة العمل القابلة للتطبيق. قبل الوصول إلى خطة العمل، فمن الأفضل للوزير ألا يظهر فى أجهزة الإعلام أو أن يترك نفسه للجهاز الإدارى الذى هو يميل عادة للدفاع عن الوضع الراهن وتحميل الجهات والمؤسسات الأخرى مسئولية أى أخطاء أو تقصير.

ثانياً: لا بد للرؤية السياسية أن تكون معلنة عكس الرؤى فى مجال المنافسة السوقية أو بين الشركات التى تميل إلى سرية خططها خوفاً من سرقة الأفكار.. الوزير، ككل سياسى، له وظيفتان: اتخاذ قرارات، والكلام مع الناس لإقناعهم بسلامة هذه القرارات وحاجته لمشاركتهم فى تنفيذه. المواطنون إما يكونون شركاء فى نجاح الوزير أو أن يكونوا عقبات تؤدى إلى الفشل. والفيصل فى هذا الأمر هو مدى اقتناع أغلبية الناس برؤية الوزير والوزارة وكيفية تعبئة الموارد البشرية والمالية لتغطية تكلفة نجاح القرارات، الوزير مطالب بأن يكتسب مهارات مخاطبة الناس سواء فى وزارته أو الرأى العام. وهى فى الأصل موهبة، ولكن أمكن إخضاع المواهب لبرامج تدريبية تحولها إلى مهارات يمكن اكتسابها.

ثالثاً: لا يخشى الوزير من النقد حتى لو كان غير بناء ومن التجريح حتى لو طال أخص خصوصياته، فقد تصدق ببعض من عرضه للصالح العام. وفى النهاية المصريون أذكى من أن ينجرفوا وراء محاولات التشويه والاغتيال المعنوى، وصاحب الرؤية المتكاملة والفكر الناضج والقدرة على التواصل سينجح أياً ما كانت العقبات فى طريقه، وعلى الوزير وفريق عمله ألا يعطوا شرعية مفتعلة لصحفيين وإعلاميين يريدون جر الوزير إلى مساحة النكاية السياسية؛ فلا بد من انتقاء من يرد عليهم ومن لا يستحقون عناء الرد، ولا بد أن يفرق بين النقد البناء ويتجاوب معه والاغتيال المعنوى وألا يعطيه وزناً.

ربنا يوفق الوزارة الجديدة ونسأل الله لها التوفيق والسداد.

المصدر: الوطن

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نصائح للوزراء الجدد نصائح للوزراء الجدد



GMT 07:23 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 05:23 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 06:34 2017 السبت ,18 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 06:07 2017 الثلاثاء ,14 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

GMT 05:31 2017 الأحد ,12 شباط / فبراير

ملاحظات على مباراة

GMT 17:17 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 18:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 11:04 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

الخطوط التونسية تعلن عن برمجة رحلتين إضافيتين إلى لندن

GMT 11:01 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

فوائد الروزماري الطبية والجمالية

GMT 16:25 2021 الثلاثاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

قانون المالية التعديلي في تونس يؤكد وجود عجز بـ9،7 مليار دينار

GMT 17:34 2021 الخميس ,01 إبريل / نيسان

وطنُ الصَفْحِ والمصالحةِ والمصافحة

GMT 17:54 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

انخفاض في درجات الحرارة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia