النظارة المصرية النظارة السعودية

النظارة المصرية... النظارة السعودية

النظارة المصرية... النظارة السعودية

 تونس اليوم -

النظارة المصرية النظارة السعودية

بقلم : معتز بالله عبد الفتاح

من ضمن المناهج التى تستخدم فى تحليل العلاقات الإنسانية على مستوى الأفراد أو الجماعات أو الدول منهج التواصل، الذى نسميه فى العلوم السياسية والعلاقات الدولية «التواصل السياسى».

يقول أنصار هذا المنهج إن كثيراً من توترات الحياة السياسية داخلياً وخارجياً تنشأ عن غياب أو ضعف أو تشوه التواصل بين الفاعلين المختلفين.

مصر والسعودية الآن فى حالة مشابهة تعبر عن حالة من «الخلل الدبلوماسى» التى هى الآلية الأهم فى التواصل بين الدول.

طيب تعالوا نكسر حالة ضعف التواصل بأن أرتدى «نظارة الإدارة السعودية» للطريقة التى ترى بها علاقاتها مع مصر.

أولاً، ترى المملكة أن الإعلام المصرى سواء التقليدى أو السوشيال ميديا يهاجم المملكة السعودية والمدرسة الوهابية، بل والملك سلمان نفسه كأنه بتوجيه أو برضا أو موافقة أو قبول الإدارة المصرية...

هل هذا صحيح؟

وبسرعة وقبل أن أنتقل من هذه النقطة، لو ارتديت «نظارة الإدارة المصرية» فسأجد أن الإدارة المصرية ليست مسيطرة تماماً على الإعلام بدليل ما اشتكى منه رئيس الدولة نفسه من أن الإعلام كثيراً ما يبالغ، وينقل أخباراً غير صحيحة ويعكر صفو علاقاتنا بدول أخرى، بل إن الإعلام يهاجم الإدارة المصرية فى كثير من الأحيان. وهو ما يبدو أكثر وضوحاً فى وسائل «التباعد» الاجتماعى التى يتفنن فيها البعض فى تشويه الحقائق.

ثانياً، لو ارتدينا «نظارة الإدارة السعودية»، لنرى كيف يرون موضوع الجزيرتين، فستكون النتيجة أن الحكومة المصرية لا تريد ذلك بدليلين: أن الحكومة المصرية تأخرت 8 شهور فى إرسال الاتفاقية إلى البرلمان.. وثانياً، أن الإدارة المصرية أوعزت للقضاء الإدارى بالحكم ببطلان الاتفاقية.

لو ارتدينا «نظارة الإدارة المصرية»، فسنجد أن الأمر مختلف تماماً. أولاً رد الفعل الشعبى على الاتفاقية جاء على غير ما توقعت الإدارتان ويجزم كثير من المسئولين والعسكريين المصريين بأنهما تاريخياً كانتا يتعاملان مع الجزيرتين على أنهما تحت الإدارة وليست السيادة المصرية وظنوا أن هذه مسألة واضحة بالضرورة عند القطاع الأوسع من الجماهير، كما أنه كان من المهم التنسيق مع الأمم المتحدة وأمريكا وإسرائيل، لأن هذه الإدارة ورثت معاهدة سلام مع إسرائيل فيها تفاصيل تتعلق بالجزيرتين وحق الملاحة فى خليج العقبة.

ثالثاً، الموقف من سوريا: «نظارة الإدارة السعودية» تكشف عن موقف مضمونه «تحيا سوريا.. يسقط الأسد» ولها ما يبرر موقفها من أن نظام بشار الأسد يشكل رأس حربة لإيران فى شمال غربى المملكة، فضلاً عن إهانته للأسرة السعودية، وللملك عبدالله شخصياً.. وحين صوتت مصر لصالح المشروعين الفرنسى والروسى بدون تنسيق كاف مع المملكة، اعتبرت المملكة أن مصر تخلت عن التزامها العربى المتفق عليه وباتت تتبنى الموقف الروسى الذى هو الموقف الإيرانى الذى هو موقف بشار.

«نظارة الإدارة المصرية» تقول إن القضية ليست «بشار» أو نظامه الحاكم وإنما القضية أن خبرة الصومال والعراق وليبيا تشير إلى أن انهيار سلطة الحاكم المركزية فى منطقتنا، مهما كانت تحفظاتنا على الحاكم، يترتب عليها تفكك الدولة إلى ميليشيات عسكرية وتحلل المجتمع إلى فرق وطوائف، وتنتهى الدولة بلا رجعة فى المستقبل المنظور.

مصر تريد للسلطة المركزية أن تظل قائمة، حتى ولو لفترة انتقالية مؤقتة حتى لا تنهار سوريا إلى الأبد.

رابعاً، الموقف فى اليمن: من نظارة «الإدارة السعودية» المملكة تعاملت مع قول الرئيس «مسافة السكة» على أن مصر مستعدة لإرسال قوات إلى أى مناطق تهديد لدول الخليج وجاء التهديد من الكماشة الإيرانية التى أطبقت على شمال المملكة وكادت أن تفعلها فى جنوبها، فبدا لها أن مصر لم تف بالتزامها تجاهها.

نظارة الإدارة المصرية تشير إلى أن مصر فعلت ما باستطاعتها بإشراك قوات بحرية ولكن إرسال جنود فى المستنقع اليمنى، بالذات بعد التجربة البائسة التى كلفت الأمة العربية الكثير فى 1967، تجعل وكأن الإدارة المصرية لا تتعلم من التاريخ لا سيما أن الأوضاع الآن أسوأ بحكم أن مصر محاطة بميليشيات من كل الجهات، فضلاً عن أن تكلفة الحرب عالية جداً، بتقدير الإكونومست حالياً 300 مليون دولار يومياً. الإدارة المصرية تقول: «إذا أردت أن تطاع، فأمر بما يستطاع».

هذه قضايا أربع، وغيرها مقبل.

المصدر : صحيفة الوطن

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النظارة المصرية النظارة السعودية النظارة المصرية النظارة السعودية



GMT 07:23 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 05:23 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 06:34 2017 السبت ,18 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 05:38 2017 الخميس ,16 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 06:07 2017 الثلاثاء ,14 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

GMT 17:17 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 18:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 11:04 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

الخطوط التونسية تعلن عن برمجة رحلتين إضافيتين إلى لندن

GMT 11:01 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

فوائد الروزماري الطبية والجمالية

GMT 16:25 2021 الثلاثاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

قانون المالية التعديلي في تونس يؤكد وجود عجز بـ9،7 مليار دينار

GMT 17:34 2021 الخميس ,01 إبريل / نيسان

وطنُ الصَفْحِ والمصالحةِ والمصافحة

GMT 17:54 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

انخفاض في درجات الحرارة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia