إيران تتذكر الخميني كما تتذكر الصين ماو تسي تونغ

إيران تتذكر الخميني كما تتذكر الصين ماو تسي تونغ

إيران تتذكر الخميني كما تتذكر الصين ماو تسي تونغ

 تونس اليوم -

إيران تتذكر الخميني كما تتذكر الصين ماو تسي تونغ

بقلم - هدى الحسيني

في الأول من فبراير (شباط) 1979، عاد آية الله روح الله الخميني من فرنسا بعد 14 عاماً في المنفى، ليصبح أول مرشد أعلى لجمهورية إيران الإسلامية.
في الأول من هذا الشهر انطلقت صفارات الإنذار وزمامير السيارات في الساعة 9.33 صباحاً، وهي اللحظة التي حطت فيها طائرة الخميني في مطار طهران الدولي قبل 40 عاماً، حيث كانت أول عبارة نطق بها آنذاك: «لا شيء»، رداً على سؤال قبطان طائرة «إير فرانس» عن شعوره وقدماه تطآن أرض بلاده. بعد عشرة أيام من وصوله (يسمونها في إيران عشرة أيام من الفجر)، سقطت حكومة الشاه ليتم الإعلان عن قيام الجمهورية في الأول من أبريل (نيسان).
لكن مئات الآلاف الذين استقبلوا الخميني لم يكونوا على دراية بأنه يخطط لإقامة حكم ديني متسلط. في ذلك الوقت كانوا يريدون التخلص من الشاه من دون معرفة ما يحمل الخميني في جعبته. لاحقاً صار كل ما يقوله قانوناً، وأصبح أكثر من آية الله العظمى، صار يُعرف بالإمام (تردد أن من أطلق عليه هذا اللقب كان ياسر عرفات الزعيم الفلسطيني الراحل. مقابل ذلك كان يعتقد عرفات أن الخميني سيجعل من سفارة إسرائيل في طهران سفارة لفلسطين، لكن كل ما أعطاه الخميني أن سمح لعرفات وآخرين من المسؤولين الفلسطينيين بالتقاط صورة لهم على شرفة السفارة، وبعد ذلك أغلقت سفارة إسرائيل حتى الآن).
في التقليد الشيعي الأئمة قلة، هناك فقط 12 إماماً. وبإطلاق هذا اللقب على الخميني أصبح إمام الثورة وإمام الجمهورية الإسلامية، وقضى تقريباً على كل من يعرف ماضيه حتى أقرب المقربين إليه؛ أبرزهم صادق قطب زاده الذي كان يعتبر نفسه الابن الروحي للخميني، وهو من أدار له شبكة في الداخل لإيصال تسجيلاته التحريضية.
لا يزال الإيرانيون يوقرون الخميني بسبب شخصيته القوية، حتى الذين يكرهون النظام الذي أوجده، يقدمون «تمتمات شفهية بمدحه»، تماماً كما يتذكر الشيوعيون الصينيون ماو تسي تونغ.
هذا العام أمام ضريحه، صب آية الله أحمد جنتي رئيس مجلس الخبراء الإيراني المؤثر «لعناته على الأفكار الخاطئة التي لا تصدق أن قوة أميركا تتراجع، ويجب ألا نخاف منها».
في اليوم نفسه حمّل حسن روحاني الرئيس الإيراني، أميركا، مسؤولية الوضع الاقتصادي المنهار؛ لم يشر إلى الفساد وإلى سوء الإدارة، وإلى تكلفة التدخل الإيراني في كل دول الشرق الأوسط لزعزعتها، أو إلى المبالغ التي تصرف على ترسانة الصواريخ التي تعتقد إيران أنها تجعلها المهيمن الأول على المنطقة. طلب روحاني من الناس أن يقاوموا ويضحوا ليساعدوا بلادهم على هزيمة الولايات المتحدة!
وفي حين تستمر مظاهرات الفقراء والجائعين والعاطلين عن العمل في إيران، أعلنت إيران يوم السبت الماضي أنها نجحت في إطلاق صاروخ كروز لمدى يزيد عن 1200 كلم قادر على الوصول إلى إسرائيل وبعض الدول الأوروبية.
سألت مسؤولاً أميركياً كبيراً عن إمكانية الحرب مع إيران؟
قال إن ذلك يعتمد عليهم، وعما إذا كانوا سيقتربون من إحدى سفننا في الخليج، لكنهم حاذقون. لن يجرؤوا حتى على محاولة جس النبض. وكأسلوب «حزب الله» القائل: «إذا ما اعتدت إسرائيل على لبنان، سنرد»، قال وزير الدفاع الإيراني: «سوف تستجيب الأمة بشكل حاسم لأي نوع من التهديد وعلى المستوى نفسه».
واحتفالاً بالذكرى الأربعين للثورة، قال علي شمخاني سكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني، أن «حماس» و«حزب الله» مستعدان لأن يفتحا أبواب الجحيم على الدولة اليهودية. وأضاف: «تم حفر مئات الكيلومترات من الأنفاق تحت أقدام الإسرائيليين. ولدى قوات المقاومة في غزة ولبنان صواريخ بدقة عالية ومستعدة للرد على أي سلوك إسرائيلي أحمق». لم يذكر شمخاني سوريا حيث تتعرض القوات والقواعد الإيرانية لضربات تدميرية إسرائيلية. أما أنفاق «حزب الله» التي دمرتها إسرائيل، والتي قال أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله أن المفاجأة هي أن إسرائيل لم تكتشف هذه الأنفاق إلى الآن، فقد ندد الكثير من الإيرانيين باستخفاف نصر الله بالأمر، لأن هذه الأنفاق كلفت أموالاً إيرانية هم أولى بها!
كان لا بد من تحمية الاستعدادات للاحتفال بالذكرى الأربعين للثورة. ولم يتأخر حسن عباسي أحد أبرز منظري قوات «الحرس الثوري الإيراني» في الإعلان في 28 من الشهر الفائت، عن أن إيران تخطط لتحويل البيت الأبيض إلى حسينية شيعية، وأن مراسم إحياء كربلاء ستقام في حسينية البيت الأبيض عام 2065! وقال عباسي إن رؤية إيران لذلك العام تتضمن الاحتفال بمولد الإمام المهدي يوم 15 من شعبان من عام 2065 في مقر الحكومة البريطانية «في باكينغهام بالعاصمة لندن». (مجرد تذكير للسيد عباسي فإن باكينغهام قصر العائلة المالكة). كما أنه وعد بإحياء ليالي القدر في شهر رمضان في قصر فرساي في العاصمة الفرنسية باريس. (أيضاً سيد عباسي فرساي في ضواحي باريس). ورأى عباسي أن لذلك دلائل وعلامات على طول عمر الثورة «لأن الأنبياء والأئمة لم تدم لهم تلك المدة»!
إن أجمل ما في هذا التوقيت هو أن الإيرانيين الذين يتطلعون إلى الحرية، يراقبون ويصلون للفنزويليين الذين يخاطرون بحياتهم من أجل الحرية. بينما النظام أعلن دعمه لنظام نيكولاس مادورو، وذلك لأسباب مهمة، إذ كان الرئيس الفنزويلي السابق هوغو تشافيز وقع اتفاقية تعاون استراتيجي سري مع الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد في 19 أكتوبر (تشرين الأول) 2010، بهدف بناء قاعدة صواريخ إيرانية ـ فنزويلية على أراضي فنزويلا، لتكوين خطر استراتيجي ضد الولايات المتحدة، كما كان الاتحاد السوفياتي يخطط لمثل ذلك في كوبا أوائل الستينيات. ودفعت إيران نقداً تكلفة المرحلة الأولى من المشروع عشرات الملايين من الدولارات. وحسب مصادر إيرانية داخلية، كان «الحرس الثوري الإيراني» أنشأ كذلك الكثير من الشركات «التغطية» متورطة في عمليات سرية كاكتشاف اليورانيوم.
وهناك أمر آخر، فقد تردد عن صفقة محتملة لنظام صواريخ ««S - 300 من روسيا إلى فنزويلا، وظنت إيران أنها تستطيع من خلال علاقتها بفنزويلا نشر هذه الصواريخ ضد «الشيطان الأكبر».
لطالما أشاد قادة إيران وفنزويلا بالعلاقة الاستراتيجية القوية بينهم، وأنهم متحدون في إنشاء «نظام عالمي جديد».
فهل سيكون مفاد هذه العلاقة: إما نعيش معاً أو نموت معاً؟

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران تتذكر الخميني كما تتذكر الصين ماو تسي تونغ إيران تتذكر الخميني كما تتذكر الصين ماو تسي تونغ



GMT 12:13 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

ماذا سيفعل العراقيون بعد اقتحام السفارة؟

GMT 12:10 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

أردوغان يعاني في بلاده

GMT 11:56 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

دبلوماسيّون: حراك مكثف على ساحة متأرجحة!

GMT 11:38 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الباجي وخطيئتا بورقيبة وبن علي

GMT 11:29 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الإمارات ملتقى الأمم

GMT 22:46 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

10 فوائد صحية مذهلة لشراب الكركديه

GMT 17:57 2021 الإثنين ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

مؤشرات التشغيل تؤكد ارتفاع نسبة البطالة في تونس

GMT 06:10 2016 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

مدرب منتخب تونس لليد يلغي التدريب الأول في القاهرة

GMT 06:12 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

إرتفاع العجز التجاري التونسي 13.7%

GMT 09:05 2013 الأحد ,26 أيار / مايو

قطة تختار مستشفى الفيوم لولادة صغارها

GMT 04:53 2013 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الاحتفال بإشهار "المتحف الوطني" في الأردن

GMT 03:54 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

تطوير السيارة الرياضية "بيك آب" لتفاجئ عشاقها

GMT 06:04 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ملكة إسبانيا أنيقة بالجمبسوت الأحمر

GMT 12:31 2021 الجمعة ,15 كانون الثاني / يناير

كيفية توافق البرج الفلكي لكل أم مع أبنائها

GMT 05:34 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منزلك أكثر تميّزًا مع الديكورات اليابانية العصرية المودرن

GMT 01:37 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

ميو ميو تطلق مجموعة إكسسوارات احتفالاً بالعام الجديد

GMT 10:49 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

التغييرات الجديدة في رزنامة العطل المدرسية في تونس

GMT 21:17 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

الصفاقسي التونسي يعلن إصابة عزمي غومة بفيروس كورونا

GMT 12:31 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

زلزال بقوة 3.3 درجات يضرب مدينتي المتلوي والرديف التونسيتين
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia