ثوابت إعلامنا الوطني

ثوابت إعلامنا الوطني

ثوابت إعلامنا الوطني

 تونس اليوم -

ثوابت إعلامنا الوطني

بقلم : منى بوسمرة

من المفيد دائماً مراجعة الذات والوقوف على المنجز، من أجل التصويب والابتكار والتجديد، في أي من شؤون الحياة، ومنها إعلامنا الوطني، وهذا هو الهدف من الدورات السنوية لمنتدى الإعلام الإماراتي الذي انعقدت أحدث جلساته أول من أمس، وشهدت نقاشاً مفيداً وموضوعياً من أجل التحسين والتطوير للانتقال إلى فضاءات العالمية، وتجاوز التأثير المحلي إلى الإقليمي والعالمي.

النقاش الذي دار، رغم تباين الآراء، كان صحياً وثرياً وحيوياً، وأثبت الحرص الجماعي على الارتقاء والتصحيح والتصويب، والدفع باتجاه منتج إعلامي يتمتع بالمواصفات المهنية والموضوعية، والانحياز لقضايا الوطن والأمة والإنسانية انسجاماً مع السياسة العامة للدولة. وكان اللافت أن القالب، الذي تم تنظيم المنتدى فيه لدورة العام الحالي، أسهم في تفعيل النقاش ومنحه الحيوية الضرورية، إذ ألغى الحواجز الرسمية وجعل الجميع يتحدث باعتباره مساهماً فعّالاً وشريكاً في المنتج الإعلامي، فكانت الجلسة الرئيسة منبراً للجميع للحديث بما هو مفيد حتى لو كان قاسياً في بعض الأحيان، كما هي الصراحة حاضرة في مجالسنا حتى لو كانت حادة، ما دام الهدف هو مصلحة الوطن والمواطن.

والإعلام صدره رحب، وهو مثلما يرغب في ممارسة دوره الرقابي وتوجيه النقد للضرورة الوطنية والإضاءة على السلبيات وتعظيم الإنجازات، فهو يتقبل النقد أيضاً الذي يبتعد عن الموضوعية في بعض الأحيان، لأننا أصحاب كلمة، فثلما نحب أن يعلو صوتنا بما نؤمن أنه حقيقة، فعلينا أن نحسن الاستماع، لأننا إيجابيون منسجمون مع الأهداف الوطنية، لا نحتكر الرأي أو نصادر رأي الآخرين. فتعدد الآراء أمر صحي، ونتائجه إيجابية، ولكن الثوابت الوطنية التي تحكم مسيرة إعلامنا لن نحيد عنها، وأولها ما قاله محمد بن راشد ومحمد بن زايد في لقاءين قبل أيام مع الإعلاميين، حين أكدا معنى واحداً، هو أن مهمة الإعلام ومسؤوليته في حسن توظيف الكلمة ليكون تأثيرها إيجابياً، باعتبار ذلك واجباً وأمانة.

المحدد الثاني هو صفة الشريك التي منحها محمد بن راشد ومحمد بن زايد للإعلام، فهو شريك في مسيرة البناء والتطور والنهضة، وفي مواجهة التطرف والتصدي لخطاب الكراهية، وفي طرح الحلول للتحديات، وفي بناء العقول والانفتاح على المستقبل، وفي غرس قيم التسامح والتعايش والإبداع والابتكار.

الرصد سهل وبسيط، لمتابعة دور الإعلام ومسؤولياته والتزامه بالمحددات، واتهام الإعلام من البعض بالتقصير أو النفاق أو المجاملة يجافي الحقيقة، ويبتعد عن الموضوعية، والحكم الموضوعي يستطيع أن يرصد بسهولة نزاهة غايات الإعلام وانحيازه للمصلحة العامة، والتزامه بالخطاب المتوازن والمنفتح في مواجهة الفكر المضلل والتطرف والكراهية، وتعظيمه للإنجازات، وكشف الاختلالات والسلبيات من غير مجاملة، والوقوف حارساً على فكر الأمة وأهدافها وطموحاتها.

نحن ندرك أننا في مهنة المتاعب، ليس بحثاً عن الحقيقة فقط، بل في أداء الدور الوطني في المشاركة بالتصدي للتحديات، إذ ندرك أيضاً تعاظم دور الإعلام بارتفاع منحى تلك التحديات، وندرك معنى ما قاله محمد بن راشد ومحمد بن زايد بمسؤولية الإعلام في تعزيز قدرة الوطن والمنطقة على التعاطي بشكل إيجابي مع التحديات بحس وطني يعلي من المصلحة العليا للوطن ويضعها في مقدمة الأولويات، وهو ما يحرص الإعلام الوطني عليه بحيث لا يقل دوره عن دور أي قطاع آخر في مسيرة الوطن. نجزم بثقة أن الإعلام الوطني إعلام أمين، وهو هدف سعى المنتدى لتأكيده وتعزيزه، ودعم هذا الاتجاه بجملة من الآراء، لكن من غير المفيد في هذا التوقيت تحديداً محاولة البعض النيل من أداء الإعلام الوطني، لأن ذلك تشويه ربما يصل إلى حد التضليل الصريح والتقليل من جهد جماعي يصطف فيه الجميع في معارك الحق والإنسانية والإغاثة التي تخوضها الإمارات.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثوابت إعلامنا الوطني ثوابت إعلامنا الوطني



GMT 12:13 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

ماذا سيفعل العراقيون بعد اقتحام السفارة؟

GMT 12:10 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

أردوغان يعاني في بلاده

GMT 11:56 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

دبلوماسيّون: حراك مكثف على ساحة متأرجحة!

GMT 11:38 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الباجي وخطيئتا بورقيبة وبن علي

GMT 11:29 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الإمارات ملتقى الأمم

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:44 2016 الثلاثاء ,19 تموز / يوليو

فوائد المستكة

GMT 03:16 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

قائمة بـ10 أحجار كريمة تجلب الحظ السعيد

GMT 03:38 2016 الإثنين ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

حيل سهلة لتغيير إطلالة الشّعر من دون قصه

GMT 02:47 2015 الخميس ,16 تموز / يوليو

اختتام بطولة شجع فريقك في نادي مسقط

GMT 01:01 2021 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

ميرهان حسين تعلق على تشبيهها بكيم كارداشيان

GMT 03:36 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

علامة تحذير خطيرة في البول لمرض السكري النوع 2

GMT 13:50 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

منافس جديد آخر لهواتف سامسونغ من Xiaomi

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 20:31 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

5 أسباب شائعة لألم الصدر أثناء ممارسة تمرين الجرى

GMT 21:34 2014 الجمعة ,19 كانون الأول / ديسمبر

الألوان المطفأة أحدث صيحات التجميل في شتاء 2015

GMT 16:02 2016 السبت ,09 إبريل / نيسان

أفضل 7 مطاعم ومطابخ متنوعة من جدة

GMT 16:40 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

سيارة جديدة من رينو بمفهوم "غريب" للأبواب
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia