مؤرخ الثورة الأول

مؤرخ الثورة الأول

مؤرخ الثورة الأول

 تونس اليوم -

مؤرخ الثورة الأول

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

غيرت ثورة 1919 مسار صحفى ومحام شارك بدور أساسى فيها إلى عمل صار مشروعاً كبيراً وضع الأساس الأول لمدرسة تاريخ مصر الحديث. كان محبو كتابة التاريخ مولعين بقديمه ووسيطه فى مصر، (التاريخان الفرعونى والإسلامي)، قبل أن يقدم عبد الرحمن الرافعى على إصدار أول كتاب عن تاريخ الحركة الوطنية وتطور نظام الحكم فى مصر، فى بداية سلسلة جمع فيها هذا التاريخ منذ عصر محمد علي.
 
ورغم أن ثورة 1919 هى التى ألهمته هذا الاتجاه، فقد جاء كتابه عنها (من جزءين) فى سياقه التاريخي، بعد أن كتب عصر إسماعيل، والثورة العرابية والاحتلال الإنجليزي، ومصطفى كامل باعث الحركة الوطنية، ومحمد فريد رمز الإخلاص والتضحية، ومصر والسودان فى أوائل عهد الاحتلال. ولذلك صدر كتابه عن ثورة 1919 متأخراً عام 1946.

ورغم ذلك، ظل هذا الكتاب مرجعاً أساسياً لدارسى تلك الثورة وقارئى تاريخها، وأحد أكثر كتبه تدقيقاً وتوثيقاً، إذ بذل جهداً واضحاً فى جمع أسماء شهدائها، وزار أقسام الشرطة والمستشفيات لهذا الغرض.

ولكنه لم يستطع التحرر من انتمائه السياسى إلى الحزب الوطني، وولعه بزعيميه مصطفى كامل، ومحمد فريد، ومبالغته فى تمجيد فضائلهما وإخفاء سلبياتهما بعكس ما كتبه عن سعد زغلول، وأحمد عرابي، مثلاً.

لكن كتابه عن ثورة 1919 لم يتأثر كثيراً بهذا الإنجاز، لأنه تحمس لها، وشارك فيها، وكان عضواً فى قيادة الجهاز السرى الذى أسسه عبد الرحمن فهمى بناء على طلب سعد زغلول. لكن الرافعى امتنع عن ذكر أى من المعلومات التى عرضها من خلال مشاركته فى عمل ذلك الجهاز، واعتبرها من الأسرار التى أقسم ألا يذيعها حين انضم إليه، رغم أن الكتاب صدر بعد وقت طويل.

ومن الطبيعى أن يحدث خلاف على تقييم موقفه ذاك بين من نظروا إليه من زاوية أخلاقية فقرظوه، ومن قيموه على أساس أهمية الوقائع التاريخية فانتقدوه. ولكن د. محمد أنيس تمكن من استكمال تلك الوقائع عندما اكتشف وثائق لجنة الوفد المركزية وحقق المراسلات بين سعد زغلول وعبد الرحمن فهمى فى كتاب أصدره عام 1963 عن مكتبة الأنجلو.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤرخ الثورة الأول مؤرخ الثورة الأول



GMT 12:13 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

ماذا سيفعل العراقيون بعد اقتحام السفارة؟

GMT 12:10 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

أردوغان يعاني في بلاده

GMT 11:56 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

دبلوماسيّون: حراك مكثف على ساحة متأرجحة!

GMT 11:38 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الباجي وخطيئتا بورقيبة وبن علي

GMT 11:29 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الإمارات ملتقى الأمم

GMT 17:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 20:47 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الأضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تواجهك عراقيل لكن الحظ حليفك وتتخطاها بالصبر

GMT 10:05 2019 الإثنين ,11 شباط / فبراير

أزياء Azzi & Osta خريف وشتاء 2016 - 2017

GMT 18:28 2019 السبت ,06 إبريل / نيسان

الكشف عن سبب غضب جوميز في لقاء "الحزم"

GMT 05:45 2015 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

الحارس عبدالله العنزي احتياطيًا في قمة "النصر" و"الأهلي"

GMT 19:23 2012 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

مبارك يغادر مستشفى سجن طرة إلى "المعادي العسكري"

GMT 04:13 2016 الإثنين ,24 تشرين الأول / أكتوبر

صباح فخري ينفي تقديمه سهرات طربية باستثناء بعض الإطلالات

GMT 01:05 2015 الثلاثاء ,11 آب / أغسطس

"أجمل ليالي عمري" اسم ألبوم رامي صبري الجديد

GMT 16:53 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

فوائد زيت الخروع للشعر والرموش والبشرة وكيفية استخدامه

GMT 14:54 2019 الجمعة ,01 آذار/ مارس

شباب بلوزداد يعاقب جمال الدين شتال

GMT 05:41 2017 الخميس ,29 حزيران / يونيو

إشبيلية يستعيد إيفر بانيجا من الإنتر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia