الجزائر على طريق النجاح

الجزائر على طريق النجاح

الجزائر على طريق النجاح

 تونس اليوم -

الجزائر على طريق النجاح

بقلم - عمرو الشوبكي

استجاب الرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة لمطالب شعبه وقرر عدم الترشح لانتخابات الرئاسة فى أعقاب مظاهرات شعبية واسعة تمسكت بدستور الدولة حين اعتبرت أنه خالف شروط الترشح.

وقد طالبت قوى المعارضة وتيار داخل الدولة (القضاء والإعلام) بتفعيل المادة 102 التى تنص على: «إذا استحال على رئيس الجمهوريّة أن يمارس مهامه بسبب مرض خطير ومزمن، يجتمع المجلس الدّستوريّ وجوبا، وبعد أن يتثبّت من حقيقة هذا المانع بكلّ الوسائل الملائمة، يقترح بالإجماع على البرلمان التّصريح بثبوت المانع».

واللافت والإيجابى أن معظم أطياف المعارضة الجزائرية تمسكت بالمسار الدستورى الحالى مهما كان رأيها فيه، وعملت على احترامه ونجحت من خلاله فى أن تجبر الرئيس على عدم الترشح التزاماً بالدستور، على خلاف الحراك السودانى الذى لم يخرج منه زعيم سياسى معارض واحد يضع خريطة طريق تضمن احترام الدستور بعدم ترشح البشير فى انتخابات العام المقبل، والتمسك بنظرية «تسقط بس» دون العمل على بناء أى بديل قابل للتحقيق على الأرض.

لقد تابعت أداء النخب الجزائرية التى ظهرت على قنوات عربية قريبة من دول لا تؤيد فكرة الثورات العربية (ومع ذلك قامت بعملها المهنى فى تغطية الأحداث على أكمل وجه، مثل قناتى العربية، والعربية الحدث، وسكاى نيوز عربية، وصحيفة الشرق الأوسط، وغيرها). تكلمت باحترام عن بوتفليقة، وقدرت تاريخه فى حرب التحرير الشعبية وفى وقف العنف والإرهاب، كما أن دخول القضاة على الخط ليس من زاوية معارضة النظام السياسى أو تأييده، إنما برفض انتهاك الدستور باعتبار أن الشروط التى نص عليها الدستور فى تنظيم انتخابات الرئاسة لا تنطبق على بوتفليقة.

كررت الانتفاضة الجزائرية بعض مشاهد ثورة 25 يناير فى مصر، فوجدنا نفس الشباب ينظف الميادين والشوارع، ورأينا مشاركة فئات محافظة وتقليدية من الشعب فى كلتا الانتفاضتين، وحالة الأمان والرقى والسلمية فى تعامل الناس مع المنشآت العامة وفى سلوكهم مع بعضهم البعض، ولم يخلُ الأمر من بعض المبالغات على كلا الجانبين، فقد ذكرت سياسية جزائرية أن عدد المشاركين فى الانتفاضة الجزائرية 19 مليون شخص، وهى أرقام تذكرنا أيضا بالحديث عن 20 مليون متظاهر فى 25 يناير و30 مليونا فى 30 يونيو. نجحت الجزائر فى الخطوة الأولى، وفرض الشعب على الرئيس عدم الترشح وتأجيل الانتخابات، وسيبقى التحدى الأكبر فى تقديم بديل سياسى وحزبى (لايزال ضعيفا حتى الآن) للنظام القائم، وستصبح أى مبالغات ثورية لتحميل الحراك الجزائرى أكبر من طاقته بالمطالبة بإسقاط كل شيء وإقصاء كل قديم، ستعيد تكرار سيناريوهات الفشل فى العالم العربى، فكل فراغ وفوضى وعنف ستملؤه المؤسسة العسكرية أو «الإخوان المسلمين».

الانتصار الكبير الذى تحقق بتنحى بوتفليقة سيفتح الطريق أمام بناء نظام سياسى جديد قائم على أحزاب قوية ومنظمات مجتمع أهلى حقيقية تستطيع أن تملأ أى فراغ بسبب ضعف أو انسحاب للسلطة الحالية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجزائر على طريق النجاح الجزائر على طريق النجاح



GMT 12:13 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

ماذا سيفعل العراقيون بعد اقتحام السفارة؟

GMT 12:10 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

أردوغان يعاني في بلاده

GMT 11:56 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

دبلوماسيّون: حراك مكثف على ساحة متأرجحة!

GMT 11:38 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الباجي وخطيئتا بورقيبة وبن علي

GMT 11:29 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الإمارات ملتقى الأمم

GMT 15:57 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

كيفية تنظيف "شكمان" السيارة في المنزل بطريقة سهلة

GMT 18:30 2017 السبت ,16 أيلول / سبتمبر

مطعم المرسة في الدنمارك الأطراف في العالم

GMT 09:08 2014 الإثنين ,03 آذار/ مارس

هطول أمطار على محافظة حقل في منطقة تبوك

GMT 16:24 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

منصة ألعاب مايكروسوفت المُقبلة "Xbox Series S"

GMT 08:36 2016 الأحد ,30 تشرين الأول / أكتوبر

في وداع "غزة"

GMT 17:34 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"ماركس وَسبنسر" تطلق تشكيلتها لخريف 2021 من ملابس النوم النسائية

GMT 12:39 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

هجوم كبير على لاعب الصفاقسي لسوء مستواه

GMT 08:41 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

رامي عيّاش يؤكّد أن بعض الممثّلين آدائهم هزيل أمام تيم حسن

GMT 04:17 2015 الإثنين ,26 كانون الثاني / يناير

رحيل ملك عظيم

GMT 10:41 2014 الجمعة ,21 آذار/ مارس

الحكومة تُسيطر على الإعلامِ في الأردن

GMT 08:21 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

رئيس "بني عبيد" يكشف مؤامرة اتحاد الكرة مع الزمالك
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia