فى معنى التدين المحافظ

فى معنى التدين المحافظ

فى معنى التدين المحافظ

 تونس اليوم -

فى معنى التدين المحافظ

بقلم : عمار علي حسن

لم يقف مصطلح «التدين المحافظ» وحيداً فى ميدان الأفكار والرؤى والسلوكيات والتصرفات النابعة من معرفة وإدراك وفهم البعض للأديان، بل أنتج على مدار التاريخ مفاهيم عديدة تعبّر فى مجملها عن فريق من المتدينين يعتقدون أن ما يقبضون عليه هو «الدين الأصلى» ويؤمنون بحتمية انتصارهم فى النهاية، وقد ينزلقون إلى ارتكاب عنف ضد السلطة والمجتمع. ومن أبرز هذه المفاهيم:

1- السلفية: وهى ليست مذهباً معرفاً به على غرار المذاهب الأربعة، وهى ليست جماعة قائمة مثل الإخوان المسلمين، بل هى مجموعة عامة من الأفكار ولها أتباعها فى كافة أرجاء العالم الإسلامى، وتدعو إلى العودة إلى النص الأصلى، وتستلهم الفترة الأولى فى تاريخ المسلمين. ومبدأ العودة إلى السلف الصالح عموماً هو صنيعة المؤرخين والعلماء بُغية إيجاد صورة مثالية عن زمن الخلافة الراشدة، تميز بينها وبين حقب زمنية تلتها وصمت بالفساد والاستبداد.

2- الأصولية: تحمل مجموعة متنوعة من الاتجاهات الفكرية المعتدلة والمتشددة، وتعدداً فى الخطابات السياسية التى توجه نقداً لاذعاً للفلسفات والأيديولوجيات والعلم، وتؤمن بحقيقة موضوعية ومطلقة، لكنها تزعم أن الفرد غير قادر على فهم تلك الحقيقة، وأن العقل الإنسانى قاصر عن اكتسابها. وترفع الأصولية شعارات من قبيل «الحاكمية لله» و«جاهلية المجتمع».

3 - التقليدية: ويحاول أتباعها أن يقلدوا تصورات وتصرفات الرعيل الإسلامى الأول، أو من أطلق عليه بعضهم «الجيل الفريد». ورغم أن هؤلاء لا ينكرون أن هناك فترات متقطعة جيدة فى التاريخ الإسلامى المديد إلا أنهم ينظرون إلى تاريخ ما بعد الخلافة الراشدة باعتباره فشلاً متواصلاً فى تحقيق النموذج الإسلامى فى الإدارة والحكم.

ولو وقف التقليديون عند حد الرغبة فى استعادة لحظة التوهج الأولى للإسلام، واستلهام نهج صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، ما كانت هناك مشكلة فى مسلكهم، لكنهم يتجمدون عند المذاهب الفقهية القديمة، ويبتعدون فى كثير من الأحيان عن جوهر الروح القرآنية، ويتعايشون، بل ويباركون أحياناً، أداء السلطة السياسية مهما كان حجم فسادها واستبدادها.

4- التطرف الدينى: وهو اتجاه دينى لا يُختزل فى حركة شعبية أو منظمة واحدة، وإنما يتوزع على جماعات وتنظيمات وحركات وخلايا متفاوتة الأحجام عدداً والقدرات عدة. والتطرف نتاج التمسك بأيديولوجيا متشددة وثورية تنطوى على أفكار وإجراءات تقود إلى العنف، وتجعل المتطرف متجهماً حيال مجتمعه، راغبا فى الانعزال والانفصال الشعورى عنه، وقد يرفض بعض المتطرفين الممارسة السياسية والتغيير عبر المؤسسات العلنية المدنية السلمية، ويسعون جاهدين إلى قلب الأوضاع الراهنة رأساً على عقب حتى يسقط المجتمع فى حجورهم وجحورهم.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى معنى التدين المحافظ فى معنى التدين المحافظ



GMT 00:05 2018 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

آفة أن يُحارَب الفساد باليسار ويُعان باليمين

GMT 06:32 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

الكتابة تحت حد السيف

GMT 05:12 2017 الجمعة ,15 أيلول / سبتمبر

سيادة «القومندان» عارف أبوالعُرِّيف

GMT 13:33 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

التعليم والتطرف والإرهاب العرض والمرض والعلاج

GMT 04:34 2017 الجمعة ,23 حزيران / يونيو

مصر من الثقافة المدنية إلى الحكم المدنى

GMT 03:58 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين ومفارقات حقوق الإنسان

GMT 13:30 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

7 طرق للتعامل مع طفلك عند تعرضه للعنف المدرسي

GMT 11:23 2020 الجمعة ,02 تشرين الأول / أكتوبر

5 أسباب تُشعل صراع الدّراما المصرية في رمضان عام 2021

GMT 18:02 2021 الثلاثاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

تكريم إلهام شاهين فيي مهرجان أيام قرطاج المسرحية في تونس

GMT 19:54 2016 الثلاثاء ,10 أيار / مايو

أحذية رياضية أساسية في خزانة كل رجل

GMT 05:42 2017 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

"ريكسوس" شرم الشيخ لشهر عسل رومانسي وهادئ

GMT 10:31 2021 الجمعة ,23 إبريل / نيسان

انقلاب شاحنة عسكرية بالعاصمة التونسية

GMT 10:45 2021 الخميس ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تتألق في إطلالات جريئة وجذابة

GMT 20:12 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

صحتك فى وصفة تخلص من الألم بالملح الإنجليزى

GMT 09:02 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

مجموعة افكار لغرف ترفيهيه وكيفية تصميمها في المنزل

GMT 07:32 2021 الجمعة ,04 حزيران / يونيو

أسباب فقدان تونس إشعاعها كوجهة سياحية عالمية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia