صفحة جديدة

صفحة جديدة

صفحة جديدة

 تونس اليوم -

صفحة جديدة

محمد سلماوي

ما من شك أن كل من انتخب المشير عبدالفتاح السيسى فعل ذلك أملاً فى أن تبدأ البلاد صفحة جديدة على كل المستويات، فقد سئمت الناس الأوضاع القائمة، ولا أحد يتصور أن يكون مجىء السيسى استمرارا لما هو قائم، بل من الضرورى أن يكون تغييرا شاملا ينهى حالة الفوضى التسيب القائمة منذ بداية الثورة، وحالة التردى التى أوجدها حكم الرئيس محمد مرسى، وذلك على كل المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية.
لكنى أتصور أن أكبر تغيير يتطلع إليه الناس هو المصالحة السياسية التى تمكننا من التركيز على عملية البناء التى تأخرت كثيرا، ففيما عدا من اختاروا العنف والإرهاب بديلا عن العمل السياسى، فليس هناك من مبرر لأن يصل الخلاف مع الآراء المعارضة الأخرى إلى نفس الأبعاد التى يصل إليها خلافنا مع الإرهاب.
لقد اختار أتباع الإرهاب أن يخرجوا أنفسهم من العملية السياسية فلجأوا للعنف والإرهاب، وقاطعوا الانتخابات، وكان هذا اختيارهم الذى لم يرغمهم عليه أحد، لكن المعارضين من الشباب والنشطاء السياسيين - مهما اتسم أداؤهم ببعض الشطط وبكثير من المراهقة السياسية - فالتعامل مهم يجب أن يختلف عن تعاملنا مع العنف والإرهاب، فالعنف والإرهاب جريمة تتصدى لها أجهزة الأمن، أما المعارضة السياسية مهما تجاوزت فلا يجب أن يكون تعاملنا معها عن طريق أجهزة الأمن، وإنما يجب أن يكون تعاملا سياسيا يتسم بالرشاد وبالحكمة.
لقد تخطى بعض النشطاء من الشباب حدود التعبير عن الرأى إلى خرق القانون، لكن تلك كانت طريقتهم فى التعبير عن رفضهم ذلك القانون، وهو قانون التظاهر الذى قد نتفق أو نختلف عليه، فهذا حقنا جميعاً، ولا شك أن التعبير عن رفضهم بهذا الشكل هو خروج على القانون، لكن أن يجد هؤلاء الشباب أنفسهم فى النهاية فى نفس الزنزانة مع الإرهابيين الذين يقتلون أبناءنا، ويعتدون على منشآتنا، ويفجرون القنابل فى أماكن تجمعنا، فهو ما يحتاج إلى مراجعة وإعادة تقييم لسياساتنا الأمنية.
إن ما نتطلع إليه مع بداية تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى هو أن نطوى صفحة الماضى، ونبدأ صفحة جديدة تقوم على المصالحة مع أبنائنا، مهما كانوا قد ضلوا الطريق.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صفحة جديدة صفحة جديدة



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 03:58 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين ومفارقات حقوق الإنسان

GMT 13:30 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

7 طرق للتعامل مع طفلك عند تعرضه للعنف المدرسي

GMT 11:23 2020 الجمعة ,02 تشرين الأول / أكتوبر

5 أسباب تُشعل صراع الدّراما المصرية في رمضان عام 2021

GMT 18:02 2021 الثلاثاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

تكريم إلهام شاهين فيي مهرجان أيام قرطاج المسرحية في تونس

GMT 19:54 2016 الثلاثاء ,10 أيار / مايو

أحذية رياضية أساسية في خزانة كل رجل

GMT 05:42 2017 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

"ريكسوس" شرم الشيخ لشهر عسل رومانسي وهادئ

GMT 10:31 2021 الجمعة ,23 إبريل / نيسان

انقلاب شاحنة عسكرية بالعاصمة التونسية

GMT 10:45 2021 الخميس ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تتألق في إطلالات جريئة وجذابة

GMT 20:12 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

صحتك فى وصفة تخلص من الألم بالملح الإنجليزى

GMT 09:02 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

مجموعة افكار لغرف ترفيهيه وكيفية تصميمها في المنزل

GMT 07:32 2021 الجمعة ,04 حزيران / يونيو

أسباب فقدان تونس إشعاعها كوجهة سياحية عالمية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia