تأثير تطور مجالات الاتصالات في طلب تسليم واسترداد المجرمين

تأثير تطور مجالات الاتصالات في طلب تسليم واسترداد المجرمين

تأثير تطور مجالات الاتصالات في طلب تسليم واسترداد المجرمين

 تونس اليوم -

تأثير تطور مجالات الاتصالات في طلب تسليم واسترداد المجرمين

بقلم : القاضي فتحي الجواري

استقر فقه القانون الدولي على اعتبار تسليم المجرمين شكلاً من أشكال التعاون الدولي في مكافحة الجريمة والمجرمين، وحماية المجتمعات من المُخلين بأمنها واستقرارها، وحتى لايبقى هؤلاء العابثين بمنأى عن العقاب يعيثون في الأرض فسادًا، إن هذا النوع من التعاون الدولي هو نتيجة طبيعية للتطورات التي حدثت في المجالات كافة، ومنها مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، حيث لم تعد الحدود القائمة بين الدول تشكل حاجزًا أمام مرتكبي الجرائم، كما أن نشاطهم الاجرامي لم يعد قاصرًا على إقليم معين بل امتد إلى أكثر من إقليم، حيث أصبح المجرم يشرع في التحضير لجريمته في بلد، وينفذها في بلد ثان، ثم يفر إلى بلد ثالث.

فالجريمة أصبح لها طابعًا دوليًا والمجرم نفسه أصبح مجرمًا دوليًا، وهذا ينطبق على الجرائم المتعلقة بالإنترنيت بشكل خاص وبالجرائم العابرة للحدود بشكل عام، وحيث أن أجهزة إنفاذ القانون لاتستطيع تجاوز حدودها الإقليمية لممارسة الاعمال التنفيذية على المجرمين الفارين ، كان لابد من ايجاد آلية معينة للتعاون مع الدولة التي ينبغي اتخاذ بعض تلك الاعمال فوق اقليمها ، ولكي يتم ذلك ويكون هناك تعاون دولي ناجح في مجال تحقيق العدالة كان لزاما تنظيم مجالات هذا التعاون الدولي تشريعيا ، وقضائيا ، وتنفيذيا . فالدولة اذ هي من اعضاء المجتمع الدولي لابد لها من الوفاء بالتزاماتها المترتبة على علاقاتها الدولية من خلال المعاهدات والاتفاقيات الدولية والثنائية التي تتعلق بتسليم واسترداد المجرمين .

ولو رجعنا لتلك الاتفاقيات نجد أن الدولة التي يتواجد المتهم بارتكاب إحدى الجرائم العابرة للحدود (ومن بينها الجرائم المتعلقة بالانترنيت) على اقليمها ملزمة بمحاكمته اذا كان تشريعها يتضمن تجريم تلك الافعال ، وإلا فعليها تسليمه الى الدولة الطالبة لكي تقوم بمحاكمته ، او تنفيذ العقوبة بحقه ان كان قد حوكم من قبلها على وفق احكام قانونها الوطني، فهذا التسليم يحقق مصالح الدولتين ، فالدولة الطالبة تضمن معاقبة من أخل بقوانينها وتشريعاتها، أما الدولة المطلوب منها التسليم فإن ذلك يساعدها على تطهير اقليمها من شخص خارج عن القانون وإبعاده عن إقليمها مما يساعدها على ضمان أمنها واستقرارها، ولذلك حرصت الدول على عقد الاتفاقيات الثنائية ، والاقليمية ، والدولية التي تنضم موضوع تسليم المجرمين، إضافة إلى تضمين تشريعاتها الوطنية شروط وضوابط التسليم والاسترداد ومن هذه الدول كان العراق فقد تضمن قانون أصول المحاكمات الجزائية رقم (23) لسنة 1971 في المواد من 352 الى 368 منه شروط وضوابط الانابة القضائية وتسليم المجرمين والتعاون الدولي في هذه المجالات، كما ارتبط العراق باتفاقية الرياض للتعاون القضائي العربي لعام 1983،  اضافة للعديد من الاتفاقيات الثنائية ، والدولية المتعلقة بتسليم المجرمين، ونقل المحكومين .

أن تسليم المجرمين يعني قيام الدولة المطلوب منها التسليم، بتسليم شخصًا موجودًا على أراضيها إلى دولة أخرى وهي الدولة طالبة التسليم لغرض محاكمته عن جريمة نسب اليه ارتكابها، أو لتنفيذ حكم صادر ضده من محاكمها، ففكرة نظام التسليم تقوم على وجود علاقة بين دولتين الأولى تطالب بأن يسلم لها مرتكب الجريمة لتتخذ بحقه الاجراءات اللازمة لإيقاع العقاب اللازم بحقه ، والثانية يوجه اليها طلب التسليم لتقرر بعد ذلك أما الاستجابة للطلب إذا كان متفقًا مع تشريعاتها النافذة، أو مع معاهدة، أو اتفاق يربط بينهما، وأما الرفض .

tunisiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تأثير تطور مجالات الاتصالات في طلب تسليم واسترداد المجرمين تأثير تطور مجالات الاتصالات في طلب تسليم واسترداد المجرمين



GMT 11:28 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عدالة السماء

GMT 03:58 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين ومفارقات حقوق الإنسان

GMT 13:30 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

7 طرق للتعامل مع طفلك عند تعرضه للعنف المدرسي

GMT 11:23 2020 الجمعة ,02 تشرين الأول / أكتوبر

5 أسباب تُشعل صراع الدّراما المصرية في رمضان عام 2021

GMT 18:02 2021 الثلاثاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

تكريم إلهام شاهين فيي مهرجان أيام قرطاج المسرحية في تونس

GMT 19:54 2016 الثلاثاء ,10 أيار / مايو

أحذية رياضية أساسية في خزانة كل رجل

GMT 05:42 2017 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

"ريكسوس" شرم الشيخ لشهر عسل رومانسي وهادئ

GMT 10:31 2021 الجمعة ,23 إبريل / نيسان

انقلاب شاحنة عسكرية بالعاصمة التونسية

GMT 10:45 2021 الخميس ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تتألق في إطلالات جريئة وجذابة

GMT 20:12 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

صحتك فى وصفة تخلص من الألم بالملح الإنجليزى

GMT 09:02 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

مجموعة افكار لغرف ترفيهيه وكيفية تصميمها في المنزل

GMT 07:32 2021 الجمعة ,04 حزيران / يونيو

أسباب فقدان تونس إشعاعها كوجهة سياحية عالمية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia